في سلسلة غارات إسرائيلية مباغتة لثلاثة مساجد قبل صلاة الفجر أوقعت عشرات الجرحى ليرتفع عدد المساجد التي دمرها العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 181 مسجدًا أكثر من 70 بشكل كامل، فيما انتشلت الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني جثامين ثلاثة شهداء من تحت ركام مسجد عز الدين القسام في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة الذي دمرته طائرات الاحتلال فجر السبت بشكل كامل فوق رؤوس المصلين الذين كانوا متواجدين استعدادًا لصلاة الفجر. يشار إلى أن مسجد القسام هو أكبر المساجد في مخيم النصيرات كانت تبلغ مساحته 1000 متر مربع، ومكون من أربع طبقات تم تدميره بصاروخ واحد جديد من النوع المدمر حيث تم تسويته بالأرض وسبق أن جرى استهدافه بصاروخ من طائرة حربية بدون طيار، أصاب الطابق العلوي وأدى إلى دمار كبير. وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة عن انتشال ثلاثة شهداء من تحت أنقاض مسجد القسام. كما قصفت طائرات الاحتلال فجر السبت مسجد حسن البنا بحي الزيتون جنوب شرقي غزة، فيما تضرر مسجد أبو مدين في مخيم البريج جراء غارة على أرض زراعية بمحيطه. واستشهد صباح السبت رجل مسن ونجله في قصف دراجة نارية كانت تسير على شارع صلاح الدين قبالة مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة. وفي رفح جنوب قطاع غزة قصفت طائرات الاحتلال منزلين يعودان لعائلة الجعبري وأبو شلوف، وتم تدميرهما بالكامل. كما قصفت طائرات الاحتلال أراضيٍ زراعية شرق خان يونس وغزة. وفي محيط بركة الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة أطلقت طائرات الاحتلال صاروخًا حيث سمع دوي انفجاره من مناطق بعيدة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وأطلقت طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار صاروخًا واحدًا على الأقل على منزل لعائلة شلوف بمنطقة المواصي غرب رفح، فيما دمرت منزل عائلة أبو طه شرق المدينة بشكل كامل. كما دمرت طائرات الاحتلال نادي الشباب في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وأعلنت مصادر طبية عن إصابة فلسطيني بجراح خطيرة في قصف إسرائيلي استهدف أراضي زراعية شرق خانيونس جنوب القطاع. ووفق شهود عيان فإن طائرات الاحتلال من نوع إف 16 قصفت بشكل متكرر مسجدي «الشهداء» و«القسام» في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ومسجد حسن البنا بحي الزيتون جنوب مدينة غزة ما أدى إلى تدميرها، إضافة إلى إصابة المسجد العلمي بمدينة غزة بأضرار كبيرة. الحرب لم تنته بدوره قال مشير المصري الناطق بلسان حركة حماس في خطاب ألقاه في مهرجان دعم لحماس في القطاع بعد الصلاة الجمعة: «إن الحرب لم تنته، ويد المقاومة لا تزال على الزناد، والساعات القريبة ستحسم وجهة الأمور، والإمكانيات كلها مفتوحة». وحسب المصري لا تزال لدى كتائب القسام مفاجآت أخرى غير الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى تل أبيب وحيفا، والأنفاق لا تزال جاهزة للعمل. ودعا سكان بلدات محيط غزة إلى عدم العودة إلى بيوتهم حتى يتجاوب نتنياهو مع مطالب المقاومة، فيما قال أبو عبيدة: «إننا على استعداد لاستئناف المعركة، وسنحول دبابات الجيش الإسرائيلي إلى دمى، وسنغوي الجيش على الدخول في معركة برية واسعة، ونكبده آلاف القتلى ومئات الأسرى إذا لم يرضخ لمطالبنا». صواريخ المقاومة في المقابل أعلنت مصادر إسرائيليلة عن سقوط 15 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة السبت، على النقب الغربي وعسقلان وشاعر هنيجف، بالإضافة إلى أربعة صواريخ أطلقت من غزة سقطت على المجلس الإقليمي «أشكول»، فيما سقط صاروخ خامس على منطقة «سدوت هنيغف» بالنقب الغربي. وقالت مصادر إسرائيلية السبت: إنه بعد 10 ساعات من الهدوء انطلقت صافرات الإنذار في مستوطنات «المجلس الإقليمي شاعار هنيغيف» و«سدوت نيغيف» و«أشكول»، وذلك في أعقاب تشخيص عملية إطلاق صاروخ من قطاع غزة. وكشفت قوات الاحتلال أن أهم ما تخشاه في هذه المرحلة هي قذائف الهاون التي يصل مداها إلى 5-7 كيلومترات، فهناك الآلاف منها بأيدي المقاومة الفلسطينية، وهي من إنتاج محلي؛ لأنه لا يمكن للقبة الحديدية اعتراض هذه القذائف، علاوة على أنه الفترة الزمنية بين انطلاقها وحتى انفجارها لا تزيد عن 15 ثانية، وبالتالي فإنه لا يمكن التحذير منها. تضامن وفي الضفة الغربية شيعت جماهير كبيرة الشهيد نادر إدريس في الخليل، ومحمد القطري في رام الله في الوقت الذي عم فيه الإضراب التجاري الأسواق حدادًا على الشهداء، ورفضًا للعدوان على غزة في تلاحم وتضامن كبير مع سكان قطاع غزة المحاصرين. وأغلقت المحال التجارية حدادًا على الشهداء ورفض العدوان على غزة واستنفر آلاف الشبان الغاضبين في شوارع رام الله والخليل ونابلس وطولكرم والقدسالمحتلة ومعظم مدن الضفة ومخيماتها. إدريس والقطري ارتقيا في مسيرات الغضب التي انطلقت الجمعة نصرة للمقاومة، ومطالبة بتلبية شروطها؛ حيث خرج آلاف المواطنين في مسيرات حاشدة في محافظاتالضفة الغربية. وأعلن مصدر طبي فلسطيني استشهاد فلسطيني فجر السبت في الخليل متأثرا بجروح أصيب بها خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي جرت الجمعة. ووفقًا لشهود عيان فإن قوات الاحتلال اغتالت الشهيد القطري برصاص قناص باستخدام كاتم الصوت، وأطلق الجنود رصاصة قاتلة من مسافة قريبة نحو الشاب الذي كان يلقي الحجارة على قوات الاحتلال. وفي القدسالمحتلة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة ستة مقدسيين خلال مواجهات عنيفة اندلعت في عدة قرى وأحياء بالقدسالمحتلة تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل. لا تنازل سياسيًا أكدت حركة حماس السبت أنها لن تتنازل عن أي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حول تهدئة دائمة في قطاع غزة. وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في بيان: «لا عودة إلى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة»، مشددًا على أن «لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا». وأضاف إن «مراوغة وتعنت الاحتلال لن يفيده بشيء». من جهته قال مصدر قريب من مفاوضات الهدنة في القاهرة لفرانس برس: «إن مصر توصلت إلى صيغة توفيقية سيتم عرضها على الجانب الإسرائيلي». وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «موضوع معبر رفح (الحدودي بين قطاع غزة ومصر) مسألة مصرية فلسطينية لا علاقة لإسرائيل بها»، لافتًا إلى أن «فتح وحماس اتفقتا على التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة المعبر على أن تكون الإدارة العامة للسلطة الوطنية حتى لا تشكل هذه المسألة نقطة خلاف مع الإخوة في مصر، ونعتقد أن شعبنا سيلمس قريبًا ما يثلج صدره» بدون مزيد من التوضيح. ولم تنجح جهود مصر في تمديد هدنة استمرت ل72ساعة، وانتهت صباح الجمعة بين الفصائل الفلسطينية وبينها حركتا حماس والجهاد الاسلامي وإسرائيل.