تذمر عدد من المستثمرين في قطاع الدواجن في المملكة من ارتفاع أسعار العلف والصوص، ما تسبب في خ روج بعض المستثمرين من السوق، وذلك عقب ان وصل سعر الصوص إلى 2.5 ريال، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 3 ريالات، مشيرين إلى أن طن الأعلاف زاد بنسبة 50 في المئة وبلغ 1200 ريال، مشيرين إلى توجههم إلى رفع شكوى إلى الجهات العليا حول العقبات التي تواجه مشاريعهم والخسائر الكبيرة التي تكبدوها. وقدر هؤلاء في حديثهم ل «الحياة» قيمة الدواجن المستوردة بأكثر من 500 الف طن، ومن المتوقع ان ترتفع تلك الكمية بسبب انخفاض الإنتاج المحلي الذي كان يبلغ 51 في المئة ومن المتوقع تراجعه مع نهاية العام الحالي الى 40 في المئة والعام المقبل 30 في المئة. وقال رئيس جمعية الدواجن بمنطقة عسير الدكتور عبدالله كدمان ل «الحياة» إن «المزارعين يشتكون من ارتفاع أسعار العلف والصوص، إذ إن مزارع أمهات اللاحم قليلة والاستثمارات فيها محدودة»، مشيراً إلى أن «سعر الصوص كان يبلغ 1.7 ريال ووصل إلى ريالين، ومن المتوقع أن يصل إلى 3 ريالات بسبب ندرته، كما زاد سعر الأعلاف ما جعل المصانع المحلية تكون «لوبي» وتتجه الى رفع أسعارها، وذلك بسبب زيادة السعر عالمياً وانخفاض الإعانة من 1500 ريال للصويا والذرة إلى 300 ريال». وأشار إلى أن «سعر طن الأعلاف كان يبلغ العام الماضي 780 ريالاً للطن، وارتفع حالياً إلى أكثر من 1200 ريال، وبلغت الزيادة في بعض الأعلاف 50 في المئة، وقامت صوامع الغلال ومطاحن الدقيق برفع الأسعار من 40 إلى 50 في المئة بحسب نوع الاعلاف من دون إنذار مسبق، مرجعين السبب إلى التنافسية مع مصانع الأعلاف على رغم أنه لا توجد مصانع أعلاف في المنطقة الجنوبية». ولفت إلى أن مدير الصوامع في خميس مشيط أوضح أن الهدف من رفع السعر هو أن «الصوامع» تتجه إلى العمل بنظام التشغيل التجاري في الأعلاف المصنعة، إضافة إلى التنافس مع مصانع الأعلاف التجارية. وانتقد كدمان خفض الرسوم الجمركية على الدواجن المستوردة، من 20 في المئة إلى 5 في المئة، «ما تسبب في إغراق السوق بالدجاج المستورد، ووصلت أسعار بعضها إلى 6 ريالات، وبلغت خسائر المزارعين المحليين بلايين الريالات، وذلك عقب الارتفاع الكبير في الاستيراد». وطالب بوجود لجنة حكومية تضم في عضويتها عدداً من صغار المزارعين، تقوم بضبط أسعار مدخلات الأعلاف وهامش الإعانة، مؤكداً ضرورة رفع دعم المدخلات عموماً والصوص خصوصاً، وزيادة الرسوم الجمركية على الدجاج المستورد إلى 20 في المئة. من جهته، قال الرئيس التنفيذي عضو مجلس الإدارة في شركة تأصيل للدواجن المهندس عبدا لملك بن عبدالله الضحيان إن ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن «الذرة والصويا» يخضع للعرض والطلب في السوق، إلا أنه طالب بضرورة ربط الإعانة التي تقدمها الدولة لهذا القطاع بالأسعار من حيث الارتفاع أو الانخفاض. ولفت إلى أن وجود إدارة جيدة لأي مشروع ستتمكن من نجاحه ومنافسته في السوق، موضحاً أن منافسة الدجاج المستورد للإنتاج المحلي يسهم في توازن الأسعار في السوق، على رغم أهمية دعم وتشجيع الإنتاج الوطني، والدليل على ذلك عدم قدرة الدجاج المستورد على منافسة الدجاج المبرد والمنتج محلياً. وأكد الضحيان أن وزارة الزراعة تقوم بدور كبير في دعم هذا القطاع وإزالة العقبات التي تواجهه، والدليل على ذلك مطالبتها وزارة المالية بربط الإعانة بالأسعار حتى تستطيع مساعدة المستثمرين في هذا القطاع لتنمية مشاريعهم والمنافسة في السوق بشكل جيد. أما نائب رئيس جمعية منتجي الدواجن في منطقة عسير والمستثمر في هذا القطاع عبدالله عائض القحطاني فأوضح أنه على رغم الإعانة التي تقدمها الدولة لمصانع الاعلاف فإن أثرها محدود في تثبيت الأسعار، بسبب إرجاع أصحاب المصانع ذلك الى وجود مخزون كبير لديهم، إضافة إلى أن صوامع الغلال قامت بدورها برفع الأسعار من قبلها، بحجة المنافسة مع المصانع التجارية المحلية،وأصبح السعر يتراوح ما بين 1100 الى 1250 ريالاً للطن، على رغم أن السعر العالمي أقل من ذلك. وأعرب عن اعتقاده بوجود اتفاق وتنسيق بين مصانع الأعلاف لتثبيت الأسعار عند مستويات مرتفعة، ما جعل مشاريع الدواجن الصغيرة والمتوسطة تتضرر من ذلك، مؤكداً أهمية ربط الإعانة بالسعر العادل للأعلاف، حتى يتمكن المستثمرون من الإنتاج والمنافسة مع المستورد. وكشف عن اتجاه المستثمرين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة لرفع شكوى الى المقام السامي، يعرضون فيها العقبات التي تعترض مشاريعهم، خصوصاً أن هناك مؤشرات تؤكد خروج بعض المستثمرين في هذا القطاع. وطالب وزارة الزراعة بأن تدعم مشاريع أمهات الدواجن حتى يتوافر لدينا في المملكة إنتاج كبير من الصوص الذي أصبح يشكل أزمة أخرى للمستثمرين في هذا القطاع، إضافة الى منافسة المستورد للمنتج المحلي بشكل كبير.