إن المستقبل الذي يقوم على السيارات بدون سائق قد يعني تغييرات كبيرة في الطريقة التي يتم بها تشكيل المدن، وبالنظر إلى أن هناك الكثير من الأشياء الخاطئة في علاقتنا مع السيارات اليوم، فإنه من المغري تخيل كيف ستكون الأمور أفضل عندما تصبح السيارات ذاتية القيادة هي القاعدة. ولكن الأمور قد تصبح أسوأ أيضاً. قال كين لابيرتو، العالم الرئيسي الأول لفريق تويوتا في أمريكا الشمالية، في مقابلة مع بلومبيرج في ندوة المركبات الآلية في سان فرانسيسكو في الأسبوع الماضي: «إن تاريخ الولاياتالمتحدة يبين أنه في أي وقت يمكنك جعل القيادة أكثر سهولة، يبدو أن هناك هذه الرغبة التي لا تنضب لمواصلة العيش بالاستفادة أكثر من الأشياء. وهناك نمط نراه منذ قرن من الزمان، وهو أن يلجأ الناس إلى تحويل المزيد من السرعة الى مزيد من السفر، بدلاً من أن يقولوا «أود أن أستفيد الوقت الذي وفرتُه من انخفاض وقت السفر من خلال قضاء المزيد من الوقت مع عائلتي»». لابيرتو يعتقد أن السيارات ذاتية القيادة يمكنها إعادة إنشاء الديناميكية التي حولت الضواحي الأمريكية في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية. وفي ذلك الحين، الطرق الكبيرة السريعة الناعمة جعلت الرحلات اليومية الطويلة ممكنة، وفتحت الريف لتصل إلى منازل كبيرة وواسعة، وخلقت مجموعة من المشاكل المرورية والبيئية التي ما تزال موجودة. وتتمتع المدن بإعادة إحياء في السنوات الأخيرة، ولكن الضواحي السابقة قد تبدو جذابة جداً إذا كان الجلوس في سيارة يشبه جلوسك مسترخياً على أريكة متحركة. على أي حال هذا هو رأي الذين يخشون السيارات ذاتية القيادة. إن السيارات ذاتية القيادة أيضاً ستصنع جميع أنواع الاحتمالات الإيجابية في التصميم الحضري. وشركات النقل المسلحة بالتكنولوجيا مثل اوبر وليفت تعتقد أنها يمكن أن تقوض فكرة أن كل أسرة يجب أن تملك سيارة أو اثنتين. وفي حين أن السائقين لدى هذه الشركات كلهم من البشر حتى الآن، فإن السيارات الآلية ستكون أسهل للمشاركة لأنها يمكن أن تبقى كل الوقت على الطرق. وهذا يمكن أن يكون المستقبل، لاحظ حقيقة مهمة أيضاً، وهي أن جوجل مستثمر رئيسي في أوبر. إن السيارات التي لا يملكها سائق واحد يعني أن المدن لا يجب أن تستخدم ما يصل الى الكثير من الأراضي القيمة كمواقف للسيارات. وأسطول السيارات الذي يقوده سائقون من الإنسان الآلي يمكنه استخدام ممرات أضيق، وتقلص نسبة من مساحة المدينة التي تحتلها الطرق. ويقول سفين بايكر، رئيس مركز بحوث للسيارات في جامعة ستانفورد: إن المستقبل من المرجح أن يشتمل على جانبي هذا الوضع الديناميكي. وهو يعلق بقوله: «يتساءل الناس، متى سيكون لدينا المركبات الآلية؟ الواقع أن السؤال الحقيقي هو أين سوف نضعها». في أي مكان سوف تتكاثر فيه، كما يقول، سيكون هناك بالتأكيد المزيد من الحركة تقريباً، لأن المركبات الشخصية من المرجح أن تصبح أكثر جاذبية بالمقارنة مع وسائل النقل العام مثل الحافلات والقطارات. تايلر فولسوم، أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة واشنطن الذي درس السيارات ذاتية القيادة، يعتقد أن المركبات الآلية ستكون أكثر قابلية للسيطرة عليها من السيارات التي يحركها الإنسان؛ لأن الحكومة يمكنها استخدام البيانات التي تم جمعها من المركبات الآلية في وضع القوانين وإنفاذها بشكل كامل. ويقول: «يمكن للدولة أن تقول ببساطة إنها لا تسمح لقيادة السيارة أكثر من عدد محدد من الكيلو مترات بواسطة الآنسان الآلي في اليوم الواحد، ويمكنها فرض ذلك»، وقال: إنه لا يتوقع «زيادة في الامتداد». وهذا النوع من الحجة المنطقية الفائقة من المرجح أن تلقى القبول في قسم علوم الحاسوب في الجامعة أكثر مما يمكن أن تلقاه في العالم الحقيقي، حيث الناس لن يحبوا فكرة تتبع الحكومة لكل حركاتهم وإرسالها المخالفات لهم. بيكر يعتقد أن الحل الأكثر ترجيحاً هو إنشاء ممرات محددة للمركبات الآلية التي تخصص مقابل تكلفة محددة. وربما السعر قد يرتفع للسيارات اعتماداً على عدد الكيلو مترات المقطوعة بالفعل في ذلك اليوم. وهذا يشبه تسعير الازدحام في أماكن مثل لندن، حيث يدفع السائقون لدخول مركز المدينة: «إنها في الاساس نفس الآلية»، كما يقول. «أنت تريد أن تجنب الأشخاص استخدام سياراتهم من دون التفكير في ذلك». حتى لو كانوا لا يقودونها في الواقع.