شدد رئيس حملة السكينة لمواجهة الغلو والتطرف عبر الانترنت عبدالمنعم المشوح على ضرورة انشاء مركز عالمي مختص في مواجهة الإرهاب عبر الإنترنت، مشيدا بدور المملكة في محاربة الارهاب وملاحقة أربابه. وقال ل"اليوم": إن ذلك يأتي في اطار ورقة عمل قدمها في المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب (مراجعات فكرية وحلول عملية) بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، مؤكداً على ضرورة إنشاء مركز عالمي للتدريب على مواجهة الإرهاب الإلكتروني فكريا مع اهمية تعميم تجربة حملة السكينة بما يناسب الدول والمجتمعات المختلفة. ولفت المشوح إلى ضرورة تشجيع الأبحاث والدراسات المختصة بالإرهاب الإلكتروني، وإنشاء وحدات حوار إلكترونية (فكرية) بلغات متعددة لمناقشة المتعاطفين مع الجماعات المتطرفة. وابان أن حملة السكينة انطلقت عبر الإنترنت كحملة شعبية اجتماعية، تقوم بالمواجهة الفكرية والعلمية للتيار الفكري المنحرف عبر الإنترنت، وكان يرتكز طرح هذه المواقع على: (الغلو في التكفير، التهييج ضد الحكومات والدول والمجتمعات، محاولة إسقاط العلماء الكبار والمفكرين المخلصين، التجنيد العسكري - أنشأوا معاهد تدريب ومعسكرات افتراضية -، الدعوة الواضحة إلى الفوضى، الدعوة الواضحة إلى التفجير وتنفيذ عمليات داخل المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الأخرى، التركيز على العمليات الانتحارية)، حيث أصبحنا أمام تيار ينتشر أفقيا في أوساط المجتمعات المختلفة وذلك من خلال: مواقع وشبكات جهادية ذات انتماء واضح، ومواقع حوارية وإسلامية ذات أرضية مُتطرفة، ومواقع عامّة فيها مُشاركات وروابط لمتعاطفين. وأشار إلى أنه لم يكن تحرك تلك الجماعات عشوائيا فرديا، بل كان مركزا مدروسا ومدعوما بشكل كبير، فقد كانوا يعملون بشكل تيارات ذات انتشار أفقي لتجنيد أكبر قدر ممكن، مؤكداً أن عمل الحملة يأتي في اطار جهود الدولة - أيدها الله - في محاربة الغلو والتطرف والارهاب، حيث اسهمت في تصحيح أفكار 1.500 من أصل 3.250 تمت محاورتهم، (50%) منهم في منطقة الخليج و(30 % من الدول العربية المجاورة) و(20%) من أوروبا وأمريكا، و(40 %) من المتراجعين تراجعوا تراجعاً تاماً عن كل أو أغلب الأفكار المنحرفة، و(60%) تراجعوا عن أخطر الأفكار الإرهابية وأكثرها ضرراً، وجميع الحوارات والمراجعات موثقة ضمن مشروع (وثائقي السكينة) لفائدة الباحثين والمختصين، مع ملاحظة اختلاف نسبة التصحيح والتراجع لدى المُستهدفين، ونشر (300) مادة علمية لتأصيل الفهم الصحيح لمسائل النوازل التي حدث بها الخلل الفكري والزلل المنهجي، وتنفيذ برنامج (درء الفتنة) لمواجهة دعاوى الفوضى والفتن، وقد استفاد منه أكثر من مليون زائر عبر الفيسبوك. وأشاد المشوح بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكافحة الارهاب، عبر تصديه - أيده الله - لدعاوى الجماعات الإرهابية المشوهة لسماحة الإسلام وحقيقته، من خلال مبادرته الطيبة بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب التي أيدها العالم الإسلامي كله، حيث يأتي في اطار جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، والنجاح الكبير الذي حققته من خلال برامج مكافحة الإرهاب. من جانبه، قال أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالملك الشلهوب: إن ظهور العديد من الجماعات المتطرفة تحت اسماء مختلفة، يأتي في اطار التخبط الذي تعيشه هذه الجماعات عقب جهود الدولة في محاربتها وتضييق الخناق عليها، فأصبحت بين الفينة والأخرى تحاول اظهار نفسها بموقف قوي على العكس من واقعها المتردي. وأضاف: "تصدى علماؤنا - حفظهم الله - لهذه الأفكار الضالة، وبذلوا جهوداً عظيمة بينوا فيها خطر هذه الأفكار على شباب الأمة، وإنني أشيد بالوقفة الجادة من الجميع لاجتثاث هذه الأفكار المنحرفة من جذورها، وذلك تحقق اثر تضافر جهود أبناء هذه البلاد من علماء ومفكرين وطلاب علم وباحثين، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات في توضيح خطر هذه الأفكار الضالة والتصدي لها. ولفت بقوله: إن تعاون وتكاتف المؤسسات المجتمعية تعليميةً ودينيةً وإعلامية وأمنيةً، يعد أمراً في غاية الأهمية لمزيد من مواجهة هذه الفئات، وجميعها - ولله الحمد - تقف بنبل ووطنية إلى جانب مؤسساتنا الأمنية لمواجهة العنف والتطرف وغرس قيم التسامح والمحبة وتقبل الآخر، مشيراً في ذات الوقت بالاشادات التي تناولت جهود المملكة في عدد من دول العالم ومنها الولاياتالمتحدةالامريكية.