كشف المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة الدكتور جابر الشهري ل»اليوم»، أن المملكة تستورد ما يقارب 700 ألف طن من الدجاج واللحم سنويا. وأبان الدكتور الشهري بأن المملكة لديها رغبة بالتوسع وذلك من خلال العديد من الخطوات والتي من أبرزها تأجير المشاريع برسوم رمزية على المستثمرين في هذا القطاع، بالإضافة إلى الدعم من قبل صندوق التنمية الزراعي لرجال الأعمال الراغبين في الاستثمار بالقطاع والإعانة الحكومية الأعلاف الموجه للدواجن. وأفاد الدكتور الشهري بأن الوزارة لمست من قبل رجال الأعمال الرغبة في التوجه نحو الاستثمار في قطاع الدواجن، لافتا ان «التوسع مرهون برغبة رجال الأعمال الحقيقية بالاستثمار» على حد وصفه. فيما قدرت احصائية اخيرة في انتاج اللحوم والدواجن ب 640 الف طن، وخاصة ان المملكة اكبر مستورد لها، حيث يغطي الانتاج من الدواجن المحلي بنسبة 55% من احتياجات الاستهلاك الكلي للمملكة، وزيادة تكاليف العلف للدواجن وارتفاع الحرارة بالصيف يزيد من معدل الوفيات بالمزارع المنتجة وخاصة انها تحتاج الي عناية معينة ومتابعة من قبل مختصين للحفاظ على الصوص ونوعيته وهي من المعوقات الرئيسة لزيادة الإنتاج. وفي حديث ل «اليوم» تحدث رجل الأعمال فهد مهدي الغدير «يعتبر قطاع صناعة الدواجن من اكثر القطاعات نموا خلال السنوات الماضية حيث ازداد الانتاج من 270 الف طن عام 1991م الى505 الاف طن في 2001م بفجوة طلب قدرها 275 الف طن يتم تأمينها من الخارج والى 640 الف طن في عام 2014م وحجم سوق محلي يتخطى المليون طن لتصل فجوة الطلب الى قرابة ال500 الف طن ويعود ازدياد الطلب على لحوم الدواجن الى تضاعف عدد سكان المملكة في السنوات الماضية وتغير النمط الاستهلاكي للمستهلك وزيادة الوعي الصحي وذلك بالتوجه للحوم البيضاء لقيمتها الغذائية العالية مما ادى الى زيادة الاقبال على لحوم الدواجن. والذي اثار بدوره اهتمام العديد من المستثمرين للدخول في صناعة الدواجن وسرعان ما يكون التردد حليفهم لما يواجهه قطاع الدواجن في المملكة من منافسة حادة من المنتجات الداجنة المستوردة وبالخصوص المنتجات البرازيلية لما تمنحه من مزايا نسبية كدعم لصادراتها من الدجاج اللاحم مما يزيد من حدة المنافسة السعرية على المنتج المحلي ناهيك عن بعض المعوقات منها انخفاض الرسوم الجمركية للدجاج اللاحم المستورد الى 5% بدلا عن 20% بالاضافة الى ارتفاع تكاليف التشغيل محليا مثل العمالة والاعلاف والادوية واللقاحات والتحصينات والصيصان». واكد مدير عام صندوق التنمية الزراعي بالمنطقة الشرقية سابقاً احمد الحسين «ان الانتاج للدواجن بالمملكة لا يشكل الا نسبة 55% من احتياجات المملكة والباقي يتم تغطيته من الاستيراد من خارج المملكة، وما زالت هناك فرص مشجعة للمستثمرين، ومن الممكن ان يغطي الانتاج المحلي حاجة المملكة، وانتاج الصوص وسد العجز بالمملكة والمحافظة على حماية المنتج من النوعيات الخارجية لكي يستمر الانتاج المحلي والحفاظ عليه، ولاتستطيع المملكة في الوقت الحالي على عدم الاستيراد، ولكن يجب ان يتم تشجيع المستثمرين في هذه المشاريع والمشاريع موجودة في مناطق المملكة، والمشاريع فيها خطورة اما المكسب أو الخسارة ويعتمد ذلك على الرعاية والالمام والمعرفة بهذه المشاريع وخاصة المربي، وهناك اسباب تبعد المستثمرين مثل الامراض والظروف المناخية وخاصة لمثل هذه المشاريع تحتاج الي مناخ مناسب، والنمو السكاني بالمملكة لايغطيه الانتاج». وقال الدكتور يوسف اليوسف عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل «يعد قطاع الدواجن من القطاعات المتطورة جدا والتي لا تقل عن مثيلاتها في الدول المتقدمة ووصلت الى ما وصلت له في فترة قياسية وذلك بفضل ما اولته الدولة ايدها الله من دعم ورعاية لهذا القطاع الاسترتيجي، حيث بدأ في سبعينيات القرن الماضي باعداد كبيرة جدا من المشاريع سواء للدجاج البياض او اللاحم في انحاء المملكة المختلفة، الا انه شأنه شأن مثل تلك المشاريع في دول العالم بدأت الاعداد بالتقلص واختصرت على المشاريع المتوسطة والكبيرة، حيث ان التكاليف المتغيرة لهذا القطاع المرتفعة لا يقوى عليها صغار المستثمرين، وكان نتاج ذلك ان وصلت المملكة الى الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة اما الدجاج اللاحم فقد كانت نسبة الاكتفاء منة منخفضة تتراوح بين 30- 40%وذلك للاسباب التالية: 1- الازدياد المضطرد في اعداد السكان بالمملكة وخصوصا الوافدين وبالتالي ارتفاع الطلب على لحوم الدواجن اما لرخص ثمنها او لكون شحومها اقل ضررا من شحوم الحيوانات ذات اللحم الاحمر. 2- تغطية العجز في الوفاء بالطلب العالي للحوم الدجاج عن طريق الاستيراد والذي يعتبر منافسا كبيرا للمنتج المحلي نظرا لانخفاض تكاليف انتاجه في بلده الاصلي لتوفر العلف وغيرها من متطلبات باسعار منافسة للمحلي رغم الجهود المقدرة للدولة ايدها الله في دعم مكونات الاعلاف وخلافه حرصا منها على خفض تكاليف الانتاج لتلافي زيادة اسعار لحوم الدجاج المنتج محليا وكذلك تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الاستراتيجي ليكون رافدا لامننا الغذائي.خصوصا اذا علمنا ان اعلاف الدواجن تشكل حوالي 75-80% من التكاليف المتغيرة لانتاجها وان اسعار تلك الاعلاف في الاسواق العالمية في ارتفاع مستمر اما نتيجة للجفاف او الامراض او تحويل نسبة كبيرة من تلك الاعلاف مثل الذرة والشعير وفول الصويا والقمح الى وقود حيوي (الايثانول). وأشار اليوسف من المتوقع ان يرتفع الطلب مستقبلا على لحوم الدواجن مع زيادة اعداد السكان بالمملكة وان تتسع الفجوة بين الانتاج المحلي والمستورد رغم الجهود الحثيثة للدولة ايدها الله في التوسع في الدعم اللا متناهي للاستثمار في ذلك القطاع ودعم مدخلات الانتاج باهضة الثمن، والحل الوحيد في نظري ان تهتم الدولة بقطاع اللحوم الحمراء وخصوصا الاغنام والجمال وتنمية المراعي الطبيعية لها واقناع الرعاه باهمية التغذية المتكاملة بدلا من الشعير والتوسع في دعم الثروة السمكية لتكون في مجملها في متناول المستهلك باسعار مناسبة والتي قد تعمل نسبيا على خفض الطلب على لحوم الدواجن وبالتالي خفض المستورد منها.