أعلنت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) أن الفيضانات التي ضربت نصف ولايات السودان دمرت اكثر من ثلاثة الف منزل خلال الشهر الماضي. ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة الاتحادية أمس الأول أن 22 منطقة في ثماني ولايات "تضررت من السيول والأمطار والفيضانات". وأشارت الوكالة الى ان 184 شخصا اصيبوا نتيجة هذه السيول والفيضانات والامطار التي دمرت 6100 منزل، نصفها في ولايتي نهر النيل وشمال كردفان. وشاهد احد صحافيي فرانس برس السبت مواطنين يجلسون على انقاض منازلهم المهدمة. وكانت الامطار والرياح العاتية ضربت العاصمة السودانية الخرطوم مساء الثلاثاء، ودمرت عددا من المنازل. وكان ملحق الشؤون الانسانية بسفارة جنوب السودان بالخرطوم كابي جريميه اعلن ان من ضمن المتضررين ثلاثة آلاف من سكان مخيم "جبرونا" غرب ام درمان (المدينة التوأم للخرطوم). وقال لفرانس برس: "ان خيام مواطني جنوب السودان دمرت تماما". ويعيش الآلاف من فقراء جنوب السودان في خيام بائسة في جبرونا ومناطق اخرى في الخرطوم بانتظار التمكن من السفر الى وطنهم، منذ ان انفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011. وتضرر من الفيضانات في السودان العام الماضي أكثر من نصف مليون شخص، في حين ادت الى مقتل نحو خمسين شخصا. وشهدت ولاية الخرطوم في أغسطس من العام الماضي اسوأ فيضانات تضرب السودان. وقدرت الاممالمتحدة عدد الذين تأثروا بفيضانات العام الماضي في ولاية الخرطوم ب180 الف شخص، واصفة الفيضانات بأنها الأسوأ التي شهدتها العاصمة خلال 25 عاما. وطالبت حركة "الاصلاح الآن" المعارضة بإقالة والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر، متهمة حكومته ب"الكذب" حول الاستعداد لموسم الامطار. وقالت الحركة في بيان تلقته فرانس برس السبت: "حكومة ولاية الخرطوم تكذب بإعلانها الاستعداد لموسم الامطار"، مطالبة ب"اقالة والي الخرطوم بسبب فشله الذريع في ايجاد حلول لكارثة الامطار التي تتكرر كل عام". ونقلت سونا الجمعة عن رئيس غرفة ولاية الخرطوم لطوارئ الخريف المهندس مالك بشير قوله: "الأوضاع مستقرة بعد أن تم تصريف المياه في النيلين الأزرق والأبيض".