قُتل 1669 شخصا وأصيب أكثر من 2100 بجروح في هجمات "ارهابية" وأعمال عنف خلال شهر يوليو الماضي في العراق، حيث تتواصل هجمات شرسة تنفذها تنظيمات جهادية، وفقا لمصادر رسمية عراقية الجمعة. وقالت حصيلة لوزارات الصحة والداخلية والدفاع تلقتها فرانس برس: "قتل 1669 شخصا هم 1400 مدني و185 عسكريا و83 شرطيا في هجمات وقعت في عموم البلاد خلال شهر يوليو" الماضي. كما اصيب 2104 اشخاص هم 1705 مدنيين و246 عسكريا و153 شرطيا، خلال الشهر الماضي، وفقا للحصيلة. واشارت الحصيلة إلى مقتل 409 "ارهابيين" واعتقال 722 اخرين، خلال الفترة ذاتها. بدورها، اعلنت بعثة الاممالمتحدة في العراق في بيان الجمعة، عن مقتل 1737 عراقيا واصابة 1978 جراء هجمات "ارهابية" واعمال عنف خلال الشهر الماضي. ونبه البيان الى ان محافظة بغداد كانت الاكثر خطورة حيث قتل وجرح 1035 شخصا خلال الفترة ذاتها. كما شهدت محافظات صلاح الدين وكركوك (شمال) وديالى (شمال شرق بغداد) وبابل (جنوب) هجمات ادت الى مقتل واصابة عدد كبير من الضحايا، وفقا للبيان. وتشير الاحصائيات الى تواصل ارتفاع معدلات الضحايا مقارنة بشهر يونيو الماضي، عندما قتل 1922 شخصا وفقا لمصادر رسمية عراقية. ويشهد العراق اعمال عنف وهجمات متواصلة خصوصا منذ بدء هجمات تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مدن مهمة بينها الموصل وتكريت، اضافة الى مناطق واسعة في محافظات متفرقة شمال وغرب ووسط البلاد. هجومان منفصلان ميدانيا، قتل عشرة اشخاص واصيب ثلاثون بجروح في هجومين منفصلين، أحدهما بسيارة مفخخة الجمعة في بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: إن "سبعة اشخاص قتلوا واصيب 21 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة" في مدينة الصدر. وأشارت حصيلة سابقة إلى مقتل خمسة وجرح 13 في الهجوم. وأضاف: إن "الانفجار وقع صباحا وسط شارع تجاري في مدينة الصدر". وأكد مصدر طبي في مستشفى الصدر العام حصيلة الضحايا. وفي ساحة الخلاني، وسط بغداد، قتل ثلاثة اشخاص وأصيب ثمانية بجروح؛ اثر انفجار متزامن لثلاث عبوات ناسفة، وفقا للمصدر. ووقع الانفجار في وقت كان المصلون يتوجهون الى جامع الخلاني الشيعي. وأكد مصدر طبي في مستشفى الكندي حصيلة الضحايا. وتزامنت الهجمات مع اقتراب موعد اداء صلاة الجمعة حيث يتجمع في الحي مئات المصلين من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي بعقوبة، ذكرت الشرطة العراقية الجمعة ان سبعة اشخاص قتلوا واصيب اربعة في اعمال عنف متفرقة شهدتها مناطق بمدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد. وأبلغت الصادر وكالة الانباء الالمانية ان "عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش، اطلقت ثلاث قذائف هاون على منازل في قرية دلي عباس التابعة لناحية المنصورية شمال شرقي بعقوبة، اسفرت عن مقتل اربعة مدنيين بينهم امراة واصابة اربعة اخرين بينهم امراة وطفل بجروح وإلحاق أضرار ببعض المنازل، وأن أبناء العشائر في ناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة عثروا الجمعة على 7 جثة تعود لعناصر جيش النقشبندية تم إعدامهم من قبل تنظيم داعش". وأوضحت ان "قوة أمنية تابعة للجيش العراقي اشتبكت فجر الجمعة مع عناصر داعش اثناء محاولتهم اقتحام ثكنة عسكرية بالقرب من مقر لواء تابع للفيلق الثاني للجيش العراقي في منطقة الصدور في اطراف المقدادية، وتمكنت من قتل ثلاثة من عناصر داعش بينهم قيادي بالتنظيم سعودي الجنسية اضافة الى تدمير عجلتين كانت تستخدم من قبلهم". مواجهات فيما افادت مصادر في قوات البيشمركة الكردية الجمعة ان اربعة من عناصر البيشمركة قتلوا كما قتل 25 من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» وأسر 30 اخرين في معارك عنيفة بين الطرفين في قرى شمالي مدينة الموصل شمالي بغداد. وأبلغت الصادر وكالة الانباء الالمانية "ان المعارك عنيفة اندلعت منذ منتصف الليلة الماضية وحتى الان بين قوات البيشمركة وعناصر تنظيم داعش؛ على خلفية قيام الاخير بالهجوم على قرى عربية وكردية في منطقة زمار شمالي الموصل في محاولة للسيطرة عليها، اسفرت في حصيلة اولية عن مقتل اربعة من البيشمركة و25 من داعش واسر 30 اخرين وتدمير عربات عسكرية وسيارات". تشكيل الحكومة سياسيا، حثت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني الجمعة القيادات السياسية في البرلمان العراقي للاسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ضن المهلة الدستورية لمواجهة الاوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد والعبور بالعراق الى شاطئ الامان. وقال احمد الصافي معتمد المرجعية الشيعية العليا في كربلاء امام الآلاف من المصلين في صحن الامام الحسين خلال خطبة صلاة الجمعة: "بقي أسبوع واحد من المهلة الدستورية لتكليف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة الاكبر عددا في البرلمان لتشكيل الحكومة، ويأمل الجميع ان يتم هذا الاسبوع وهو المدة المتبقية وفق القانون للاسراع بتشكيل الحكومة". وأضاف: "إن الظروف الحرجة التي يمر بها العراق والتحديات الكبيرة التي يواجهها تحتم ان تحظى الحكومة بقبول وطني واسعح لتتمكن بالتعاون مع الكتل الرئيسية في البرلمان من تنفيذ الخطط الضرورية لمواجهة الازمات التي تعصف بالعراق". وذكر: "نأمل ان يدرك الجميع مدى خطورة الوضع الراهن، وأن تعي القيادات السياسية حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بالعبور الى شاطئ الامان، فلا يرتضي أحد لنفسه ان يكون عائقا امام تحقيق التوافق الوطني لادارة العراق وفق اسس سليمة بعيدة عن المحسوبيات والمحاصصات". يذكر ان العراق يشهد ازمة بسبب تسمية رئيس الوزراء، حيث هناك رفض شديد لتولي رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي المنصب رغم حصول حزبه "دولة القانون" على اكبر عدد من المقاعد في البرلمان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، حيث حصل على 92 مقعدا من اصل 328. ويشهد العراق قتالا بين القوات الحكومية وعناصر تنظم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي بسط سيطرته على عدة مناطق رئيسية في البلاد.