المواطن - السعودية بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أخي الموظف، وأختي الموظفة: هذه وقفات لا تستغرق من وقتك سوى دقيقتين لا تقرأها بعينيك فقط، بل بعينيك وبقلبك. أولاً: اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك استلمنا الرواتب والناس ما بين 1-شاكر لله حامد لمولاه راض بما قسم الله له يحسن الظن بربه ويرجوه المزيد إن أعطاه الله حمد وشكر وإن ابتلاه رضي وصبر 2-وبين ساخط على قضائه وقدره لا يرى إلا بعين الجحود لنعم ربه ومولاه إن أعطاه الله جحد وإن ابتلاه سخط والله يقول "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" فمن أي الفريقين نكون؟!! ثانياً: أخي الموظف، وأختي الموظفة: إن كان الراتب لا يكفي الحاجة فاحمد الله وتذكر أن لك إخواناً لا يملكون راتباً ولا وظيفة. وإن كانت الأقساط كثيرة فاحمد الله وتذكر من غُيب في السجون بسبب كثرة الديون. وإن تأخر عليك نزول الراتب فاحمد الله وتذكر إخواناً لك في الشام انقطعت رواتبهم قبل ثلاث سنوات. قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم). رواه مسلم. ثالثاً: أخي الموظف، وأختي الموظفة: اجعل من راتبك نصيباً للصدقة، فإن الصدقة لا تنقص الراتب بل تزيد في المال وينزل الله بسببها البركة فيه. قال الله تعالى:(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما نقص مال من صدقة).رواه مسلم. رابعاً أخي الموظف، وأختي الموظفة: إذا انفقتم على والديكم وأزواجكم وأولادكم وخدمكم من أموالكم ورواتبكم فاحتسبوا الأجر، وليكن ذلك بنية الصدقة. ففي الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها كانت له صدقة". قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( أكثر الناس يفعلون ذلك [يعني النفقة على الأهل والعيال] طبعاً وعادةً لا يبتغون به وجه الله... يتصدق أحدهم بالشيء اليسير على المسكين وابن السبيل ونحو ذلك لوجه الله تعالى فيجد طعم الإيمان والعبادة لله، ويعطي في هذه ألوفاً فلا يجد في ذلك طعم الإيمان والعبادة، لأنه لم ينفقه لوجه الله) من جواب الاعتراضات المصرية(95) خامساً وأخيراً: أخي الموظف، وأختي الموظفة: كم من الأموال والرواتب ننفقها على الأزواج والأولاد، ونحن راضون بل فرحون.. ولكن كم خصصنا من رواتبنا لأقرب الناس وأرحمهم بنا:لآبائنا وأمهاتنا؟! كم من موظف وموظفة لا يعرفون النفقة إلا على الأزواج والأولاد وأهملوا الوالدين!! يشتري لزوجه وأولاده بآلاف الريالات ويبخل على والديه ببعض المئات!!! فيا أخي الموظف، وأختي الموظفة: قدموا لمستقبلكم ببر والديكم. فالبر والعقوق دين على الإنسان. فإن قدم لوالديه البر وجد من أولاده البر. وإن قدم العقوق فلن يجد إلا مثله... أعرف إحدى الأخوات كانت تعطي أمها كل شهر من راتبها خمسة آلاف ريال. ففتح الله عليها من الدنيا حتى صار دخلها الشهري أكثر من خمسين ألف ريال. وصدق الله حين قال:"مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). اللهم بارك لنا في ما أعطيتنا وزدنا من فضلك وكرمك ووفقنا في ما أعطينا إلى ما يرضيك عنا واجعله عوناً لنا على طاعتك وعبادتك، آمين. ————– *مدير مكنب الدعوة بالعزيزية بالرياض https://mobile.twitter.com/HamadAlateq