بدأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، زيارة لجمهورية روسيا الاتحادية، التقى فيها الرئيس فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إيهاب بدوي، أن "المباحثات بين الرئيسين السيسي وبوتين تشمل مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن ليبيا، وذلك اتصالا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق، وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، وكذا الأزمة السورية، وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها". وأضاف أنه سيتم التأكيد على "أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي، وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لا سيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه". انتقاد وهجوم على صعيد سياسي، شنت مصر هجوماً عنيفاً على منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية، رداً على تقريرها الصادر أمس، واتهمته بالسلبية والتحيز في تناوله لأحداث العنف التي شهدتها مصر خلال العام 2013، وتجاهله للعمليات الإرهابية التي ارتكبها تنظيم الإخوان الإرهابي وأنصاره. ووفق بيان للهيئة العامة للاستعلامات، وحصلت (اليوم) على نسخة منه، رفضت مصر مضمون التقرير، وانتقدت عدم حياديته". وعبر البيان عن أسف الحكومة المصرية لتغاضى التقرير عمدًا عن الإشارة إلى وقوع المئات من شهداء الشرطة والقوات المسلحة والمدنيين جراء أحداث العنف والإرهاب التي لا تزال مستمرة إلى الآن عن طريق هجمات وتفجيرات منسقة ومنظمة على يد من وصفهم التقرير ب"المتظاهرين السلميين"، وأغفل التقرير أن أول من سقط خلال فض الاعتصام هو شهيد من الشرطة أُصيب بطلق ناري، حيث كان مكلفا بتوجيه المعتصمين عبر مكبر صوت للخروج الآمن من منطقة الاعتصام مما يجعل التقرير يفتقر إلى الموضوعية والمصداقية في سرد الأحداث، وتؤكد المطالعة الدقيقة للتقرير انحيازه لمزاعم ما يُسمى بتحالف دعم الشرعية وهو الواجهة الأخرى لتنظيم الإخوان الإرهابي. ولفت البيان إلى إغفال التقرير لحقيقة أن الفض جاء بعد فشل كافة الجهود السياسية والشعبية في إقناع المعتصمين بالفض السلمي حفاظاً على الأمن والنظام العام عقب تفاقم شكاوى واستياء السكان المقيمين بالمنطقة من اتخاذ المعتصمين لموقعي الاعتصام مُنطلقا لتنظيم المسيرات غير السلمية شكلت بؤرة إجرامية، الأمر الذي ترتب عليه ترويع الآمنين والاعتداء عليهم واستهداف المرافق الحيوية بما يمثل انتهاكاً للعديد من حقوق الإنسان والحريات الأساسية. ذكرى رابعة من جهة أخرى، وفيما تحل غداً، الخميس، الذكرى الأولى لعملية فض بؤرتي رابعة والنهضة، الإخوانيتين في مصر، احتجاجاً على إزاحة نظام الرئيس السابق محمد مرسي، والتي أثارت جدلاً كبيراً لا يزال مستمراً حتى اليوم، بين من يرون أنها كانت ضرورية، لإنهاء محاولات إقامة الدولة الموازية، من قبل جماعة الإخوان المحظورة، وبين من يعتبرون أنه كان من الممكن تفادي نتائجها المتمثلة في أكثر من 600 قتيل حسب الإحصاءات الرسمية المصرية، ترددت معلومات في القاهرة، من داخل ما يعرف باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، أن التحالف يدرس بشكل جدى اقتحام ميدان رابعة العدوية وإعادة الاعتصام فيه مرة أخرى، خلال إحياء ذكرى فض اعتصام رابعة التي تستعد لها أحزاب التحالف. وحسب معلومات لم يتم التأكد من صحتها لرفض بعض قيادات التحالف التصريح للإعلام فإن أوامر أعطيت لقيادات العمل الميداني، بقيادة التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي نحو شارع صلاح سالم المؤدى إلى ميدان رابعة العدوية تمهيدا لاقتحامه.. غداً. ترقب وحبس أنفاس وفيما يحبس المصريون أنفاسهم، ترقباً لما سيحدث خلال الساعات المقبلة، كثفت عناصر الأمن المصرية، بالتعاون مع وحدات عسكرية، من تأهبها ورفع درجة استعداداتها، تحسباً لأية أعمال عنف مرتقبة في ذكرى فض "رابعة" و"النهضة"، أشار مصدر أمني رفيع بوزارة الداخلية، إلى اعتماد أكثر من خطة أمنية تقوم على متابعة الأنشطة والتجمعات على الأرض، ومواجهتها بأسرع وقت ممكن. وأضاف أن الخطة تشمل 60 تشكيل أمن مركزي و130 مدرعة ومصفحة، في وضع التأهب الفوري، لتأمين المنشآت الحيوية، كذلك تشديد الحراسات على مباني المحافظات والنيابات والمحاكم وأقسام الشرطة ومحطات الكهرباء والمياه، وتم نشر الكمائن الشرطية المتحركة على الطرق السريعة، والطرق الداخلية للمحافظات، وطمأن المسؤول الذي تحفظ على ذكر اسمه في تصريح خاص ل(اليوم) بعد ظهر أمس، بأن كل الاحتياطات في الاعتبار، مقللاً من مخاوف العنف في الشارع من قبل عناصر الجماعة الإرهابية، وإن لم ينف أنها في الحسبان بشكل كبير. استنفار إخواني وفي الوقت الذي قامت فيه جماعة الإخوان الإرهابية، خلال الساعات ال48 الماضية، بنشر عدد من الرسائل المصورة من الخارج لتحريض أتباعها على ممارسة العنف ضد قوات الشرطة في ذكرى رابعة العدوية ونهضة مصر. بثت تسجيلاً مرئياً على "يوتيوب" وجهت فيه نصائح لمتظاهريها، مشيرة إلى "أن هناك أشخاصا سيقومون بالتظاهر وآخرون لهم مهام أخرى، وعلى كل شخص التركيز في مهامه". من جهته، أكد القيادي المنشق عن جماعة الاخوان، الدكتور كمال الهلباوي، أن أعمال العنف والشغب الذي ستمارسه الجماعة وأنصارها، لن يزيد على ما ارتكبوه من فوضى خلال العام الماضي.. مشيراً إلى وجود جزء من المنتمين للجماعة، باتوا يعزفون عن المشاركة في المظاهرات والعودة إلى أهداف الجماعة الأساسية بعيدا عن السياسة والعنف والسلطة. تفجير وإفشال ميدانياً، تمكنت أجهزة الأمن المصرية، من إفشال أول مخطط إرهابي استهدف مشروع قناة السويس، حيث تم ضبط 5 عناصر من بيت المقدس بحوزتهم رسومات للمشروع. وأعلن أيضاً عن انفجار برج كهرباء ضغط عالي على طريق "بلبيس العاشر من رمضان" بنطاق محافظة الشرقية. وتبين قيام مجهولين بزرع 4 عبوات ناسفة أسفل قواعد البرج، انفجرت منها اثنتان، فيما تمكن خبراء المفرقعات من تفكيك عبوتين أخريين وإبطال مفعولهما. بذات السياق، كشف المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، عن قتل اثنين من العناصر الإرهابية، والقبض على 13 من المطلوبين أمنيًا في تبادل إطلاق النيران، بالشيخ زويد ورفح وأبو سلطان والمنصورة. وأوضح في بيان تلقت (اليوم) نسخة منه أن ذلك جاء خلال "تنفيذ مداهمات بمحافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية".