تعكف وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بتطبيق الخطط المدروسة لنشر ثقافة القراءة في المجتمع السعودي , وذلك بتطوير 81 مكتبة عامة في جميع مناطق المملكة . وهذه الخطط التطويرية تنفذ على مراحل بحيث يتم تهيئة هذه المكتبات بالكوادر المادية والبشرية والعمل على زيادة أعداد رواد المكتبات ، وتفعيل الأنشطة الثقافة والتي بدورها تسهم في جذب الرواد من جميع الفئات العمرية ومن الجنسين , الذين يسهمون في تفعيل هذه الأنشطة لتكون منهم وإليهم . وتشهد المكتبة العامة بالدمام إقبالاً كبيراً من المواطنين , حيث أوضح مدير المكتبة العامة بالدمام بدر السالم أن أعداد الرواد في تزايد مستمر خاصة بعد استقرار المكتبة في مقرها الجديد بالدمام على طريق الأمير محمد بن فهد ، وما تحتويه من كتب متنوعة في مختلف المعارف والعلوم الإنسانية ، موزعة على القاعة العامة وقاعة المراجع وقسم الطفل , وركن الكتب الانجليزية وركن كتب المكفوفين برايل ، بالإضافة إلى ركن الكتب النادرة . وبين السالم أن برامج الأنشطة التي تنفذها المكتبة العامة بالدمام بتعليمات من الإدارة العامة للمكتبات بوزارة الثقافة والإعلام ، كانت من أهم العوامل الجاذبة للرواد ، بالإضافة لوجود خدمة الانترنت . وتنظم إدارة المكتبة العامة بالدمام زيارات مستمرة للتعرف على المكتبة والاستفادة من البرامج المتاحة ، ويقوم أمناء المكتبة بتعريف الطلاب والطالبات وزائري المكتبة بكيفية تصنيف الكتب وفهرستها كما يتم عمل بطاقة عضوية لمن يرغب من الرواد . وأسهب مدير المكتبة عن برامج الأنشطة الثقافة بالمكتبة حيث قال: أن المكتبة تقوم على مدار العام بعمل الأنشطة والبرامج المتنوعة في الفترتين الصباحية والمسائية ، سواء كانت هذه الأنشطة للكبار أو الصغار , فالمكتبة تستقبل الطلاب والطالبات من جميع الفئات ومن المراكز العلمية والتعليمية , بالإضافة إلى أطفال الروضات , ويتم عمل برامج خاصة لكل فئة من هذه الفئات ، بحيث تتناسب مع أعمارهم ومستوياتهم التعليمية , على سبيل المثال المرسم الحر للأطفال وكذلك ساعة القراءة الحرة للكبار والصغار و المحاضرات الثقافية المتنوعة ومعارض الكتب والأيام الثقافية , كما إن هناك ركن خاص بمكتب المكفوفين بطريقة برايل . أما بالنسبة للأنشطة الخارجية فالمكتبة تشارك في الكثير من النشاطات بالمنطقة وخاصة في الفعاليات والمهرجانات الصيفية , وذلك للتعريف بالمكتبة وبأهمية القراءة . وشدد السالم على تضافر جهود كافة الجهات الحكومية والأهلية من أجل الاهتمام أكثر بالمكتبات لأنها المنارات المشعة بالعلم والمعرفة والثقافة , منوهاً بضرورة الاهتمام بالقارئ الصغير لبناء جيل قارئ ومثقف يعي أهمية الكتاب ودوره العظيم في الرقي بالأمم , فنحن أمة اقرأ وحري بنا أن نكون من أوائل الأمم المهتمة بالقراءة ، فهي مفتاح الرقي والتقدم . وذكر أن المكتبة العامة بالدمام حرصت على التواصل مع المجتمع بجميع شرائحهم ، ولم تكتفي بتقديم خدماتها على من يرتاد المكتبة فحسب ، بل سعت المكتبة للوصول إليهم وتعريفهم بالمكتبة وبالكتاب وبأهمية القراءة في تكوين وصقل شخصية الفرد , ومن هذا المنطلق عملت المكتبة أنشطة خارج المكتبة كالمقهى الثقافي حيث أنها افتتحت بالتعاون مع أحد المقاهي الكبيرة بمدينة الدمام ركنين مخصصين للقراءة يحملان اسم "المكتبة العامة بالدمام" داخل المقهى , وتم تزويدهم بالكتب المناسبة لإثراء أوقات فراغهم بالفائدة وزيادة المعرفة ، وذلك وفق مشروع أطلقته المكتبة بعنوان "قهوة بنكهة المعرفة" ، ليكون الكتاب وجبة ثقافية خفيفة تقدم إلى جانب المشروبات والحلويات . كما إن المكتبة شاركت في مهرجان صيف مجمع الراشد التجاري خلال العامين الماضيين بمعرض ثقافي لمدة عشرة أيام في كل عام , حيث هدفت من هذا النشاط إلى التعريف بالمكتبة العامة بالدمام وبالمكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام ، وكيفية عمل هذه المكتبات من الناحية الفنية والخدمة التي تقدمها للمجتمع بشكل عام كالتوعية بأهمية القراءة للكبار والصغار ، ونشر الثقافة وحث أفراد المجتمع على القراءة الحرة في أي زمان ومكان , بالإضافة إلى الدور الحيوي للمكتبات العامة من خلال دعم الروابط الاجتماعية والتواصل مع جميع أفراد المجتمع حتى في أماكن التسوق والترفيه . وقد خصصت المكتبة في جناح المعرض ركناً خاصاً لقصص الأطفال وللرسم والتلوين مع إقامة مسابقة في الرسم للأطفال , وخلال تجول مراسل وكالة الأنباء السعودية للتعرف على أقسام المكتبة , التقى بأحد الرواد وهو من لديه عضوية للمكتبة واسمه فهد المحيش حيث عبر عن إعجابه بالتنظيم داخل المكتبة وتفاني الموظفين في تقديم المساعدة ويعملون كل ما بوسعهم لخدمة جميع زوار المكتبة .