كشف تقرير اخباري أن الجزائر لن تتدخل عسكريا في الجارة ليبيا إلا في حالتين، وبسيناريو محدود، هو غارات جوية مركزة أو غارة كبيرة ومحدودة في الزمن تنفذها قوات محمولة جوا، تنطلق من قواعد جوية في الشرق وفي الجنوب الشرقي للبلاد. وكان رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال أكد أن بلاده لا تعتزم التدخل عسكريا في ليبيا، وأنها ترى أن الحل السياسي هو الأنسب لفك الازمة في هذا البلد. وذكرت صحيفة "الخبر" في عددها الصادر الخميس نقلا عن مصدر وصفته ب"العليم" أن المخططين العسكريين في هيئة أركان الجيش وضعوا سيناريو جاهزا للتدخل عسكريا في ليبيا، لافتة إلى أن هذا السيناريو أو الخطة العسكرية لا تعني بالضرورة حربا كبيرة، كما أن التخطيط لا يعني أن التدخل بات في حكم الأمر المؤكد. وأوضح المصدر أن الأوضاع في ليبيا قد تدفع الجيش الجزائري لكسر القاعدة والتدخل لمنع وقوع كارثتين، الحالة الأولى تتعلق بعمل إرهابي كبير تستعد جماعات إرهابية لتنفيذه ضد الجزائر، خاصة وأن ما يسمى بالبطن الرخوة للصناعة النفطية للجزائر في إليزي يمكن استهدافها انطلاقا من الجنوب الغربي لليبيا، أما الحالة الثانية فهي سيطرة الجماعات السلفية الجهادية على السلطة في ليبيا والاعتداء على تونس لدعم الجماعات السلفية الجهادية فيها لإسقاطها من أجل السيطرة على أجزاء منها. وكشف المصدر أن الخطط التي وضعها الخبراء العسكريون الجزائريون في قسم التخطيط الاستراتيجي، تتضمن تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المركزة بطائرات سوخوي 30 الروسية الحديثة وعدد من القاذفات بعيدة المدى من الخط الثاني ضد أهداف تابعة لجماعات سلفية جهادية في ليبيا متهمة بدعم الجماعات الإرهابية في شمال مالي. وحسب المصدر، تنفذ هذه الغارات الجوية على مراحل لتدمير الخطوط الخلفية وقاعدة التدريب والإسناد للجماعات الإرهابية في ليبيا، وقد تشارك فيها 100 طائرة، تنطلق من القاعدة الجوية أم البواقي بشرق البلاد. ونوه المصدر إلى أن طائرات جزائرية تدربت على مثل هذه المهمة في عام 2013، أي بعد هجوم جماعة مسلحة على المنشأة الغازية تيجنتورين بمنطقة إن امناس القريبة من الحدود الليبية، من أجل تنفيذها عند اقتضاء الضرورة في شمال مالي أو في بعض المناطق في ليبيا. ويشتمل السيناريو الثاني للتدخل العسكري الجزائري، على تنفيذ عمليات إغارة بقوات خاصة محمولة جوا في مواقع ضد جماعات إرهابية في ليبيا، ويصل تعداد هذه القوات الجاهزة للتدخل ثلاثة آلاف عسكري، منهم قوات نخبة النخبة اللواء 104 للمناورات العملياتية، وتنفذ مثل هذه العملية في حالة توفر معلومة على قدر كبير من الأهمية حول تهديد جدي للأمن الوطني، أو محاولة تكرار سيناريو تينتورين انطلاقا من الأراضي الليبية. وأشارت صحيفة الخبر إلى تأكيد المسؤولين الجزائريين أنه لا مجال للحديث عن تدخل عسكري في ليبيا وليس قرارا مطلقا، لأن الأوضاع الميدانية قد تضطر صانع القرار في الجزائر للتدخل بصفة محدودة، موضحة أن الإعلان الجزائري المتكرر يهدف في الأساس لإبعاد الضغط السياسي والدبلوماسي الذي تتعرض له الجزائر منذ أشهر من أجل التدخل لحسم الأوضاع في هذا البلد.