قتل جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الجزائرية التي تحطمت فجر الخميس في شمال مالي وعددهم 110 أشخاص، وتم العثور الجمعة وسط حطام الطائرة، على أحد الصندوقين الأسودين الذي يؤمل أن يساعد في تحديد أسباب سقوطها. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تصريح متلفز مقتضب «ليس هناك للأسف أي ناج». وأضاف إنه «عثر على صندوق أسود نقله إلى غاو في شمال مالي العسكريون الفرنسيون الذين تولوا تأمين المنطقة، موضحًا أن كل الفرضيات قيد الدراسة لا سيما الأحوال الجوية لشرح أسباب الحادث. والطائرة من طراز مكدونيل دوغلاس إم دي 83 كانت متوجهة إلى الجزائر، وتحطمت بعد خمسين دقيقة من إقلاعها من واغادوغو. وذكر المسؤولون أن المحققين في موقع الحادث خلصوا إلى أن الطائرة انشطرت لدى ارتطامها بالأرض، وأن هذا على الأرجح يستبعد تعرضها لهجوم. ورصدت مروحية تابعة لجيش بوركينا فاسو حطام الطائرة مساء الخميس في منقطة غوسي شمال مالي قرب الحدود مع بوركينا فاسو. وسرعان ما أكدت الرئاسة الفرنسية هذا الخبر موضحة أن الطائرة تناثرت قطعًا، وحلقت طائرة فرنسية بدون طيار قادمة من نيامي في النيجر فوق المنطقة ليل الخميس الجمعة. وقالت السلطات في بوركينا فاسو: إن قائمة الركاب وعددهم 110 ركاب مكونة من 27 من مواطنيها و51 فرنسيًا وثمانية لبنانيين وستة جزائريين وخمسة كنديين وأربعة ألمان واثنين من لوكسمبورج ومصري وكاميروني وبلجيكي وأوكراني وسويسري ونيجيري ومالي. في حين كان طاقم الطائرة التي استأجرتها الشركة الجزائرية وهم ستة من الأسبان. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الطائرة كانت تقل 118 شخصًا وليس 116 كما ورد في أنباء سابقة. متابعة فرنسية وغادرت قافلة فرنسية من مائة جندي على متن ثلاثين آلية مدينة غاو الكبيرة في شمال مالي التي تبعد مائة كلم جنوب غوسي، ووصلت إلى مكان الحادث في وقت مبكر من صباح الجمعة. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن مهمتهم تتمثل في «تأمين المنطقة»، وجمع العناصر المفيدة للتحقيق، وكذلك جثث الركاب. ووصلت الوزيرة الفرنسية المنتدبة للفرنسيين في الخارج فلور بيلوران ليلًا إلى واغادوغو وفق ما أفاد فرانس برس مقربون منها وقد تتوجه إلى مكان الحادث. وأعلن الوزير الفرنسي المنتدب لشؤون النقل فريديريك كوفيلييه الجمعة «لقد استبعدنا منذ البداية احتمال تعرض الطائرة لصاروخ من الأرض، هذا أمر غير مرجح وحتى مستحيل» مذكرًا بأن «الأحوال الجوية كانت سيئة جدًا». وصرح لقناة فرانس2 «لكن هل كان ذلك السبب الأساسي؟ أم كان خللًا فنيًا؟ أم الاثنين؟ يجب تحديد ذلك الآن». من جانبه قال رئيس وزراء بوركينا فاسو لوك أدولف تياو: «الآن وقد حدد مكان الطائرة سنرسل فرقًا للمساهمة في العثور على جثث مواطنينا، وسنتخذ كل الإجراءات لإعادتها إلى البلاد». ومنطقة غاو منطقة خطيرة ما زال المقاتلون الإسلاميون ينشطون فيها على غرار عصابات مجرمين مهربين يغتنمون امتداد المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تصعب السيطرة عليها. واستقر فيها الجنود الفرنسيون منذ بداية تدخلهم في يناير 2013 لطرد مجموعات المقاتلين الإسلاميين من شمال مالي الموالين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين احتلوا هذه المنطقة تسعة أشهر. وقد أقلعت الطائرة من واغادوغو وعلى متنها 112 راكبًا وطاقم إسباني من ستة أفراد متوجهة إلى الجزائر ليل الأربعاء/ الخميس، واختفت من شاشات الرادارات بعد خمسين دقيقة على إقلاعها وفق الخطوط الجزائرية. أسبوع أسود وأعلنت الجمعية الدولية للنقل الجوي (ياتا) الجمعة أنها «ستبذل كل ما في وسعها» لتحسين الأمن الجوي الذي يظل أولوية بعد أسبوع أسود سقطت خلاله ثلاث طائرات ما أسفر عن مصرع 460 شخصًا. وقبل تحطم الطائرة التي اتسأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من شركة سويفت-إير تحطمت طائرة ماليزية في 17 يوليو جراء إصابتها بصاروخ وسقطت في شرق أوكرانيا في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس ما أسفر عن 298 قتيلًا. وتحطمت الاربعاء طائرة تايوانية لشركة ترانس-افيا في جزيرة قبالة تايوان بعد محاولة هبوط فاشلة في أحوال جوية رديئة جدًا ما أدى إلى مصرع 48 من 58 شخصًا كانوا عليها. وقال مدير المنظمة توني تايلر في بيان: «بعد ثلاث مآس في فترة قصيرة جدًا سيطرح الكثير من الناس بالتأكيد أسئلة حول سلامة الطيران». وأضاف «سنظهر أكبر قدر من الاحترام لذكرى الذين رحلوا عندما نبذل كل جهد بحثًا عن الأسباب والحرص على عدم تكرار ذلك». وأكد تايلر أن «الأولوية الأهم هي الأمن، ورغم الأحداث في الأيام السبعة الماضية، يمكننا أن نستقل طائرة بأمان». فيما أعلن متحدث باسم شركة إير فرانس-كيه.إل.إم الفرنسية الجمعة منع طائرات الشركة من التحليق فوق موقع تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية في شمال مالي «كاجراء احترازي». وأضاف إن الشركة ستستمر في تسيير الرحلات من وإلى باماكو عاصمة مالي، ولكن باستخدام مسارات جوية إلى الغرب من موقع التحطم في شمال مالي.