أعلن مسؤولون افغان لوكالة فرانس برس ان حشمت كرزاي ابن عم الرئيس الافغاني المنتهية ولايته حميد كرزاي اغتيل الثلاثاء في منزله بالقرب من قندهار، في هجوم نفذه انتحاري خبأ المتفجرات في عمامته. وكان هذا الرجل الذي يتمتع بنفوذ كبير ويبلغ من العمر اربعين عاما يقود حملة اشرف غني في هذه الولاية التي تقع جنوب البلاد، وصوت الباشتون الذين يشكلون غالبية فيها لهذا المرشح الذي ينتمي الى الاتنية نفسها. وعرف ابن عم الرئيس بامتلاكه اسدا يعيش معه في منزله في قندهار. وقال المتحدث باسم حاكم الولاية دعوى خان مينابال: ان "انتحاريا ادعى انه زائر اتى الى منزل حشمت كرزاي لتهنئته بعيد الفطر. وبعد ان عانقه قام بتفجير الشحنة الناسفة مما ادى الى مقتل حشمت كرزاي". وقال المتحدث باسم الشرطة في قندهار ضياء دراني: ان المهاجم فتى خبأ المتفجرات في عمامته، موضحا ان الهجوم لم يوقع ضحايا آخرين. ولم تتبن اي جهة الهجوم حتى ظهر الثلاثاء، لكن هجمات مماثلة نسبت من قبل الى حركة طالبان. وكان حشمت كرزاي احد اعضاء حملة قيوم كرزاي شقيق الرئيس عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية، قبل ان ينسحب في مطلع العام ليؤيد اشرف غني. ويدير حشمت كرزاي محلا لبيع السيارات والمعدات الامنية في قندهار، لكنه لا يتمتع بالقوة نفسها لأحمد والي كرزاي الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني الذي يشتبه بأنه كان يعمل في تهريب المخدرات وقتل قبل اربعة اعوام. وكتب فريق حملة اشرف غني على موقع تويتر للرسائل القصيرة: "علمنا بموت العزيز حشمت كرزاي، انها صدمة كبيرة. ندين هذا العمل لأعداء افغانستان بأشد العبارات". ومطلع يوليو نشرت اللجنة الانتخابية النتائج الاولية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 يونيو، واشارت النتائج الى تقدم غني وهو ما رفضه منافسه عبدالله عبدالله بشدة، مما اثار توترا بين انصار المعسكرين. وقبل اسبوعين، توصل المرشحان الى اتفاق اخيرا بإشراف وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإعادة فرز اصوات الانتخابات البالغ عددها 8,1 مليون صوت لاستبعاد الاصوات المزورة. وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اعلن في 13 يوليو في كابول ان الرئيس الافغاني المنتهية ولايته وافق على تأجيل موعد تنصيب خلفه الذي يجب ان يتم في الثاني من اغسطس، من اجل افساح المجال امام اعادة تعداد الاصوات بعد اتهامات بالتزوير. وتوقفت عملية فرز الاصوات السبت بسبب خلافات، على ان تستأنف بعد عيد الفطر. ويأتي الهجوم على حشمت كرزاي في اجواء اعمال العنف في افغانستان بين طالبان وقوات الامن الافغانية. وفي الوقت نفسه تستهدف هجمات رموزا للسلطة مثل مطار كابول الذي ضرب عدة مرات في الاسابيع الاخيرة. في المقابل، لا تتبنى حركة طالبان عادة الهجمات على المدنيين مثل الاعتداء الذي دمر سوقا في ولاية بكتيكا في 15 يوليو وادى الى سقوط 15 قتيلا. وفي سبتمبر 2011، قتل انتحاري اخفى المتفجرات في عمامته ايضا الرئيس الافغاني الاسبق برهان الدين رباني الذي كانت الحكومة كلفته بالتفاوض مع طالبان، في منزله في كابول. السلاح الأمريكي على صعيد آخر حذر تقرير امريكي الاثنين من ان واشنطنوكابول فقدتا اثر مئات آلاف قطع السلاح التي سلمت الى افغانستان، ما يبعث مخاوف من ان ينتهي بها الامر بين ايدي متمردي طالبان. وكشف المفتش العام المكلف بإعادة اعمار افغانستان جون سوبكو في هذا التقرير ان الولاياتالمتحدة سلمت الى القوات الافغانية كميات من الاسلحة تفوق ما تحتاج اليه بعدما راجعت كابول مع الوقت طلباتها. وسلم البنتاغون افغانستان منذ 2004 اكثر من 747 الف بندقية كلاشنيكوف من طراز ايه كاي 47، وبنادق رشاشة وقاذفات قنابل وغيرها من الاسلحة بقيمة تقارب 626 مليون دولار. غير ان الحكومتين الامريكية والافغانية لم تحتفظا بسجلات دقيقة لكميات الاسلحة المسلمة، وبالتالي فإن عشرات آلاف قطع السلاح ولا سيما اسلحة هجومية قد تكون فقدت، بحسب المفتش العام. وتابع سوبكو في التقرير: انه "نظرا الى قدرة الحكومة الافغانية المحدودة على الاحتفاظ بحسابات او التخلص بالشكل الصحيح من الاسلحة المستخدمة، هناك خطر حقيقي بأن تقع هذه الاسلحة بأيدي المتمردين". وكان الجيش الامريكي واجه صعوبات في متابعة اثر هذه الاسلحة قبل تسليمها، كما ان سلطات كابول واجهت "مشكلات كبرى" في ابقاء سجلات دقيقة بهذا التدفق الكثيف للاسلحة. ولم تبذل قوات الامن الافغانية سوى جهود قليلة لترتيب سجلاتها والقيام بعمليات جرد لهذه الاسلحة، وكشفت عمليات التفتيش التي اجراها سيغار في مستودعات تخزين الاسلحة عن فقدان كميات من الاسلحة وعدد من الثغرات الاخرى. كما ان قوات الجيش والشرطة تلقت 112 الف قطعة سلاح زائدة عما طلبته افغانستان اساسا، وهذا الفارق مرده جزئيا الى انه لم تكن هناك اي خطط لاستعادة الكميات الزائدة من البنادق والاسلحة الاخرى، بحسب التقرير. وتابع التقرير: "من الاسباب الاخرى للفائض في بعض انواع الاسلحة عن الحد المطلوب كان رغبة قوات الامن الوطنية الافغانية في الحصول على اسلحة جديدة بدل اصلاح الاسلحة القديمة". وحذر المفتش العام من ان مخاطر وصول اسلحة الى ايدي عناصر طالبان ستزداد مع تخفيض عديد القوات الافغانية، عملا بخطة للحلف الاطلسي لخفض عديد القوات من 352 الف عنصر حاليا الى حوالى 228 الفا بحلول العام 2017. ودعا التقرير الى تحديث عمليات الجرد بالأسلحة المسلمة الى افغانستان والتوفيق بينها، علما بأن هناك في الوقت الحاضر قاعدتي بيانات مختلفتين بهذا الصدد. ورأى التقرير ان على البنتاغون مساعدة السلطات الافغانية على القيام بجردة كاملة لكل الاسلحة المسلمة الى كابول. كما دعا الى وضع خطة لاستعادة الاسلحة غير المستخدمة والحد من عمليات تسليم الاسلحة مع تخفيض عدد الجنود الافغان. وكان سوبكو حذر الاسبوع الماضي من ان مساعدات بقيمة 103 مليارات دولار لإعادة اعمار افغانستان اهدر جزء منها على خطط مساعدة غير مدروسة وغير مجدية. وقال في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس الاسبوع الماضي: "انفقنا من المال اكثر مما ينبغي واسرع مما ينبغي في بلد صغير جدا، وبقدر ضئيل جدا من المراقبة".