أكد طلعت حافظ أمين عام اللجنة المصرفية بالبنوك السعودية، أن البنوك المحلية تتبع أفضل وسائل الحماية والممارسات على مستوى العالم، والذي يتكفل بالحماية اللازمة للأنظمة المعلوماتية سواء تلك التي لها علاقة بالمعلومات الخاصة بالبنك أو التي لها علاقة بالحساب لعملائها، وذلك بعد تحذيرات من مخاوف لاختراقات إلكترونية للقطاعات البنكية في عدد من الدول نشرتها تقارير صحفية أجنبية، وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أشارت في عددها الصادر أمس إلى أن مراقبين دقّوا جرس الخطر من تزايد الهجمات الإلكترونية في الأسواق المالية، محذرة من أن الشركات والجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم تحتاج إلى استجابة «متفاوتة» لخطر الاعتداءات على الإنترنت. وتوقع جريج مدكرافت، رئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO)، أن تأتي الصدمة المالية الكبرى القادمة والتي تعرف ب»حدث البجعة السوداء» من الفضاء الإلكتروني، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات المنتظمة على المؤسسات المالية. وأشار حافظ الى ما تحققه البنوك وتلتزم به بما يعرف بأمن صناعة المعلومات المتعلق ببطاقة الدفع وبطاقة البيس دايس، والتي تتعلق بالحماية، إضافة إلى حماية المعلومات التي تحتوي عليها ببطاقة الدفع كما هو معروف، مبينا أن البنوك السعودية حصلت على اعتراف مجلس العالمي بقوة حماية أنظمتها المعلوماتية والتزامها بمعايير الحماية. وأضاف: إن البنوك دأبت على استخدام أفضل برامج الحماية المتعارف عليها لحماية أنظمتها المعلوماتية من الفيروسات والبرامج الخبثية. وطالبت البنوك السعودية عملائها عبر رسالة نصية بعثتها لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية خلال 48 ساعة الماضية بالحذف الفوري لأي رسائل نصية يتلقونها على البريد الاليكتروني أو على الهاتف المحمول، تزعم فوزك بجائزة نقدية أو عينية، وأكد طلعت حافظ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية ل»اليوم» أن الرسائل النصية التوعوية إحدى وسائل التحذير التي تستخدمها البنوك لدعم الجهود التي تبذل في محاربة القرصنة الإلكترونية والمعلوماتية، نافيا أن تكون بسبب توقعات بهجوم، وإنما بسبب العودة من الإجازات. ومن جهتها، أكدت مصادر مصرفية جاهزية أنظمتها الذكية للتصدي لأي هجمات الكترونية تستهدف مصارف سعودية تهدد مدخرات عملائها، مشيرة إلى أن البنية التحية التي جهزت خلال الآونة الأخيرة لكافة البنوك التي طورت منظومتها البنكية الذكية، وأصبحت قادرة على التصدي لأي هجمة فيروسية أو إلكترونية نتيجة تمتعها بنظام بنكي عالي يحمي مدخراتها من أي تهديدات مستقبلية تستهدف المصارف، إضافة إلى تجهيزات لمختلف أنواع الفيروسات وحماية جدارتها الفيروسية. وقالت المصادر إن لدى البنوك السعودية بالمملكة كوادر بشرية مدربة على أحدث الوسائل للتعامل مع هذه الهجمات بكل احتراف وأنظمة ساعية تتعامل على مدار الساعة مع أي هجمات، وتمنع كافة ثغراتها للدخول للأنظمة البنكية كون حماية عملائها من هذه المخاطر التي قد تحدث لها أهمية قصوى، وتضعها ضمن أولوياتها إذ خصصت ميزانيات بهدف تطوير كفاءة الحماية لمنظومتها التقنية المسؤولة عن تفعيل خدمات العملاء بواسطة القنوات المصرفية الإلكترونية، وصولاً إلى حالة من «التوأمة» الجامعة بين تسخير أحدث التقنيات المصرفية العالمية التي تزيد من فاعلية التجاوب مع احتياجات العملاء من ناحية، وتضمن في الوقت ذاته قيمة مضافة لمعايير الحماية الخاصة باستخدام تلك المنتجات والقنوات. ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي سعيد الغامدي الذي وقَّع الاتفاقية مع شركة (تاتا) للخدمات الاستشارية (TCS) والتي تعمل على تطبيق حزمة البرمجيات التقنية المصرفية التي ستسهم في تطوير خدمات البنك الإلكترونية، وتوفير حلول مصرفية شاملة تقنياً « نؤكد التزامنا وحرصنا على تقديم أعلى مستويات الخدمة من خلال توفير منتجات وخدمات متطورة ومتقدمة تقنياً وذات أرقى معايير الأمان والحماية». ونوه الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي إلى أن البنية التقنية للبنك ستكون معتمدة على نظام «TCS Bancs»، حيث قام البنك بتوجيه كافة جهوده واستحداث فريق مشترك متخصص لقيادة عملية تطبيق الأنظمة المصرفية التقنية الجديدة، من خلال تطوير التطبيقات بما يتوافق مع طموح واحتياجات العملاء، وذلك باستبدال البنية التحتية الإلكترونية ببنية جديدة أكثر تطورا. وأوضح الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي، أن التطبيقات التقنية الجديدة تعد جزءاً واحداً فقط من مشروع كبير يستهدف الاستثمار في الفروع الجديدة، وأجهزة الصرف الآلية، ونقاط البيع، والتقنيات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت والهاتف المحمول التي ستسمح للعملاء بالوصول إلى أحدث المنتجات والخدمات من خلال هذه التقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن البنك قام مع بداية العام الحالي بتنفيذ عدد من أنظمة المساندة التي تحسن من أدائه لأعماله، كما سيتم قريباً إطلاق تواجد البنك الجديد عبر الانترنت، بالإضافة إلى وجود تطبيقات جديدة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.