أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين أن الفلسطينيين متمسكون بحقوقهم ومقدساتهم وبمبادئهم ودينهم، ومتمسكون بالأمل في أن الغد سيكون أفضل من اليوم، وقال «نحن حريصون على عدم الترحيل بعد اليوم، ولن نقبل تكرار نكبة فلسطين، وقررنا أن نعيش على أرضنا وننعم بالكرامة، أو نموت فيها شهداء»، وشدّد صلاح في حواره الخاص مع «آفاق الشريعة» أن مسلمي منطقة 48، ومسلمي القدس، أكرمهم الله سبحانه وتعالى، وجعلهم على قلب رجل واحد، وقاموا بالكثير من المشاريع، تحت رعاية هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار في القدس. وأشار الى أن تلك المشاريع، كانت نابعة من خوفهم على القدس الشريف والمسجد الأقصى، وكان ذلك في عام 1996م، في هذه الأثناء قال الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون أن ما تحت المسجد الأقصى ملك لإسرائيل، وما فوقه ملك للفلسطينيين، وذلك ما جعلهم يشعرون بخوف كبير على مصليات المسجد الأقصى، التي تقع تحت الأرض، وهي المصلى المرواني، والأقصى القديم، ووجدوا من الواجب استنفار أهلهم، والتعجيل بإعمار المصلى المرواني، والأقصى القديم، لإبعادهما من خطر التهويد أو الهدم على يد الاحتلال الإسرائيلي، ووفقهم الله في تأمين الميزانيات المطلوبة لهذه المشاريع، متناولا جميع مجريات الحياة في الأراضي المحتلة.. فإلى الحوار. ما تقييمك لفوزك بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام؟ في الأيام التي مرت علينا، كنت استشعر أن القدس والمسجد الأقصى أمانة في عنقي، والحفاظ عليهما واجب، ولكن بعد الفوز بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، بدأت أشعر بثقل هذه الأمانة أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي، ولذلك أشعر اليوم أنني في امتحان صعب، وأسأل الله أن أكون عند ظن المسؤولين عن هذه الجائزة، وأن يعيننا الله، حتى تعود إلينا القدس والمسجد الأقصى. جاء تكريمك بهذه الجائزة بناءً على جهود عظيمة بذلتها في خدمة الإسلام.. ما طبيعة تلك الجهود التي قادتكم الى هذا الاستحقاق؟ نحن مسلمي منطقة 48، ومسلمي القدس، أكرمنا الله سبحانه وتعالى، وجعلنا على قلب رجل واحد، وقمنا بالكثير من المشاريع، تحت رعاية هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار في القدس، ومن هذه المشاريع، تطوير وإعمار المصلى المرواني، ثم إعمار الأقصى القديم، ثم فتح بوابات المصلى المراوني، ثم تبليط ساحات المسجد الأقصى، وإنشاء عدد من المواضئ ودورات المياه عند باب الأصباغ، وعند باب فيصل، والحمد لله، واصلنا العمل في مسيرة البيارق، وواصلنا العمل في مشروع مصاطب العلم، ولا تزال هذه المشاريع مستمرة، حتى هذه اللحظات، وتقدم خدماتها للمسلمين، وأود أن أؤكد أنه مهما صنعنا من أعمال ومشاريع، فلن نشعر بقيمة هذه الأعمال، حتى يكرمنا الله بتحرير مدينة القدس والمسجد الأقصى من الاحتلال. ذكرت من قبل أن جائزة الملك فيصل أكبر لديك وأعظم من جائزة نوبل.. فما تفسيرك لهذا القول؟ ولماذا ذكرته؟ ما ذكرته نابع من قناعة لا ريب فيها، وهذا نابع من أن جائزة الملك فيصل العالمية، ذات مذاق خاص، انطلقت من أرض المملكة العربية السعودية، أرض مهبط الوحي، ومن جوار الحرمين الشريفين، المسجد الحرام، ومدينة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، والجائزة جاءت لتلفت الانتباه إلى أن قضية القدس هي قضية العالمين العربي والإسلامي الأولى، وتؤكد أيضا أنها قضية عادلة ومنصفة، والجائزة تؤكد أن المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا لن تترك المسجد الأقصى وحيداً، وستظل تدعمه وتقف بجانبه، حتى يتحقق حلم التحرير من سطوة اليهود والصهاينة، وهذه المعاني والدلالات عندما تتوفر في جائزة عالمية، بثقل جائزة الملك فيصل العالمية، لا أتوقع أن تعادلها جائزة أخرى في العالم، ولو كانت جائزة نوبل أو غيرها. حدثنا عن تربيتك الإسلامية، وأهم المراحل والمحطات التي مررت بها وكان لها تأثيرها في تشكيل شخصيتك؟ الحمد لله رب العالمين، لقد نشأت نشأة إسلامية سمحة، في كنف أبوين صالحين، مازلت أدعو لهما بالرحمة والمغفرة، نظير ما قدما لي من تربية صالحة، قائمة على أسس وثوابت، رغم ما لقيناه آنذاك من مصاعب ومشكلات، بسبب الاحتلال، وقد جاءت هذه التربية الصالحة، لتعوضنا نقص العلماء والمشايخ الصالحين في ذاك الوقت، يضاف إلى ذلك أن الله سبحانه وتعالى، من علينا بالسكنية والهداية، وجعلنا قريبين من الإسلام، محبين له، ومتمسكين بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة، وتواصل هذا التمسك والالتزام حتى المرحلة الثانوية، وتوجتها بالتحاقي بكلية الشريعة في جامعة الخليل، وهناك وقفت على الانتماء الحقيقي للإسلام، والأمة المسلمة، وهناك اكتشفت حقيقة الدور المطلوب مني لنصرة الإسلام والمسلمين، وهناك تبلورت اتجاهاتي ومبادئي وتوجهاتي الفكرية، وقررت أن أسخر نفسي لخدمة الإسلام والمسلمين، والدفاع على القدس والمسجد الأقصى المبارك. ذكرت أنك حاصل على شهادة في الشريعة الإسلامية.. كيف ساعدتك هذه الشهادة في تهذيب أخلاقك؟ الحمد لله، أن هيأ لي الالتحاق بهذه الكلية، التي عرفتني على ديني حق المعرفة، وقربتني من الإسلام وحببتني في القرآن الكريم، وفي سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد مكنتني هذه الشهادة من عبادة الله على بصيرة، وساعدتني على التعامل مع أهلنا بروح الرحمة والرفق واللين، وهذا نابع من الفهم الصحيح للإسلام، من خلال دراستي في كلية الشريعة، التي أكن لها ولأساتذتها كل التقدير والاحترام. كيف تمت مرحلة مشاريع الأقصى؟ وما هي بصمتها في حياتك وكيف أثرت فيك؟ المشاريع التي قمنا بها، كانت نابعة من خوفنا على القدس الشريف والمسجد الأقصى، وكانت ذلك في عام 1996م، في هذه الأثناء قال الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون أن ما تحت المسجد الأقصى ملك لإسرائيل، وما فوقه ملك للفلسطينيين، وهذا القول جعلنا نشعر بخوف كبير على مصليات المسجد الأقصى، التي تقع تحت الأرض، وهي المصلى المرواني، والأقصى القديم، ووجدنا من الواجب علينا أن نستنفر أهلنا، ونعجل بإعمار المصلى المرواني، والأقصى القديم، لنبعدهما من خطر التهويد أو الهدم على يد الاحتلال الإسرائيلي، ووفقنا الله في تأمين الميزانيات المطلوبة لهذه المشاريع، عن طريق التبرعات من الداخل الفلسطيني، وقد وجدنا كرما كبيرا من الرجال والنساء ومن المؤسسات الدينية والعديد من الدول، التي دعمتنا بما هو مطلوب لتنفيذ هذه المشاريع، ونحمد الله أنه منّ علينا بإنجاز هذه المشاريع، للحفاظ على هوية المسجد الأقصى وأركانه، وتوسعته، ليستقبل المصلى المرواني قرابة 8 آلاف مصل، فيما يتسع الأقصى القديم لقرابة 5 آلاف مصل، ومازلنا على العهد، لنحافظ على هوية مسجدنا الأقصى بالقدر المسموح به، خاصة بعد أن منعتنا إسرائيل من إجراء أي عمليات صيانة أو توسعة في أرجاء المسجد. كيف هي أحوال عرب 48؟ وكيف يتعايشون في المجتمع الإسرائيلي؟ عرب 48 يعانون من التمييز العنصري الشديد، من العدو الإسرائيلي، ومن الاضطهاد الديني، فهم واقعون في خطر الترحيل والتهجير، وأراضيهم واقعة في خطر المصادرة، ورغم ذلك، أؤكد أن القرى الفلسطينية العربية، تعاني الأمرين من قوات الاحتلال الفلسطيني، فقرية العراقيب على سبيل المثال، تم هدمها أكثر من 50 مرة، ورغم ذلك فإن الفلسطينيين متمسكون بحقوقهم ومقدساتهم وبمبادئهم ودينهم ومتمسكون بالأمل في أن الغد سيكون أفضل من اليوم، ونحن حريصون على عدم الترحيل بعد اليوم، ولن نقبل تكرار نكبة فلسطين، وقررنا إن نعيش على أرضنا وننعم بالكرامة، أو نموت فيها شهداء. ما الدور الذي قدمته المنظمات الدينية والإسلامية لخدمة القضية الفلسطينية؟ الدور الذي قامت به هذه المؤسسات الإسلامية محل تقدير وشكر، هذا الدور قامت به المؤسسات المخلصة والمؤمنة بالقضية الفلسطينية، ومعظم هذه لمؤسسات كانت من منطقة الخليج العربي، كما كانت هناك مؤسسات من تركيا، وماليزيا، وهذا المؤسسات كان لهم دور في مشاريع إعمار المساجد القديمة، وإعمار القدس، وتوسعة المصليات التي ذكرتها لك من قبل. ما الدروس التي استفدتها من السجون وحرصت على أن تنقلها إلى أبناء شعبك؟ نحن شعب لا نحب السجون، ولكن إن خيرنا بين السجن، وبين التنازل عن حقوقنا، فنفضل السجن بكل تأكيد، لأننا لن نتنازل عن أرضنا، ولن نفرط في القدس، ولن نترك المسجد الأقصى في أيدي العدو الإسرائيلي، فهي قضية حياة أو موت، وليس فيها تنازلات، لأننا أصحاب الحق، وأؤكد لك أن مشروعنا الإسلامي يتقدم إلى الأمام، والمشروع الإسرائيلي يتراجع ويتقهقر، مما يبشر أن المستقبل لنا. كيف تقيّم الحركة الإسلامية في الوقت الحالي والدور الذي تقوم به لخدمة قضية القدس؟ الحركة الإسلامية حاليا هي جزء من الصحوة الإسلامية المباركة، والحركة الإسلامية تحاول أن تضبط حركتها بما يتماشى مع القرآن والسنة المطهرة، كما أنها تحاول أن تلتزم بالوسطية بعيدا عن الانحراف أو التطرف، والحمد لله، أننا نجحنا أن نعزز حزمة من المبادئ الإسلامية في الداخل الفلسطيني، لخدمة القضية الفلسطينية، ونجحنا أن نستقطب للصوت الإسلامي، الرجال والنساء والطلاب، والجمعيات، ومن هنا أستطيع أن أؤكد أن الحركة الإسلامية تشهد نماءً وازدهارا في عالمنا الإسلامي، وهذا ساعد على إنشاء مؤسسات دينية عاملة من أجل نصرة الإسلام، ومن أجل قضية القدس وتحرير المسجد الأقصى. تنظر إليك إسرائيل على أنك شخصية دينية متطرفة تقف في وجهها.. كيف تقيم هذه النظرة؟ المؤسسة الإسرائيلية، هي آخر المؤسسات التي يحق لها الحديث عن التطرف، لأنها مؤسسة عنصرية بامتياز، كما أنها مؤسسة ظالمة بامتياز، عملت على احتلال أرضنا، ومصادرتها، ولا يهمني ما تقوله عني المؤسسة الإسرائيلية، ولا يعنيني رأيها في، ولكن ما يهمنا إرضاء الله عز وجل، والعمل على إعادة القدس والمسجد الأقصى إلى المسلمين. السيرة الذاتية رائد صلاح سليمان أبو شقرة محاجنة من مواليد مدينة أم الفحم شمال فلسطينالمحتلة عام 1958م. أب لثمانية أبناء. ينتمي لإحدى العائلات الفلسطينية التي بقيت في أرضها ولم تنجح الجماعات الصهيونية من تهجيرها عام 1948م. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في أم الفحم. رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48. من أشهر الشخصيات السياسية الإسلامية داخل إسرائيل، ومن أكثرها مواجهة للسياسات العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ومقدساتهم. حصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل الإسلامية في فلسطين. بدأ نشاطه الإسلامي مبكرا، حيث اعتنق أفكار الحركة الإسلامية العالمية «الإخوان المسلمين»، ونشط في مجال الدعوة الإسلامية في داخل الخط الأخضر منذ كان في المرحلة الثانوية. كان من مؤسسي الحركة الإسلامية في داخل الدولة العبرية في بداية السبعينيات. فاز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في يوم 28/01/2013م لما قدمه من خدمة لأبناء وطنه المسلمين وحماية المقدسات الإسلامية في إسرائيل. تم اعتقاله من قبل بريطانيا دون وجه حق وذلك بتحريض من إسرائيل في 01/07/2011م وتم الإفراج عنه ووصوله إلى مسقط رأسه أم الفحم بتاريخ 16/04/2012م ومُنِعَ من دخول مدينة القدس حتى نهاية شهر أبريل 2012م.