أعلنت الولاياتالمتحدةالامريكية تقديم مساعدات الى الجيش اللبناني "خلال الاسابيع المقبلة"، وذلك بعد نحو اسبوع على معارك بين الجيش ومسلحين متطرفين قرب الحدود السورية، بحسب تصريحات للسفير الاميركي في بيروت الخميس. واندلعت في الثاني من اغسطس معارك عنيفة استمرت خمسة ايام بين الجيش ومسلحين في محيط عرسال (شرق)، ادت الى مقتل 19 عسكريا بينهم ثلاثة ضباط. كما اقتحم المسلحون البلدة وسيطروا على مركز لقوى الامن الداخلي، قبل انسحابهم الاسبوع الماضي الى الجرود. ولا يزال المسلحون يحتجزون 19 جنديا و17 عنصرا من قوى الامن. ويطالب المسلحون بإطلاق سراح عدد من الموقوفين الاسلاميين لدى السلطات اللبنانية بينهم السوري عماد احمد جمعة، مقابل الافراج عن الجنود اللبنانيين. وأضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه: ان شريط فيديو يظهر سبعة جنود لبنانيين احياء تم تسليمه الى السلطات اللبنانية عبر رجال دين يلعبون دور الوسيط في هذه المشكلة. وتابع: ان جثة احد الجنود موجودة لدى المسلحين. وقال: "من اهم بنود المرحلة المقبلة اطلاق سراح عدد من السجناء بينهم جمعة". من جهته، قال الناطق باسم وفد هيئة العلماء المسلمين الشيخ عدنان امامة: "لقد سلمنا الجهات المعنية في الدولة اللبنانية شريطا مصورا يظهر فيه عدد من الجنود بصحة جيدة وهم يعرفون عن انفسهم واماكن ولادتهم". وأضاف: "حملنا قائمة بمطالب الفريق الآخر وهي مطالب عامة حتى هذه اللحظة، ومنها فك الحصار عن المخيمات في عرسال" بالاضافة الى معالجة الجرحى. ورفض امامة تأكيد او نفي المطالبة بإطلاق سراح متطرفين موقوفين. وقال السفير ديفيد هيل في بيان وزعته السفارة: "منذ ما يزيد قليلا فقط عن أسبوع، هاجم مسلحون ينتمون إلى دولة البغدادي والى جبهة النصرة، الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في محيط عرسال، فقتلوا جنودا وسكانا أبرياء، وخطفوا عناصر أمنية مما اضطُّر العديد من العائلات إلى الفرار من المنطقة". وأضاف: "استجابة لطلب الجيش اللبناني لمساعدة طارئة لحماية لبنان (...) أطلعت للتو رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل - كما يسرني ان اعلن - أن الولاياتالمتحدة ستقدم قريبا ذخيرة اضافية وعتادا لعمليات الجيش اللبناني القتالية، الهجومية منها والدفاعية". ووعد ببدء وصول المساعدات "خلال الاسابيع القليلة المقبلة، وتستمر خلال الاشهر القادمة"، مؤكدا انها ستعزز قدرة الجيش "على تأمين حدود لبنان، وحماية الناس (...) ومحاربة هذه الجماعات المتطرفة العنيفة". وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي طالب في تصريح لوكالة فرانس برس في الخامس من اغسطس، بتسريع تزويد الجيش بالاسلحة الفرنسية الواردة ضمن هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار اميركي قدمتها المملكة العربية السعودية في ديسمبر، لشراء اسلحة من فرنسا لصالح الجيش. كما اعلن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري ان المملكة قررت تخصيص مليار دولار اضافي لدعم الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية في مجال "مكافحة الارهاب". ويعاني الجيش من نقص في التسليح، وتقتصر تجهيزاته على دبابات ومدرعات ووسائل نقل، اضافة الى بعض الطوافات وطائرات تدريب. وقال هيل: ان واشنطن قدمت "اكثر من مليار دولار" الى الجيش منذ العام 2006، بينها 120 مليون دولار "تدريبا وعتادا" منذ اكتوبر. وأكد السفير الاميركي وقوف بلاده "مع لبنان، ومع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي فيما يعملون على حماية البلاد من العنف الممتد من سوريا"، مؤكدا ان الجيش هو "المدافع الشرعي والوحيد عن سيادة لبنان". وشهد لبنان سلسلة من اعمال العنف والتفجيرات على خلفية النزاع في سوريا المجاورة منذ منتصف مارس 2011. وتنقسم البلاد بشدة بين متعاطفين مع المعارضة السورية، ومؤيدين للنظام ابرزهم حزب الله الشيعي الذي يشارك في المعارك الى جانب قوات النظام، والذي تعتبره الولاياتالمتحدة "منظمة ارهابية".