في الوقت الذي لا يزال الشاب «حبيب الدوس» يتذكر كافة التفاصيل الدقيقة للحادث الذي مر به على طريق أبو حدرية والذي تركه بشلل رباعي. التقت « اليوم» بالشاب «حبيب» الذي روى تفاصيل هذا الحادث المؤلم الذي خلف وراءه اعاقة جسدية له، حتى أن الشاب كان حريصا على توجيه رسائل عديدة لمتهوري القيادة بضرورة توخي الحذر والتأني والدقة، فأرواح الآخرين ليست سهلة حتى تكون هدفا لهؤلاء المتهورين الذين يقتلون تلك الأرواح يوميا على الطرق بسبب رعونتهم وعدم اكتراثهم بالأخطار التي يتسببون بها. يقول الشاب وكله ثقة وإيمان بالله: إن الحادث حدث قبل 19 سنة، على طريق أبو حدرية، فيما كنت عائدا إلى منزلي في القرية العليا من الدمام، وكان آخر اتصال لي مع زوجتي وأنا على الطريق، وفجأة بعد عدة كيلو مترات، وإذا بسيارة أمامي تعكس الطريق وتضيء الأنوار العليا لتنبيهي وأنا لم آخذ انتباهي بأن هناك شيئا في الطريق، والذي كانت جمال عابرة على الطريق استقررت في القطيع وسقوط جمل فوق سيارتي، لم أشعر بنفسي إلا وأنا بالمستشفى بين أسلاك وحدائد، ورقبتي معلقة ولم أعلم بأني أصبحت معاقا بشلل رباعي، إلا بعد استخراج الحديد من رقبتي، وتم ابلاغي بأني اصبحت معاقا بكسر برقبتي وثلاث فقرات بظهري ولم أعد أحرك أعضائي، وهأنا منذ 19 سنة مررت بأكثر من ثلاثة مستشفيات، وحاليا بمستشفى الظهران العام الذين لم يقصروا معي بشىء أبدا طيلة مكوثي في المستشفى. وأضاف حبيب: أريد أن أنصح الشباب وجميع قائدي المركبات بعدم التهور والسرعة، فعشر الدقائق التي ستصل بها قبل قد تكون 10 سنوات أو اكثر وأنت بالسرير بإعاقة دائمة لا سمح الله، وهأنا بلمحة عين لم أنتبه وبأقل من دقائق أصبحت مقعدا 20 سنة تقريبا، فالصحة لا يعادلها شيء لو كنوز الدنيا، ولم يشعر أحد بالصحة إلا بعد فقدانها، ونسأل الله العلي العظيم أن يشفيني ويشفي جميع المصابين ويحمي قائدي المركبات.