يتوقع ان تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) خفض انتاجها خلال الاجتماع الطارىء الذي تعقده في فيينا الجمعة من اجل محاولة منع انهيار اسعار برميل النفط حتى خمسين دولارا وبهدف اعادة التوازن الى الاسواق. وخلال ثلاثة اشهر ونصف الشهر، تراجعت اسعار النفط اكثر من نصف قيمتها. فبعد ان وصلت الى رقم قياسي للبرميل هو 147,50 دولارا في يوليو، تراجعت الى 65,45 دولارا في لندن، وهو المستوى الادنى لها منذ مايو 2007. ويخشى بعض المحللين في ان تصل الى خمسين دولارا للبرميل بحلول نهاية السنة. وقال هوغو نافارو من مكتب الدراسات الاستشاري “كابيتال ايكونوميكس” في لندن ان “انهيار الاسعار خلال الايام الاخيرة اصاب اوبك بحالة من الهلع”. وقررت الدول ال 13 الاعضاء في المنظمة التي رأت مداخيلها تتبخر والتي انتجت في سبتمبر 32,16 مليون برميل يوميا، تقديم اجتماعها الطارىء الذي كان مقررا في 18 نوفمبر ثلاثة اسابيع. وبالتالي، لا تكمن المسألة في معرفة ما ستقوم به المنظمة، اذ ان الخيار الوحيد المطروح هو خفض الانتاج، انما في معرفة حجم هذا الخفض. وبدا ان هناك توافقا بدأ يرتسم خلال الايام الاخيرة حول خفض الانتاج مليون برميل يوميا. فقد اعتبرت ليبيا وايران وقطر ان هذا الرقم هو الحد الادنى المقبول، بينما دعا رئيس المنظمة وزير النفط الجزائري شكيب خليل الى خفض “كبير” في الانتاج. وستحاول اوبك التي توفر 40% من الانتاج العالمي من النفط الخام ملاءمة عرضها مع طلب يتراجع بسرعة كبيرة نتيجة ارتفاع اسعار المحروقات والازمة المالية العالمية. ولم تعد الوكالة الدولية للطاقة تعول بالتالي الا على تقدم بسيط جدا في الطلب بقيمة 400 الف برميل يوميا في 2008 و700 الف برميل يوميا في 2009. ويتحدث آدم سيمنسكي في مصرف “دويتش بنك” عن “سيناريو للطلب كارثي، تضطر بموجبه اوبك الى سحب حتى 2,4 مليون برميل يوميا من الاسواق في الاشهر الاثني عشر المقبلة”. وقد يطالب الاعضاء الاكثر تشددا في المنظمة، نتيجة هذا السيناريو، بخفض كبير للانتاج الجمعة. ودعا وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري الى خفض الانتاج مليونين او 2,5 مليون برميل يوميا.