صعّد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إجراءاته العقابية ل «قمع تمرد» مسلحي العشائر في شمال شرقي البلاد، إذ اعتقل أمس عشرات منهم وقتل مئة آخرين وفصل رؤوس ثلاثة عن أجسادهم، ما دفع مسلحي أحد العشائر إلى «مبايعة» التنظيم وزعيمه أبي بكر البغدادي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» أعدم رجلين و «فصل رأسيهما عن جسديهما بتهمة تفجير سيارة مفخخة قرب حاجز للدولة الإسلامية في منطقة الماكف في مدينة الميادين» الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً، بينهم خمسة من التنظيم. كما أعدم «داعش» رجلاً آخر وفصل رأسه عن جسده عند دوار مستشفى الطب الحديث في مدينة الميادين بتهمة «قتال التنظيم». وبث المكتب الإعلامي في الرقة صوراً لمعتقلين من دير الزور، لافتاً إلى أنه قتل مئة شخص من «ضباع الشرقية» في إشارة إلى مسلحي عشيرة الشعيطات التي انتفضت على «داعش» قبل أيام. وقال التنظيم في بيان: «منذ دخول الدولة الإسلامية لولاية الخير (في إشارة إلى دير الزور) والنظامُ النصيري (في إشارة إلى النظام السوري) يقصف مقراتها في شكل يومي، وازدادت كثافة القصف بعد غدْر المرتدين من الشعيطات وغيرها، الذين رفعوا رايات النظام النصيري الذي ساندهم بطائراته بقصف الإخوة في مناطق الاشتباكات مع المرتدين». وتابع: «كعادة الصحوات المرتدين، كلما فتحت الدولة الإسلامية جبهة على النظام النصيري طعنها هؤلاء المرتدون في ظهرها». من جهة أخرى، أعلن «وجهاء قرية أبو حردوب وأعيانها وأهاليها من عشيرة الشويط» في دير الزور في فيديو أنهم «يبايعون أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية (دولة الخلافة)». وأعلنوا «البراءة» من عشيرة الشعيطات ضد «دولة الخلافة». من جهته، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة ومسلحين عشائريين ومقاتلين من جهة أخرى في ريف دير الزور الشرقي». وفي الرقة المجاورة، اعتقل «داعش» مجموعة من الفتيات «يرتدين العباءات المطرزة». وكان التنظيم منع الأهالي من السفر وشن حملة اعتقالات طاولت 80 شاباً بتهمة تتعلق ب «عدم ارتداء اللباس الشرعي». وعلى جبهة القتال بين «داعش» والنظام، قال «المرصد» إن اشتباكات وقعت في محيط «اللواء 93» في منطقة عين عيسى في ريف الرقة وسط قصف متبادل. في غضون ذلك، حذرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» من ارتكاب «داعش» مجازر في ريف دير الزور، وقالت في بيان إنها تتوقع أن «يجهز حملة انتقامية واسعة وجذرية ضد هذه المناطق حتى يمنع حدوث أي تمرد لاحق على سلطته. ووردتنا أنباء تتحدث عن وجود القائد العسكري للتنظيم عمر الشيشاني على رأس القوة الاقتحامية ضد الانتفاضة المحلية المحدودة التي قامت في ريف دير الزور». الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيطالية (أ ف ب) إن إيطاليين كانا يعملان في مشاريع إنسانية في مدينة حلب بشمال سورية وإنهما اختفيا «منذ بضعة أيام»، من دون ذكر تفاصيل إضافية. وأفادت وكالة «سانا»، بأن الأسد أصدر مرسوماً حدّ فيه من الإعفاءات المتعلقة بالخدمة العسكرية. ويتعلق الأمر بالمقيمين خارج البلاد. وخفض المرسوم البدل المادي للمقيمين في الخارج الراغبين في الإعفاء من الخدمة العسكرية، من 15 ألف دولار إلى 8 آلاف. كما خفض مدة الإقامة خارج سورية من 5 سنوات إلى أربع.