ارتفعت حدة الاشتباكات في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء أول أمس الجمعة، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا، وأكثر من 30 جريحا في صفوف الجيش واللجان الشعبية، إضافة إلى عشرات القتلى الذين سقطوا من صفوف جماعة الحوثي حسب ما أشارت مصادر محلية. وقال عبدالحميد عامر رئيس فرع التجمع اليمني لحزب الإصلاح في الجوف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا): إن الجوف دخلت في حرب لا آخر لها، موضحاً أن الجيش المسنود باللجان الشعبية يقاتل بكامل عتاده وقوته ضد أطراف الحوثيين التي قال إنها أصبحت عصابة لا تسعى سوى إلى إزهاق مزيد من الأرواح. وأضاف عامر: ان الحوثيين يجندون أطفالا صغارا للخوض في تلك المعارك، ومن يراقب الحرب التي دارت في عمران سابقاً وفي الجوف حالياً سيتأكد من ذلك. وتشهد مدينة الجوف معارك عنيفة حتى اللحظة في منطقة الغيل ومفرق الجوف، والحجر حيث يتمركز الحوثيون في البعض منها. وبحسب عامر فإن الحوثيين يسعون للسيطرة على مفرق الجوف المؤدي إلى مدينة مأرب شمال العاصمة صنعاء، وقال: «في حال سيطروا عليها ذلك يعني أنهم سيطروا على إحدى الجهات المحيطة لصنعاء». وتشهد العاصمة صنعاء حصاراً من جميع الجهات من قبل مسلحي جماعة الحوثي الذين يطالبون السلطة بإسقاط الحكومة، والتراجع عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية، إضافة إلى تنفيذ نتائج الحوار الوطني. وحيال ذلك يقول عامر إن الحوثيين قاموا مسبقاً بالسيطرة على محافظتي صعدة وعمران شمالي البلاد، وهاهم اليوم يحاصرون صنعاء ويحاربون الجيش للسيطرة على الجوف: «وهذا يدل على أنهم يريدون السيطرة على البلاد بشكل كلي ولن نسمح لهم بذلك». وأشار إلى أن على الحوثيين أن يكونوا حزباً سياسياً يحترم دولته وقوانينها، لا جماعة مسلحة تسعى وراء الخراب وتجر البلاد نحو دائرة العنف. وقال علي القحوم مصدر من المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي ل (د.ب.ا) إن ما يحدث في الجوف لا دخل له بما يحدث في صنعاء، وما حدث سابقاً في عمران، موضحاً أن المواجهات مابين الحوثيين والإصلاح في الجوف ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ أحداث 2011 التي خرج بها الشباب مطالبين بإلإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأوضح أنه لا يجب خلط الأوراق بخصوص تكوين حزب سياسي للحوثيين «هذه القضية منفردة عما يجري الآن وقد تم مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني الذي نطالب بتطبيق مخرجاته». واتهم القحوم الإصلاحيين باستغلال وتسيير الجيش تحت نفوذهم لا نفوذ الدولة، وقال إن الجيش الذي يقاتلهم في الجوف هو جيش تابع للإصلاح واللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً، وهذا ما لن يسمحوا به «يجب على الجيش تسخير كامل مؤسساته للدولة لا لحزب بعينه». وحيال التصعيد الذي يقوم به الحوثيون بصنعاء، دعا القحوم الشعب اليمني للمشاركة في الخطوات الأخيرة اليوم ويوم غد الاثنين، وقال إنه لن يفصح عما سيحدث في تلك الخطوات، فقط أشار إلى أنها خطوات سلمية ومزعجة. وكانت قد خرجت مسيرات حاشدة ظهر الجمعة بصنعاء وعدد من المحافظات الأخرى في جمعة أسموها «الاصطفاف من اجل اليمن»، رفضاً لمخططات الفوضى والعنف التي تقوم بها جماعة الحوثي.