هل أضحى عقوق الوالدين وعدم تقدير كبار السن من الظواهر الملاحَظة في المجتمعات الإسلامية المعاصرة؟ وهل أصبح بر الوالدين والإحسان إلى كبار السن من الأعمال التي نادراً ما نشاهدها في مجتمعاتنا؟ أسئلة يتم تداولها في المجالس بين فينة وأخرى في ظل ما تمت ملاحظته من سوء سلوك الأبناء مع والديهم، وعدم تقديرهم. عدد من أصحاب الفضيلة كشفوا أهم أسباب هذا الجفاء من الأبناء تجاه الآباء، ومن عموم صغار السن إلى كبار السن، وأوضحوا دور المجتمع ومؤسساته وأطيافه في توعية الناس تجاه تقدير كبار السن واحترامهم والعطف والإحسان إليهم. تغيُّر الأجيال بداية يؤكد الشيخ عوض بن حسين الشهري، عضو الدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض، أن بيوت المسلمين بُنيت على الاحترام والتقدير والبر، اتباعاً للقرآن والسنة، لقوله تعالى {وبالوالدين إحساناً...} وفي الحديث (إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم...) حسنه النووي. وكان السلف الصالح لا يرفع أحدهم عينه في عيني والديه من شدة الاحترام لقوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة...}. ذكر السمعاني أن يكون الولد مع والديه كالعبد الذليل مع السيد. وكان أحدهم يتعامل مع كبير السن كأنه والده (من قدر كبيراً لكبره سخر الله له من يقدره عند كبره) هكذا ورد في الأثر. وقد تغيرت الأجيال في هذه الأيام، حتى صار بعضهم يستحيي أن يخبر زملاءه بأن ذلك الرجل والده، بل صرح بعضهم بأنه ليس بوالده، وهذه هي الإهانة بعينها، والله المستعان. ويشير الشهري إلى أن جفاء الأبناء تجاه آبائهم بسبب ضَعف التوعية، وإن من المنبغي التواصي والتناصح في هذا الجانب، وأن تكثر المحاضرات والكلمات، بل تكون في صلب المناهج الدراسية في كل مراحلها، كما أن الإعلام عليه واجبٌ عظيم، بأن يكون منبراً لتوعية الناس في هذه الأمور وغيرها، وأن يترك التفاهات التي تفسد ولا تصلح، مع أهمية التربية الصالحة والقدوة الحسنة؛ لأن أكثر فساد الأبناء من الآباء، كما ذكر ابن القيم - رحمه الله - في كتاب تحفة المودود بأحكام المولود، إضافة إلى أن كل جيل يؤدي ضريبة ما كان يعمل مع الكبار، فمن أهان الكبار سلط الله عليه من يُهينُه، وإن بعض الأُسر تتوارث الاحترام والمحبة والتقدير، وبعضهم تتوارث الحقد والحسد وعدم احترام الكبير، والجزاء من جنس العمل، كما ينبغي أن يعطى كبار السن مكانتهم في المجتمع، بالتوعية بحقهم وفضلهم، وأن الله يستحيي من كل ذي شيبة، نور لصاحبها، وأن الله يرحم البلاد بدعائهم وعبادتهم، مع بيان العقوبة الشرعية لمن يهين الكبار أو يعق الوالدين. العقوق ليس جديداً! ويتفق الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري، عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالقصيم رئيس مجلس الجمعية العلمية السعودية للدراسات الفكرية المعاصرة، مع ما ذكر بأن ظاهرة العقوق ونسيان الجميل والتجاهل تجاه حقوق الوالدين وكبار السن في الأسرة والمجتمع سمة ليست جديدة، بل هي موجودة في البشر كلما تباعدوا عن الهدي الإلهي، لكنها تتزايد وبشكل ملحوظ في أوقات وأماكن وظروف معينة كالمرحة التي نعيشها الآن، خاصة حين نرى مظاهر ذلك الجفاء تمتد إلى أقرب الناس من الوالدين والإخوان والأجداد والأعمام والأخوال ونحوهم من الأقارب، في صور بدأت تتنامى، ولم يعرفها مجتمعنا من قبل، وما زالت - بحمد الله - الخيرية في البر والتواصل في مجتمعاتنا هي الأصل والأكثر، ولكن محافظة على هذا الخير يجب أن يتنادى المصلحون والمربون لتحديد وتوصيف الأسباب ومعرفة الأدواء ومن ثم الوصفات النافعة والمؤثرة. ويذكر د. الخضيري أبرز أسباب هذه الظاهرة، ومنها: 1 - ضَعف أو انعدام التنشئة الشرعية للأولاد، سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، القائمة على استشعار الفضائل والبر والصلة كقيمة أساسية لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال. 2- حجم المؤثرات والصوارف عن الاستماع المركز لما يجب أن يسمع من الوالدين أو الخطيب أو المعلم. 3 - لهو الأفكار والعقول والغرائز مع المنتجات الإعلامية الصارخة التأثير من القنوات الفضائية والألعاب الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي وانتشار أجهزة الجوالات الذكية؛ الأمر الذي صرف الجيل أو كاد عن مجالس الآباء والموجهين وقادة الأسر في المجتمع. 4 - الفقر العاطفي الذي ربما يجده الأبناء من الوالدين يسبب انشغال كل طرف بخصوصياته وأحواله؛ حيث أثر ذلك في العلاقة الحميمية الدافئة بين الوالدين والأولاد. 5 - ظروف العمل والحياة التي باعدت نوعاً ما من التقارب والتواصل الواجب بين الشباب وكبار السن من الوالدين أو من الأقارب. 6 - الشعور بالاستغناء لدى بعض أفراد الجيل الحاضر، وربما ازدراء الجيل الذي سبقه. 7 - زيادة التعلق بالدنيا واصطباغ الحياة بالصبغة المادية التي تحكمت في العلاقات، وصارت الحسابات في كثير من الأحوال حسابات مادية تُقاس بها، وتوزن عليها. 8 - وأولاً وأخيراً ضَعف التدين، وقلة الوازع الديني الذي يبني في القلب النظر للدار الآخرة واحتساب الأجر عند الله تعالى. ولهذه الأسباب وغيرها يجب أن نتلمس ثغرات التقصير لنسدها، وبرامج التكميل لنتعاطاها، وهي واجبات كلية وفردية، كل يجب أن يسعى من خلال قدراته ومسؤولياته بالمساهمة في توجيه الجيل وإعادة بوصلة البر إلى وضعها الطبيعي بعد أن عصفت بها موجات التأثير والتغيير. وأول ما يجب أن يستشعره الجميع أن حُسن التربية وحسن القوامة على الذرية سبب كبير في نشأة الجيل على أفضل أخلاق البر وأتمها، فمن أحسن تربيته لأبنائه أُجر على ذلك في الدنيا والآخرة، وجنى ثمرة ذلك عاجلاً في الدنيا قبل الآخرة، فليكن نصب أعين الجميع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ما من راعٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)، وقوله (الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته)، وفي المقابل يجب أن يغرس في نفوس وقلوب الأبناء والبنات أن البر والصلة والإحسان إلى الكبير واحترامه أمر ديني وواجب شرعي، وتبيَّن الأدلة الشرعية في فضل البر وخطورة العقوق وقبحه بطريقة مؤثرة مقنعة مفعمة بالوجدانيات والتأثير الروحي. وفي نظري، لا يصح الاكتفاء بالوعد الدنيوي كمقولة إن البر سلف، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ونحوها من المقولات.. ومع قبولها إجمالاً إلا أن وقوع ذلك ليس اطرادياً في كل أحد، إضافة إلى كون الابن ينشأ على البر وهو يلحظ مجرد رد الجزاء من أبنائه مستقبلاً، والاقتصار على هذا - في نظري - نقص أو تشويه في العطاء المعرفي والبناء التربوي، بل يجب ربط القضية بالأجر والثواب وتأدية واجب شرعي، والاحتساب فيه مع الإخلاص، وذكر جزائه في الآخرة، مع ضخ النصوص الشرعية في ذلك، وتفعيل الجانب الإيماني. دراسة الظاهرة ويقدِّم د. محمد الخضيري مجموعة من المقترحات لتصحيح الوضع ومقاومة ظاهرة العقوق وإهمال العقوق، ومنها: أول قضية يجب التصدي لها إن كنا جادين في العلاج أن يسعى المحسنون لإقامة مراكز ومؤسسات غير ربحية تنشأ لهذا الغرض في كل محافظة، أو على الأقل منطقة، تأخذ على عاتقها دراسة الظاهرة دراسة متكاملة، مع وضع المقترحات والحلول، ومن ذلك أن تقوم بعقد ورش عمل متعددة لشرائح متنوعة في المجتمع للتشخيص والتوصيف الدقيق، وتصميم استبانات وافية لهذا الغرض، وتكوين فريق لنشرها وفحصها، وأن يجمع المركز كل ما ينشر أو يلقى من صور ونماذج حدثت في المجتمع في موضوع البر والعقوق وتصنيفها ودراستها دراسة متأنية من قِبل متخصصين، ثم تُطرح النتائج الموضحة لحجم القضية، وهل هي تشكل فعلاً ظاهرة ومن ثم درجة الظاهرة صعوداً أو نزولاً، وإيجاد منظومة قيم وبرامج تضخ في المجتمع وتطبق بآليات ووسائل مدروسة بعناية من فريق متكامل من الشرعيين والتربويين، تستخدم الشاشة والصورة والمقطع، وتبدأ بالجيل الجديد الذي احترف في هذه الوسائل، مع ضرورة عقد دورات علمية نظرية ومهنية للمربين ومجاميع من الأولياء. كذلك أهمية وجود جهة رسمية جديدة تنسق بين المؤسسات الحكومية والأهلية التعليمية وغير التعليمية للتكامل في طرح المشاريع البنائية لهذا الغرض، وقبل وبعد قيام تلك المراكز والمؤسسات يبقى الدور الأبرز للآباء والأمهات ورجال العلم والتربية في قيامهم بمسؤلياتهم تجاه الشباب، وأن يبدؤوا معهم بدايات موفقة لا تستشعر بالضرورة كل أساليب الأجداد معهم بل تأخذ خيرها وأحسنها، وتدع ما سوى ذلك، والتركيز على ملء أوقات الشباب بالمفيد والنافع، وكذلك الإشباع العاطفي والمادي بدرجات موزونة متدرجة؛ الأمر الذي سينتج - بإذن الله - إحساناً وبراً في المستقبل، وضرورة قيام وسائل الإعلام، الرسمية منها والخاصة، من الصحافة والتلفاز والإذاعة، بواجبها الأساسي، وأن تعوض النقص الفائت ببرامج كافية، وأن تحفظ على الجيل أديانهم وأخلاقهم أن تُسرق أو تحترق، فالذي يتربى على الأغنية والمسرحية الهابطة والصورة المغرية لن ترجو منه عملاً صالحاً ولا براً وأصلاً؛ لأن السيئات لهن شؤم وتأثير على العمل والعامل، وصدق الله: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا}. أسطرٌ في البرّ وتوضح الدكتورة منى بنت أحمد القاسم، الأستاذ المساعد في الحديث وعلومه، أنها لا تحسِنُ الحديث عن العقوق، وتقول: ولا أُحبُّ إشاعته.. ففيه من خناجر الظلم وسهام الجحود ما يمزّق الفؤاد ويفتّت الصُّخور الصِّلاد..! وربما كان سبيلاً لاستساغة العاقِّ ما بدر منه من الجفاء والعصيان؛ ما دام فعله فلان وعلاّن، وأتوا أضعافًا مضاعفة من صوره البغيضة ومواقفه الآثمة! فدوّنت أسطرًا في البرّ مُقتضبَة سكبتُ فيها معاني تنشدُ طلبَه.. وماذا عسى أن تخطّه مقصّرة مثلي في فضل برِّهما والإحسان إليهما؛ والقلم شاكٍ، والمحبرة ناضبة، إلا أن تستعير مداد الأتقياء البررة في الحضّ على إكرامهما.. فإنهما بهجة الحياة وأنسها، وطيبها وشمسها، وجنتها التي من حُرمها حرم جنة المأوى..! رضا والديك عنك وبهجتهما برؤيتك وسرورهما بطلَّتك نعيمٌ متجدّد، وقربك منهما وخدمتهما والتذاذ العين بمرآهما وسماع حديثهما وتقبيلهما درٌّ نفيسٌ منضَّد.. ما أحلى دعواتهما المباركة وما أطيب الشَّهد..! إنَّ من آمن يقينًا بأن والديه بابٌ من أبواب الجنة التزمَ عتبته، وانقطع لحراسته، واستحلى المرّ في حيازته بما يرضي الله فيهما حتى يفتح له، ويحظى بالفوز الكبير، ويلج إلى بحبوحة الجنات، ويرتع في رياضها ونعيمها، ويخطر في قصورها ويزوّج حورها، وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي - رحمه الله - بسنده عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (رضي الله عنه): «أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنّ لِيَ امْرَأَةً، وَإِنَّ أُمِّي تَأْمُرُنِي بِطَلَاقِهَا، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ». قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّ أُمِّي، وَرُبَّمَا قَالَ أَبِي، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. ولعظمة «البرّ بالوالدين» وغزارة ثوابه وتكاثر بركته كانت الوصيّة به في مواضع عدّة من القرآن الكريم والسنة النبوية بألفاظٍ وصيغٍ متنوّعة، تعطف القلوب إليه، وتستودعها هذه الرَّحمة الربانية الخاصة الخالصة لهما! فالبرّ بهما قضاءٌ (قضى ربك) به وألزم، وأمرٌ كريمٌ محوطٌ مشروطٌ بكونه (إحسانًا) إليهما، في مقام فرض التوحيد و(ألا تشرك) به شيئًا، مع وجوب (خفض الجناح) و(الشّكر) لهما الذي يؤول إلى شكر الله تعالى..! بل إنه الجهاد الذي تطرب لذكره قلوب المؤمنين، وترخص أرواحها وأموالها في سبيل الله (ففيهما فجاهد)..! ألا ترى أنبياءَ الله وصفوة خلقه أعظمَ الخليقة امتثالًا له في مواقف الحياة المريرة ومراحل الدعوة العسيرة! اذكر إبراهيم (عليه السلام) الذي وفَّى، وإسماعيل (عليه السلام) لما أسلم لأبيه الحتف، وعيسى (عليه السلام) البارّ بأمه إكرامًا وعطفًا! وفي زُمَر الصحابة والتابعين أمثلة البرّ التي بهرت الألباب، وهزّت محابر الكتّاب! منهم «أويس القرني» الذي برّ بأمه حقًا، ولو أقسم على الله لأبرَّه، و»الذي آوته الصخرَة» فكان برّه سببًا لخلاصه وافتكاك أسره، والصحابيّ «أبو هريرَة» ما طاب له عيش ولا لذّ له نومٌ حتى سمع شهادة أمّه بالإسلام فأقبل على رسول الله مسرعًا يبشره بالأمر ويخبره خبره، و»حارثة بن النعمان» الذي حطّ رحاله في الجنة وسمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءته فيها فقال: «كذلكم البرّ كذلكم البرّ»، فما أعظم برّه وأبلغ أثره! وما زال في الأمة - بفضل الله - خلفٌ صالح لخير سلف؛ مواقفهم في البرّ محمودة، صادقة مشهودة، منها أن أحدهم وهب أمه كُليته ولم يخبرها بأنه هو المتبرع كيلا تحزن وتتألَّم، وآخر دعا والده في بيته الجديد فلما رأى الابن إعجاب والده به أهداه إياه، والمفاتيح سلّم! وثالث باع أرضًا ب (500000) ريال فلما علمت والدته ورأى إعجابها وهبها كامل المبلغ، فدعت له بصدقٍ ودموعٍ واكفةٍ فرُزق بأضعافٍ مضاعفة..! وبعد؛ فالمواقف متكاثرة، والبررة الأخيار بحمد الله متوافرون، ومن يرد الجنة يُرخص في سبيلها كل غالٍ، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر..! فلنكن جميعًا في وفود البررة الصالحين ومحافل خيرة خلق الله أجمعين؛ باستفراغ الجهد والوفاء بالميثاق الذي أخذه الله علينا بطاعتهما وهدايتهما والتأدُّب معهما وبذل المال والرّفد لهما، وبشاشة الوجه وطيب الكلام وخفض الجناح ورقّة المشاعر وإكرامهما بكل صور الإكرام الممكنة وإسعادهما ما استطعنا إليه سبيلاً. ومن مات منهما فإن حاجته للبر آكدة وتشوّقه إليه أشدّ.. تذكّر أنه في رمسٍ مغترب وحيد ولحدٍ باردٍ بعيد وحُفرةٍ ضيقة مظلمة.. فكن ابنه البارّ الذي يدعو ويستغفر له، ويتصدّق عنه ويسقي الماء، ويحفر الآبار، ويصل الرحم، ويكرم أهل ودّه، واطمئن لكرم الله وصدق وعده أن يبلِّغ فقيدك عملك، ويملأ قبره بالنور الذي نسجت خيوطه والبشرى التي حملتها إليه أحوج ما يكون إليها.. وسيجعل الله لك خلفًا مباركًا بالأجر والبركة وصلاح الولد. هذه وصيتي لنفسي المقصّرة مع والديها ولمن طالعها من الأحبَّة.. أَخا المجد خُذها وَهيَ في السَير كَالصَبا وَفي نَشرِها كَالوَردِ وَالآسِ وَالنَدِّ فَلا زِلتَ خِدنَ العِزِّ وَالفَخر وَالنَدى وَلا زِلتَ تِربَ المجدِ وَالفَضلِ وَالسَعد