أعلن المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر تقريره النهائي عن وقائع فض اعتصام «رابعة العدوية» في 14 آب (أغسطس) الماضي الذي سقط خلاله مئات القتلى، متهماً مسلحين باتخاذ معتصمين سلميين «دروعاً بشرية» في مواجهاتهم مع الأمن. وكانت قوات من الجيش والشرطة فضت اعتصامين لآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية» شرق القاهرة وفي ميدان «النهضة» في الجيزة، ما أسفر عن مقتل مئات. وهاجمت جماعة «الإخوان المسلمين» وأطراف أخرى النتائج الأولية التي كان أعلنها المجلس الرسمي قبل أيام، واتهموه بمحاباة السلطات. وعقد رئيس المجلس محمد فائق ونائبه عبدالغفار شكر وعضو المجلس ناصر أمين مؤتمراً صحافياً أمس دافعوا خلاله عن النتائج التي توصل إليها التقرير، وأوضحوا أن أعضاء المجلس «لم يجدوا تعاوناً من أي من أطراف الصراع، لا من الشرطة ولا من الإخوان وحلفائهم، إذ رفض الطرفان إمداد المجلس بالمعلومات التي طلبها». وأوصى التقرير بفتح تحقيق قضائي في وقائع فض اعتصام «رابعة» وتحديد المسؤولين عنها واتخاذ الإجراءات القضائية ضد من تورط في ارتكاب جرائم وانتهاكات. وأوضح أن الاعتصام «لم يكن سلمياً لوجود مسلحين استخدموا معتصمين سلميين دروعاً بشرية»، لافتاً إلى أن قوات الأمن أمهلت المعتصمين 25 دقيقة فقط لمغادرة موقع الاعتصام، وأخفقت في الحفاظ على «التناسبية في كثافة إطلاق النار» على المسلحين. وقدر التقرير عدد قتلى عملية الفض ب 632 قتيلاً بينهم 8 فقط من رجال الشرطة. وكان التقرير أثار اعتراضات بين أعضاء المجلس، اعتبرها شكر «مقبولة في إطار الديموقراطية». وأوصى التقرير ب «إخضاع عناصر الشرطة لتدريب وتأهيل مستمر على المعايير الدولية لاستخدام القوة»، داعياً إلى تعويض أهالي الضحايا الذين لم يثبت تورطهم في أعمال عنف ووقف حملات الكراهية والتكفير والتحريض على العنف التي تروج لها بعض وسائل الإعلام المحلية. وعرض المجلس لقطات مصورة من عملية الفض ظهر فيها إطلاق مسلحين النار على الشرطة من بين معتصمين وتعدي جنود على موقوفين. وأكد رئيس المجلس عدم وجود خلافات بين أعضاء المجلس في شأن التقرير. وقال إن «المجلس مؤسسة ديموقراطية ويأخذ برأي الغالبية». ومن المنتظر أن يعلن المجلس تباعاً تقاريره عن أحداث العنف التي تلت فض اعتصام رابعة العدوية من اعتداء على الكنائس وقتل ضباط وأفراد الشرطة في قسم كرداسة وحادث مقتل عشرات من الموقوفين في إحدى تظاهرات «الإخوان» في سيارة ترحيلات سجن أبوزعبل. ويعقد «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان» مؤتمراً صحافياً اليوم تحت شعار «مذبحة رابعة: قضية وطن». وقال التحالف في بيان إن «هدف المؤتمر التذكير بمجزرتي رابعة العدوية والنهضة، واستعراض رد التحالف على ما نشر من أكاذيب من أبواق الانقلاب في محاولة فاشلة لإفلات الجناة من العقاب»، في إشارة إلى تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان.