أدانت الولاياتالمتحدة بقوة، أمس الجمعة، الهجوم "العبثي والبغيض" على مسجد سنّي في العراق، أوقع 70 مصلياً، مجددة دعوتها جميع القادة العراقيين إلى التصدي معاً للتطرف الإسلامي. وشددت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها عقب الهجوم "الوحشي" على "الحاجة الملحة للقادة العراقيين من كل الاتجاهات السياسية لاتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل المساهمة في توحيد البلاد ضد كل المجموعات العنيفة المتطرفة". وأضاف البيان: "ندعو جميع القادة العراقيين إلى تشكيل حكومة جديدة وفقاً للمهل الدستورية، والوقوف ضد كل المجموعات العنيفة المتطرفة". فيما أدانت جامعة الدول العربية هذه العملية التي وصفتها ب"العملية الإرهابية"، مطالبة السلطات العراقية بمتابعة هؤلاء المجرمين وتقديمهم إلى العدالة. ودعت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان لها اليوم، التيارات السياسية العراقية إلى تضافر الجهود والتعاون فيما بينهم للإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج العراق من هذا الوضع المتردي. وأكدت ضرورة مواجهة تنظيم " داعش " الإرهابي بكل حزم والمجموعات الإرهابية التي تستغل الحالة الراهنة في العراق لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بهدف ضرب مكونات نسيج المجتمع العراقي وتقويض مقومات الدولة. من جانبه، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أن جريمة مسجد مصعب بن عمير التي راح ضحيتها 70 مصلياً شمال بغداد، لن توقف مفاوضات تشكيل الحكومة. وقال الجبوري الذي يتزعم كتلة "ديالى هويتنا" في مؤتمر صحافي: " لا يسعني، إلا أن أقف موقف المدافع عن عملية تشكيل الحكومة، وإجراء المفاوضات ضمن السقف الزمني". وعبر عن اعتقاده أن "تشكيل الحكومة الجديدة "هو واحد من السبل، التي نستطيع من خلالها أن ندرأ المشاكل الأمنية". وأضاف: إن "العملية التفاوضية، لها مجراها، من حق الكتل السياسية أن تعبر عن مواقفها، أن تجمد أو تعلق، لكن نعتقد كمجلس نواب أن هناك سياقات دستورية يجب أن تحترم، ويقف مجلس النواب حريصاً أمام احترام المدد الزمنية التي وضعت في هذا الإطار". وأعلن الجبوري تشكيل لجنة تحقيق يشارك فيها أعضاء من مجلس النواب ستقدم تقريرها في غضون 48 ساعة. وقال: "سيعقد مجلس النواب جلسة استثنائية تتعلق بالحوادث الأمنية التي وقعت في قاعدة سبايكر، والتي وقعت أول أمس (الجمعة)، ونرى: إنما هي بأيد واحدة". ويعقد مجلس النواب، اليوم، جلسة استثنائية لمناقشة مصير 1700 جندي، معظمهم من جنوب البلاد قضوا على يد عناصر "داعش" بعد أن وقعوا في أسرهم في بداية هجومهم على مدينة تكريت في 12 يونيو الماضي. وقال: "سوف لن نسمح أن يستغلوا الظرف الأمني القلق، وأن يبثوا نوعا من الأجواء التي تحبط العملية السياسية، مضيفا أن الهدف الأكبر الذي يرومه البعض هو إجهاض كل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه". وحث الجبوري كل "الأطراف السياسية على التواصل، وإزالة كل العقبات من أجل وحدة الكلمة والموقف". وقال: "جميع الكتل عبرت يوم الحادث عن مواقفها، فكلهم أدانوا الأفعال الإجرامية، وعبروا عن استيائهم مما حصل، ونحن ننتظر الإجراءات العملية لملاحقة المجرمين". فيما قالت النائب ناهدة الدايني، وهي من ديالى: إن نحو 150 من المصلين كانوا في المسجد عندما وصل رجال الميليشيا عقب تفجير استهدف سيارة للأمن. وأضافت الدايني، وهي سنية من القرية التي وقع بها الهجوم: "هذه مذبحة جديدة". وقالت لرويترز: إن الميليشيا الطائفية دخلت وفتحت النار على المصلين، وإن معظم المساجد بدون أمن. وأضافت أن بعض الضحايا من عائلة واحدة وأن بعض النساء سارعن لمعرفة مصير أقاربهن في المسجد فقتلن. ويمثل الهجوم الدموي انتكاسة لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي المتنمي للأغلبية الشيعية، والذي يسعى للحصول على دعم من السنة والأكراد لمواجهة تنظيم "داعش" الذي يهدد بتقطيع أوصال العراق. وقال ضابط بالجيش، رفض الكشف عن اسمه: إن المسلحين وصلوا في شاحنتين صغيرتين بعد انفجار قنبلتين في منزل زعيم ميليشيا شيعية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجاله. هجوم على مقر للاستخبارات وفي تواصل لأعمال العنف، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل شخصين على الأقل بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت بعد ظهر، أمس السبت، مقر استخبارات وزارة الداخلية في منطقة الكرادة وسط بغداد. وأوضحت المصادر أن "انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه عند بوابة مقر استخبارات الداخلية الواقعة في تقاطع المسبح في منطقة الكرادة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين على الأقل". ولم تشر المصادر الأمنية إلى هوية الضحايا عما إذا كانوا من عناصر الأمن أو من المدنيين. لكن بوابة هذا المقر المحصن تطل على تقاطع لثلاثة شوارع مكتظة بالسيارات بشكل مستمر على مدار اليوم. وعلى الرغم من التحصينات الأمنية التي يحظى بها المكان المعروف بارتفاع أسواره الخارجية وبواباته الحديدية المضادة للرصاص، إلا أن المنطقة المحيطة به تنشر عناصر أمنية على حمايته من الخارج على مدار الساعة، ما يجعلهم صيداً سهلاً للتفجيرات الانتحارية. مقتل وإصابة 12 وفي حادثة منفصلة، أفاد شهود عيان بأن أحد قادة فصائل متطوعي الحشد الوطني قتل وأصيب 12 آخرون أمس السبت، جراء انفجار عجلة نوع همر عسكرية مفخخة يقودها انتحاري في مدينة العوجة التابعة لمحافظة صلاح الدين . وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ): إن انتحاريا يقود عجلة همر تابعة للجيش العراقي فجر نفسه قرب تجمع لمتطوعين وعناصر في الجيش العراقي قرب منطقة العوجة ما تسبب بمقتل قيادي في فصائل متطوعي الحشد الوطني وإصابة 12 آخرين بينهم جنود . وأوضحت المصادر أن قوات الجيش العراقي عاودت اليوم قصف مدينة تكريت بالمدفعية الثقيلة في إطار السعي لتحريرها من سيطرة المسلحين .