انتشرت في الآونة الأخيرة بالاحساء ظاهرة الاحتفال بتوديع العزوبية بين الفتيات المقبلات على الزواج كمظهر للاحتفال بآخر أيام العزوبية والانتقال إلى الحياة الزوجية حيث تقوم الفتيات بترتيب الحفلات المختلفة والتي يدعون لها صديقاتهن وأهلهن والمقربات لهن, ولم تتوقف هذه الحفلات على طلب الكعكات والكوكيز بل يقمن بالاستعداد لها مسبقا بحجز القاعات والدي جي أو الفرق الموسيقية وبوفيهات الأطعمة المختلفة وتقدم فيها الهدايا للعروس. تقول مريم صالح إحدى الفتيات المقبلات على الزواج ان هذه الحفلات أصبحت ضرورية الآن ولا تكاد عروس لا تقوم بالاحتفال بتوديع العزوبية وتدعو لها صديقاتها والمقربات لها كمظهر للفرح بالانتقال لمرحلة جديدة في حياتها وتكون عادة بسيطة غير متكلفة لكن بعض الفتيات يقمن بالمبالغة فيها, وعن نفسها تكتفي بجلب بعض الحلويات والاحتفال داخل منزلها مع صديقاتها. أما بيان الشيخ فتقول: قامت بهذه الحفلة إحدى صديقاتي قبل زفافها بإسبوع وكنا في سعادة غامرة كوننا نرى صديقتنا وقد انتقلت من العزوبية إلى مرحلة جديدة, وهي على سبيل المرح والتسلية كأي حفلة تقوم بها الفتيات, مسترسلة بقولها: نحرص على دعوة جميع صديقات الطفولة والدراسة والمقربات للعروس, وممكن أن تقوم بهذه الحفلة العروس أو ممكن أن تتكفل الصديقات بعملها احتفالا بالعروس وتعبيرا عن فرحهن بزواجها, ويختلف مستوى الحفلة من عروس إلى أخرى حسب مقدرتها المادية. وتشير أم سالم والدة إحدى الفتيات المقبلات على الزواج بأنها غير مقتنعة كليا بهذه الحفلات لكن برأيها أنها لا تجدها خاطئة ما دامت غير مبالغ بها وهي تعبير عن فرح الفتاة بزفافها ومشاركة صديقاتها هذه الفرحة, مشيرة بأن سعادة ابنتها في هذا اليوم تعتبر سعادتها هي وهذه الحفلات كأعياد الميلاد فلا مانع لديها من أن تقوم بعملها لابنتها ما دامت غير مبالغ فيها, مبينة أن لهذا الجيل آراء وأفكارا تختلف عنا سابقا فما كان عيبا بالسابق أصبح الآن مقبولا. ويشير فادي سلامة أحد متعهدي الحفلات: تنوعت الحفلات التي تقوم بها الفتيات الآن ونجد أمورا كل يوم مختلفة عن السابق فكن يحتفلن بأعياد الميلاد وأصبح الاحتفال الآن بالتخرج والخطوبة وتوديع العزوبية وتتفاخر الفتيات فيما بينهن بتقديم آخر مستجدات الحفلات فيقمن بطلب تجهيز موسيقى معينة أو شعر, إضافة إلى البالونات المطبوع عليها الأسماء عدا الكيك والذي يتفنن بطلبه سواء بطلب مجسم للعروس أو صورة العروس وطرحتها وغيرها من الطلبات. وبينت صانعة الكيك البندري الجيزان أنها تقوم بإعداد مختلف أنواع الكيك والكوكيز والكوب كيك لحفلة الباي باي سينغل كما تسمى, وذلك حسب رغبات الزبونة مستخدمة لذلك عجينة السكر وبعض الألوان الخاصة بالكيك سواء كانت سائلة أو بودرة, وتختلف الطلبات فمنهن من ترغب وضع صورتها على الكعكة ومنها من تضع صورة عروس مرتدية الطرحة والبعض الآخر من ترغب وضع صورة خاتم الزفاف أو صورة للعريس والعروس, ولا تكاد عروس الآن إلا وقد قامت بهذه الحفلة قبل زفافها بإسبوع أو اسبوعين. أما عن الأسعار فأشارت تختلف أسعار هذه الطلبيات حسب حجم الكيك فالطلب ل 12 شخصا يتراوح من 200 إلى 300 ريال, بينما 25 شخصا يكون سعره من 400 إلى 450 ريالا. فيما يرى عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة الدكتور محمد العلي أن هذه الحفلات بدعة علينا وليست من الإسلام وإنما تقليد للغرب دون الرجوع للقيم الدينية كما قال ابن خلدون «الضعيف مولع بتقليد القوي», مبينا أن الفراغ الذي يعيشه الشباب والبنات الان هو سبب هذا التقليد الأعمى فلم يصبح لهم هدف سوى التقليد, ولا بد أن يكون للشباب هدف سام يقومون به ويشغلون أنفسهم به سواء بالعمل أو القراءة لتحصين النفس من مرض التقليد, طالبا من الأهالي عدم تشجيع أبنائهم على القيام بما هو دخيل علينا ولا فائدة منه سوى تقليد الغرب.