في الأعوام التي تلت إنتاج الجيل الأول من الهواتف الجوالة، كانت أجهزة الهاتف تصنع بحجم أكبر، وليس أصغر. بدأت خطوط الاتجاه العام بالانعكاس في عام 2004 مع جهاز موتورولا رازر الفضي، الذي كان يمثّل ذروة الأجهزة الرفيعة، بمثابة إكسسوارات على شكل هاتف يمكن التلويح بها في ناد ليلي مثل المجوهرات. في نفس الوقت تقريباً، جاءت شركة ريسيرتش إن موشن بجهاز البلاكبيري 7210، وهو جهاز ضخم أزرق اللون مع لوحة مفاتيح وشاشة ملونة، والذي وسم أصحابه إما بالمصرفيين المستثمرين أو مدمني البريد الإلكتروني الميؤوس منهم. كانت شعبية جهاز رازر تبدو مثل المَعْلم الثقافي الأكبر في ذلك الوقت، لكنه جهاز البلاكبيري في الواقع الذي كان مستقبلنا (المؤقت). لأول مرة، كانت أجهزة الهواتف الخلوية عملية تصلح للقيام بشيء آخر غير إجراء المكالمات الصوتية، لذلك فقد احتاجت أن تكون أكبر حجماً، حتى لو كان ذلك على حساب انتفاخ مثير للسخرية في جيوبنا. الكوميديون في ذلك الوقت لم يكونوا قد أدركوا بعد أن القاعدة الأساسية قد تغيّرت. حيث ترى برنامج ويكإند أبديت لبرنامج ساترداي نايت لايف في عام 2005، يُحاكي بسخرية ستيف جوبز والتقلّص التدريجي لجهاز الآيبود إلى نماذج خيالية مثل مايكرو، بيكينو، وإنفيزا. تُعلّق تينا فاي ساخرة بقولها: «هذا جهاز بالكاد يمكننا رؤيته». ويقول فريد أرميسن، مبالغاً في وصفه مثل جوبز: «نعم إنه مثير». كان هذا قبل حوالي عقد من الزمن، والتحوّل إلى أدوات أكبر وأضخم أصبح الآن أمراً لا مفر منه. جهاز الآيفون 5 يملك شاشة أكبر بنسبة 17% من جهاز الآيفون 4، وستقوم آبل هذا اليوم الثلاثاء بالإعلان عن اثنين من نماذج أجهزة الآيفون الجديدة مع زيادة كبيرة جداً في حجم الشاشة. قريباً سنحصل أيضاً على جهاز آيباد أكبر. بطبيعة الحال، آبل تعتبر متأخرة على مجموعة الأدوات الكبيرة. فقد كانت سامسونج تقوم بتكبير حجم أجهزتها الخلوية منذ أعوام كما قامت هذا الأسبوع بالإعلان عن جهاز جلاكسي نوت 4، مع شاشة بحجم 5.7 بوصة، وجهاز جلاكسي نوت إيدج، مع شاشة منحنية بحجم 5.6 بوصة. قريباً جداً سنحتاج إلى عدة للكتف فقط لحمل هذه الأشياء معنا. يقول المصممون الصناعيون إن هناك سبباً بسيطاً لكون الأجهزة تصبح أكبر. يقول دون نورمان، مدير مختبر التصميم في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو: «إنه صراع كلاسيكي بين الجماليات والوظيفة. الأجهزة الصغيرة كانت أنيقة. لاحظ أنها كانت استجابة ضد الأجهزة الثقيلة القديمة والكبيرة التي بدأنا بها. لكن بعد ذلك تطوّرت الأجهزة. فلم نعُد نتحدث بها بعد الآن. حيث نستخدم هذه الأجهزة للخرائط، واستطلاعات المطاعم، وإرسال الرسائل لأصدقائنا والاستماع إلى الموسيقى. لذلك أصبحت الشاشة مهمة جداً، والشاشة الصغيرة تعتبر بائسة للاستخدام». يُشير نورمان إلى أن هذا النوع من التغير ربما كان لا مفر منه حيث أصبحت الهواتف بمثابة وسائل للتعبير عن الذات. يقول: «هكذا تعمل الموضة. مهما كان دارجاً قبل عام أو اثنين، تقريباً بحكم التعريف أصبح خارج الموضة اليوم». يعمل المصممون بجهد لجعل هذه الألواح من الزجاج والبلاستيك تبدو جذّابة. مع ذلك، لا بد أنهم يجدون الأمر محبطاً. فقد قام المستهلكون بالتضحية بالأناقة مقابل المعلومات، وبالجماليات مقابل التطبيق العملي. الهواتف الذكية السحرية الجديدة تقوم بكل شيء على نحو جيد، باستثناء الهدف الأساسي منها. يقول روبرت برونر، مؤسس وشريك في أميونيشين، وهي شركة تصميم في سان فرانسيسكو: «أنا أنهار عندما أرى الأشخاص يتحدثون بأجهزة هواتف بحجم 6 بوصة. حيث يبدو الواحد منهم وكأنه يحمل لوحة كبيرة على رأسه».