حينما تقوي صلتك بإخوتك، تتحقق لك السعادة بقربهم، والقوة بدعمهم، والسعة بمساندتهم، والأجر بمعاشرتهم بالمعروف. وهم هبة من الله لنا، وفرصة لمزيد من السعادة لمن أحسن الظن، وهم لمن أحسن النية والعمل باب أجر عظيم. قال الحبيب المصطفى : «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه»، وليس أقرب من الإخوة أحد من ذوي الرحم بعد الوالدين. ولا حاجة لمزيد تذكير بأهمية المحافظة على العلاقة معهم، فإيمانكم بها هو ما دفعكم لقراءة هذه الكلمات، وأرجو أن أوفق في المساهمة في إصلاح هذه العلاقة وتوطيدها عبر النقاط التالية التي أوجهها لكل أخ وأخت: * النماذج السيئة التي نسمعها ليس لأنها الأكثر، بل لاعتقاد الكثيرين أن النماذج الجيدة لا مبرر لذكرها. * حتمية هذه العلاقة، وعمرها، وطول المخالطة، لها نتيجة طبيعية (الاختلاف، التقصير، التفاوت، التباين ) لكن يجب ألا تتنافر القلوب. * إكرام الإخوة من البر بالوالدين، وإدخال السرور عليهم. * لا تفش أسرار إخوتك لأحد، مهما كان قربه منك. * لا تحدث أحدا بمشكلات إخوتك، أو مشكلاتك معهم، إلا على سبيل السعي في إصلاحها، مع من يؤمل فيه ذلك. * أبناؤك يعطون الانطباع عنك عند إخوتك، فربّهم على احترامهم، والإحسان إليهم. * أبناء إخوتك مفاتيح قلوبهم؛ فتلطف لهم. * احترام إخوتك لك لا يمكن فرضه، ولن تحصل عليه لأنك الأكبر سنا، أو الأكثر مالاً، أو جاهاً إنما بتحملك وعطائك، بصبرك وتغافلك، بعفوك وهضمك حق نفسك. * قد يكون أحدهم أقرب إلى قلبك، فلا تشعر البقية بذلك. * ذكّر إخوتك دائما بما يفوقونك فيه، ولا تباههم فيما تفوقهم فيه. * ذكرهم بإحسانهم، وانس فضلك عليهم. * احذر أن يكون حظهم منك التعيير، والإيذاء، والشك، والإهمال. * انصحهم بلطف. * زوج أختك وزوجة أخيك من أقرب الناس لهما، وفي إحسانك إليهم كسب لإخوتك. * زرهم في بيوتهم ولا تكتف باللقاء الدوري معهم في بيت الوالدين، أو الاستراحة، فهذه الزيارة تعني لهم الكثير وتقربك إليهم أكثر * في لقاءاتكم لا يظهر أولادك بحال لا يستطيع أن يظهر بها أولادهم. * لا ترد عن أختك الخطّاب الأكفاء، ولا تحرمها الزواج ممن يُرضى خلقه ودينه، وإن تقدم لها خاطب غير مناسب، فأخبرها بسبب ردك له، وإن كانت أرملة أو مطلقة فلا تحرمها الزواج فقد تحتاجه وإن كانت كبيرة. * تلمس احتياجات أختك وأخيك المالية، وساوهم بأولادك إن استطعت. * ختك الأرملة أو المطلقة بحاجة إلى مزيد عناية وقرب، فلا تغفل عنها. * من حسن خلقك وكرمك أن تحسن إلى إخوتك وتشعرهم بتفضلهم عليك أن منحوك الفرصة لذلك. * بالغ في شكر من أحسن، واعذر من قصر. والتقصير أمر طبيعي، لكن بقدر إيماننا بأهمية هذه العلاقة تكون المحافظة عليها، والصيانة المستمرة لها.