يبدو أن فوائد «أمنا النخلة» لا حدود لها ولا سدود، وآخر دراسة حديثة تمت بمحافظة الأحساء تؤكد أن بالامكان استخدام سعف النخلة ومخلفاتها كخرسانة اسمنتية صالحة لبناء البيوت، وهذه الدراسة ان تمت بلورتها سوف تؤدي على الأمدين القريب والبعيد الى استخدام ألياف النخلة وسعفها وجذوعها وعذوقها لصناعة ألواح قوية يمكن استخدامها بسهولة للأغراض الانشائية كبناء البيوت الجاهزة والأرضيات والسقوف والقواطع، وتقول الدراسة إن المنتج يتم بتجميع ألواح من مخلفات النخلة ذات سطوح متعرجة وبأشكال مرصوفة لها هيئة الأخشاب والخرسانات الطبيعية لاستخدامها في عمليات البناء، وتؤكد الدراسة نفسها أن بالامكان صنع ألواح خشبية قوية من مخلفات النخلة تكون مقاومة للحريق اذا أضيفت لها بعض المواد الكيميائية. وهذه فائدة مبهرة لا بد من المضي في استمرار البحوث المتعلقة بها، فالألواح الخشبية التي يمكن صناعتها من النخلة مقاومة للرطوبة بما يجعلها صالحة لصناعة الأثاث والأبواب وخلافها لاسيما في المناطق المعروفة برطوبة الأجواء فيها، وتلك الألواح التي يمكن استخراجها من النخلة مطابقة لكل مواصفات المنتج النهائي للألواح الخشبية المعهودة ومطابقة لكل معاييرها الفنية القياسية، واذا كانت بعض المواد الكيميائية ضرورية لاضافتها الى عملية التصنيع فإن ذلك لا يعني الاستهانة بمخلفات النخلة كمنتج هام في صناعة الألواح الخشبية أو الألواح الشبيهة تماما بالألواح الاسمنتية. وهكذا تلوح في الإفق فائدة أخرى اضافية يمكن الاستفادة منها بسهولة من أمنا النخلة كما هو الحال مع عشرات الفوائد التي استفاد منها الآباء والأجداد، ويبدو أن فوائد هذه النخلة لا تقف عند حدود، وربما يطالعنا المستقبل المنظور بفوائد أخرى يمكن أن تتحفنا بها هذه النخلة التي كانت تمثل قبل اكتشاف النفط «سلة غذائية» هامة ليس لأهالي الأحساء وبقية مناطق المملكة فحسب بل لسائر الدول الخليجية ولكثير من الدول العربية والصديقة.