صمد إلى حد كبير السبت وقف لإطلاق النار توصلت إليه القوات الأوكرانية مع انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا، لكن سكانا ومقاتلين قالوا إنه سيكون على الأرجح فترة هدنة قصيرة قبل استئناف القتال. وفي إشارة إلى هشاشة الهدنة التي وافق عليها الجمعة مبعوثون من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أفاد بعض السكان في دونيتسك الواقعة تحت سيطرة المتمردين بوقوع قصف متفرق لمشارف المدينة أثناء الليل. وقال قيادي من المتمردين يعرف باسم مونتانا «يبدو جيدا في الوقت الحالي لكننا نعرف أنهم (الجانب الأوكراني) يستغلونه في جلب المزيد من القوات والذخيرة إلى هنا ثم يضربوننا بقوة جديدة». «على أية حال أنا لا أثق في الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو. ولم يكن هو الذي وجه الدعوة وإنما الامريكيون وهذا أسوأ». ووافق بوروشينكو على وقف اطلاق النار بعدما اتهمت أوكرانياروسيا بإرسال القوات والأسلحة إلى أراضيها لدعم الانفصاليين الذين لحقت بهم خسائر فادحة خلال فصل الصيف. وتنفي موسكو ارسال قوات او تسليح المتمردين. وأنعشت الهدنة الآمال في وقف قتال تسبب في أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اتهم روسيا أيضا بالضلوع في القتال قال الجمعة إنه يشكك في التزام الانفصاليين بالهدنة. وقالت كسينا وهي من سكان دونيتسك إنها سمعت أصوات اطلاق نار أثناء الليل بعد بدء سريان الهدنة. وتابعت «لا أعلم ماذا نستفيده من وقف اطلاق النار إذا كان هناك اطلاق نار من جديد. هذا ليس وقفا لاطلاق النار وإنما مسرحية. ستستمر هذه الحرب لما بين خمس وتسع سنوات». واتهم دميترو تيمتشوك وهو محلل في شؤون الدفاع على صلة بالقوات الحكومية المتمردين بخرق وقف اطلاق النار في عدة مواقع وقال «القوات الأوكرانية ملتزمة بالكامل بشروط وقف اطلاق النار ولا تفتح النار إلا عندما تتعرض مواقعها للهجوم». وساد الهدوء ميناء ماريوبول المطل على بحر ازوف والمنطقة المحيطة به الجمعة. وكانت المدينة الساحلية قد شهدت قتالا شرسا الجمعة. وتصاعد القتال في الأيام القليلة الماضية على مشارف دونيتسك خاصة قرب المطار الذي لا يزال تحت سيطرة الحكومة وإلى الشرق من ميناء ماريوبول حيث تتصدى القوات الحكومية لهجوم كبير للمتمردين. وتشمل خطة السلام التي وافق عليها المبعوثون الجمعة أيضا تبادل السجناء وانشاء ممر انساني للاجئين والمساعدات اتهامات متبادلة واتهم مسؤولون انفصاليون في مدينة دونيتسك القوات الحكومية بانتهاك وقف اطلاق النار. وقال فلاديمير ماكوفيتش العضو في برلمان دونيتسك الانفصالي لوكالة فرانس برس «الجمعة اطلقت قذائف عدة عند اطراف دونيتسك وكذلك على قافلة اسلحة ثقيلة كانت اتية من زابوريجيا» المنطقة المجاورة لدونيتسك. وأضاف ماكوفيتش: «ربما يكون ذلك استفزازا او اختبارا لأعصابنا. سنبذل ما في وسعنا لاحترام وقف اطلاق النار، ولكن اذا حصلت استفزازات من جانبهم فسنرد عليهم فورا». بدوره، أكد رئيس الوزراء في «جمهورية دونيتسك» الانفصالية الكسندر زخارتشنكو ان القوات الاوكرانية اطلقت نيرانها مرتين على بلدة امفروسيفكا التي تبعد حوالى ثمانين كلم من دونيتسك. وقال كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الروسية العامة «من السابق لأوانه الحديث عن وقف تام لإطلاق النار». في المقابل اتهمت كييف الانفصاليين بإطلاق النار على مواقع للجيش الاوكراني. وصرح المتحدث باسم الجيش اندري ليسنكو في لقاء صحافي «لقد حصل 28 اطلاقا للنار الجمعة على مواقع للقوات الاوكرانية، عشرة منها بعد دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ». تحذير روسي وفي سياق متصل حذرت روسيا السبت من انها سترد في حال فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية جديدة عليها، غداة اعلان الاتحاد الاوروبي عن اتفاق مبدئي بهذا الصدد بسبب دور موسكو في الازمة في اوكرانيا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية انه «بالنسبة لقائمة العقوبات الجديدة من الاتحاد الاوروبي، فإذا تمت المصادقة عليها سيكون هناك رد بلا شك من جانبنا». وانتقدت موسكو الاتحاد الاوروبي على اعداده عقوبات مشددة. وقال البيان انه بإعلانه عن عقوبات جديدة يمكن ان تدخل حيز التنفيذ الاثنين، فإن الاتحاد الاوروبي «انما يوجه فعليا رسالة دعم مباشر لحزب الحرب في كييف الذي ليس راضيا عن نتائج الاجتماع في مينسك». وتابع البيان: «بدلا من السعي بكل السبل من اجل إلحاق الضرر باقتصاد دولة روسيا، من الحري بالاتحاد الاوروبي ان يعمل على دعم النهوض باقتصاد منطقة دونباس بشرق اوكرانيا».