وسط ترحيب رسمي وشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى أمس وفد سعودي رفيع المستوى بالمسئولين في الإمارات وفي مقدمتهم ولي عهد أبوظبي. ويرأس الوفد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، ويضم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر آل سعود رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية. وكان في استقبال الوفد في المطار الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الامارات. كما كان في الاستقبال الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. ويتوقع أن الوفد قد أجرى محادثات في دولة الإمارات حول خلافات مجلس التعاون الخليجي مع قطر. ورحب مغردون إماراتيون بالمسئولين السعوديين، وأملوا أن يحملوا أجوبة بناءة من العاصمة القطرية التي زارها المسئولون السعوديون الثلاثة يوم أمس الأول. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية: إن الوفد السعودي اختتم زيارته لأبوظبي مساء أمس بعد "زيارة أخوية قصيرة". ولا تعرف حتى الآن نتائج محادثات المسئولين السعوديين في أبوظبي أمس، ولا في قطر حيث استقبلهم، يوم أمس الأول، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفي البحرين حيث استقبلهم الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعد زيارتهم للدوحة. وقالت وكالة الانباء القطرية: إن المسئولين السعوديين استعرضوا مع الشيخ تميم "آفاق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك"، إضافة إلى "تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية". وحضر الاجتماع في الدوحة الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني رئيس الديوان الأميري، والشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في قطر. وأقام الشيخ تميم مأدبة غداء تكريما لأصحاب السمو الملكي الأمراء السعوديين. المنامة تعتز بجهود المملكة وفي المنامة أعرب عاهل البحرين اثناء لقائه بالوفد السعودي عن اعتزازه "بعمق العلاقات المتميزة التاريخية والوثيقة التي تربط المملكتين الشقيقتين، وما يشهده التعاون والتنسيق المشترك بينهما من تطور ونماء بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الشقيقين"، طبقاً لما أوردته وكالة أنباء البحرين. وأعرب الملك حمد عن "تقديره للمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين". وقالت الوكالة: إنه جرى خلال اللقاء بحث "مجمل التطورات والاحداث المستجدة التي تشهدها المنطقة الاقليمية والعربية، والتأكيد على أهمية استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها وإبعادها عن التوترات". وغادر الوفد السعودي ظهر أمس المنامة متوجهاً إلى أبوظبي. اجتماع حاسم ويعقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوم غد السبت في جدة، اجتماعاً اعتيادياً لكنه حاسم، يتوقف على مداولاته مصير دولة قطر التي تطالبها دول الخليج بالالتزام بمبادئ الاحترام والتعاون التي تنص عليها اتفاقيات المجلس، واتفاقية وقعت في الرياض في نوفمبر العام الماضي، وتقضي بتعهد قطري على الالتزام بمبادئ المجلس، والكف عن الاضرار بمصالح البلدان الخليجية أو التدخل في شئونها الداخلية، والامتناع عن دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي. وتوسطت الكويت لإصلاح ذات البين بين البلدان الخليجية لكنها لم تتمكن من تحقيق اختراق. ويوم أمس الأول قال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني: إن ملف الخلاف مع قطر سيكون كاملاً وجاهزاً ليناقشه المجلس الوزاري يوم السبت، وأن الوزراء يتداولون حالياً المحضر النهائي الذي أنهته اللجنة الفنية، الموكلة بتنفيذ بنود اتفاقية الرياض الخاصة بالخلاف مع الدوحة. أمير قطر يغادر إلى تركيا ولا يعلم على وجه التحديد مدى الأجوبة التي حصل عليها المسئولون السعوديون في الدوحة، غير أن الشيخ تميم وصل يوم أمس إلى انقرة للمشاركة في حفل تتويج طيب رجب أردوغان رئيساً لتركيا، ولم تذكر وكالة الانباء القطرية التي نشرت الخبر مدة زيارة الأمير لأنقرة ولا موعد عودته، وتشكل بين الدوحةوانقرة في الاشهر الأخيرة تحالف سياسي يتمحور بصفة خاصة حول دعم حركة الإخوان المسلمين. وانخرط البلدان في نزاع مع مصر التي أطاح جيشها بحكم الإخوان استجابة لمطالب شعبية واسعة في يوليو العام الماضي. الشيخ محمد بن زايد يستقبل الوفد السعودي في مطار أبوظبي