تجددت الاشتباكات ليل السبت-الأحد بين تنظيم دولة البغدادي من طرف وقوات النظام السوري من طرف آخر في محيط مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة. في حين أعدم التنظيم 700 من أفراد عشيرة الشعيطات في دير الزور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس: إن ذلك يأتي وسط معلومات عن تقدم للتنظيم في محيط المطار، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين. من ناحية أخرى قصفت قوات النظام الليلة الماضية مناطق في الحي الثاني من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي. كما أبلغت مصادر موثوقة من مدينة الرقة أن تنظيم دولة البغدادي قام صباح أمس بصلب وجلد شاب بتهمة «الاحتيال على المسلمين»، وذلك عند دوار النعيم وسط الرقة. في حين نفذ الطيران الحربي غارة على منطقة المرآب بالحي الأول في مدينة الطبقة والذي اتخذه تنظيم دولة البغدادي مقرًا له ومرآبًا لآلياته، وقام بغارتين أخريين على مناطق في بلدة هنيدة بالريف الغربي للرقة. إعدامات وفي دير الزور قال المرصد ونشطاء: إن تنظيم دولة البغدادي أعدم 700 من أفراد عشيرة الشعيطات التي تقاتل التنظيم في شرق سوريا خلال الأسبوعين المنصرمين معظمهم مدنيون. وذكرت الجماعة التي تتابع الأحداث في الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع أن مصادر «موثوقة» أفادت أن مسلحي التنظيم أعدموا كثيرين من أفراد العشيرة بقطع الرأس. ويتركز وجود العشيرة في محافظة دير الزور. واندلع القتال بين دولة البغدادي وأفراد عشيرة الشعيطات الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفًا بعد أن سيطر التنظيم على حقلي نفط في يوليو/تموز. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن خلال اتصال هاتفي من بريطانيا السبت: «كل الذين أعدموا من الشعيطات. بعضهم اعتقل وحوكم ثم قتل». وقال ناشط في دير الزور تحدث مشترطًا عدم الكشف عن شخصيته لرويترز: إن 300 رجل أعدموا في يوم واحد في بلدة غرانيج إحدى ثلاث بلدات رئيسية تعد معقلًا لعشيرة الشعيطات عندما اقتحم مسلحو دولة البغدادي البلدة في الأسبوع الماضي. وقال ناشط آخر من المعارضة: إن سكان بلدات الشعيطات منحوا مهلة ثلاثة أيام للمغادرة. وقال لرويترز بشرط عدم الكشف عن شخصيته لدواع أمنية: «أولئك الذين أعدموا أثناء الهجوم على منطقة الشعيطات حوالي 300. الباقون قتلوا في المعارك». وأضاف إن المدنيين الذين فروا من بلدات الشعيطات إما أنهم لجأوا إلى قرى أخرى أو سافروا إلى العراق. ويتعين على قوى العشائر في سوريا ولبنان الاختيار بين محاربة دولة البغدادي أو إعلان الولاء لها. ووضعت لقطات مصورة على موقع يوتيوب الجمعة ظهر فيها رجال قالوا: إنهم من بلدتي أبو حمام والكشكية، وهم يعلنون التأييد الكامل دولة البغدادي. وقال أحد أفراد العشيرة وكان جالسًا في غرفة مع عشرات آخرين: إن ما تقوله دولة البغدادي هو العدل. ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في مقطع فيديو نشر يوم الأحد الماضي العشائر الأخرى للانضمام للمعركة ضد دولة البغدادي. وقال الرجو في الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب: «أناشدهم بالوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم. حاليا جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات. إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات. هم الدائرة اللي بعد الشعيطات». قصف وبراميل ميدانيًا قتل ستة مدنيين وجرح ثلاثة وعشرون آخرين ليل السبت- الأحد جراء قصف مدفعي استهدف مدينة إدلب، وحسب وكالة «سمارت» إن عدة قذائف هاون مجهولة المصدر سقطت على المربع الأمني في المدينة، ما أوقع ستة قتلى، بينهم طفلتان، وثلاثة وعشرين جريحًا بينهم سبع نساء وخمسة أطفال، وإلى ذلك ألقى الطيران المروحي صباح الأحد برميلين متفجرين على قرية الناجية التابعة لمدينة جسر الشغور دون وقوع إصابات. وفي مدينة حلب قتل مدني وجرح ثلاثة آخرين أمس جراء غارة جوية استهدفت حي الألمجي، وألقى الطيران المروحي برميلًا متفجرًا على حي الألمجي بحلب القديمة، ما أسفر عن مقتل رجل وجرح ثلاثة مدنيين. كما جرح مدنيان عقب سقوط برميل متفجر على حي الحيدرية، وسط قصف مماثل على أحياء مساكن هنانو والفردوس وباب النيرب دون وقوع إصابات. وفي المقابل قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام ليل السبت- الأحد برصاص قناص تابع للجيش الحر في حي صلاح الدين. كما قتل مدنيان وسقط عدد من الجرحى الأحد جراء غارة جوية استهدفت مدينة طفس في ريف درعا، وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على أحياء المدينة في الريف الغربي، ما أسفر عن مقتل امرأة وطفل، وجرح آخرين. كذلك استهدف الطيران المروحي مبنى مديرية الري على طريق اليادودة- المزيريب، حيث يتمركز مقاتلو الجيش الحر، دون ورود أنباء عن إصابات. وطال قصف مماثل مدينة داعل، تزامنًا مع قصف بالرشاشات الثقيلة على السهول الغربية في بلدة اليادودة مصدره حاجز «المفطرة». تحذير سياسيًا حذرت «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة السورية من استخدام قرار مجلس الأمن ضد تنظيم «دولة البغدادي» و«جبهة النصرة» الإرهابيين للمساس بوحدة سوريا وسيادتها والتدخل عسكريًا فيها. ونقلت صحيفة «الوطن» المحلية المقربة من السلطات أن المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم اعتبر قرار مجلس الأمن الذي دعا للامتناع عن دعم وتمويل وتسليح تنظيم «دولة البغدادي» و«جبهة النصرة» «مهم جدًا وضروري لأن المجموعات المتطرفة أصبحت تشكل ظاهرة خطيرة لا تهدد سوريا فحسب، وإنما تهدد العراق ولبنان وكل دول المنطقة وحتى الدول الإقليمية». ولفت عبدالعظيم إلى أهمية ألا يكون هناك «انتقائية في استخدام القرار، أو استخدامه بمسألة تمس وحدة الوطن وسيادته أو العدوان عليه أو يتيح أي فرصة لتدخل عسكري في البلاد على اعتبار أن القرار جاء تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة» وفق رأيه. وبين ضرورة أن «ينفذ القرار وفق جوهره ومحاربة هذه التنظيمات المتطرفة». وجاء ذلك بعد أن طالب رئيس «الائتلاف الوطني» المعارض هادي البحرة المجتمع الدولي ب«مساعدة الجيش السوري الحر» داعيًا واشنطن إلى «التدخل في سوريا كما حدث بالعراق». وتسعى أطياف المعارضة السورية في الخارج المدعومة من الدول الغربية والخليجية منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى إقناع الغرب بدعم «الجيش الحر» بالسلاح والتمويل، وفرض منطقة حظر جوي في سوريا.