قال الشيخ الداعية خالد العبدالكريم عضو مجلس الأمناء بمؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة، والمستشار الشرعي لجمعية إيثار للتبرع بالأعضاء في حواره مع «آفاق الشريعة»: انه من السهل التوفيق بين الدعوة والإدارة والتجارة، فمتى وفق الإنسان لتنظيم الوقت وتحديد الأهداف والاستعانة بالرجال الأكفاء فإنه بالإمكان القيام بمهام أكثر من ذلك، وأضاف حول حاجة الشباب إلى الوعظ: لا يمكن أن يستغني الشاب مهما بلغت درجته العلمية والمعرفية عن الوعظ، لأن فيه تزكية للنفوس وترقيقاً للقلوب وتهذيباً للأخلاق ولين الجانب وهذه من أهم مقومات شخصية المسلم. فإلى الحوار: سيرة ومسيرة نبذة مختصرة عن سيرتكم الذاتية؟ خالد بن محمد بن علي العبدالكريم رئيس مجلس المديرين لشركة التيار العربي للأعمال الكهربائية ورئيس مجموعة خالد العبدالكريم للتطوير وإدارة المشاريع، عضو مجلس الامناء لمؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة والمستشار الشرعي للجنة الشفاعة الحسنة لجمعية إيثار للتبرع بالأعضاء وناشط اجتماعي وداعية وخطيب قرابة ربع قرن. كيف بدأت مسيرتكم في طلب العلم الشرعي؟ البداية كانت في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية فرع الأحساء وكذلك الأخذ والتلقي المباشر من العلماء والدعاة في المنطقة الشرقية وخارجها ثم بعد ذلك الحصول على بكالوريوس الدراسات الإسلامية من جامعة الملك فيصل بالأحساء والآن في طور اعداد رسالة الماجستير في علوم القرآن وإن شاء الله مواصلة الطريق للحصول على الدكتوراة. الحاضر أقرب رمضان الماضي والحاضر ايهما اقرب إليك، ولماذا؟ رمضان الحاضر اقرب إلي لأن فيه إضافة جديدة وأعمالا ومشاريع دعوية وخيرية جديدة وبناء علاقات جديدة وزيادة في الأجر والثواب ان شاء الله، ولكن المحزن في هذا الشهر تطور الأحداث الدامية في الساحة الإسلامية لا سيما ما يدور على أرض غزة والشام والعراق. استشعار المسؤولية الشيخ خالد الداعية، ورجل الأعمال، والإداري الناجح كيف استطعت التوفيق بين الثلاثة؟ لا أظن أن التوفيق بين هذه المهام الثلاثة صعب، فمتى وفق الإنسان لتنظيم الوقت وتحديد الأهداف واستشعار المسؤوليات والعمل وفق خطة واضحة المعالم بالإضافة إلى الاستعانة بالرجال الأكفاء-فإنه بالإمكان القيام بمهام أكثر من ذلك بعون الله وتوفيقه. موهبة وملكة ما سر تميزك في مجال الخطابة، وكيف ترى واقع المنابر اليوم؟ لا شك أنه توفيق من الله «عز وجل»، والخطابة بالإضافة إلى كونها موهبة وملكة هي بحاجة إلى ثقافة دائمة واطلاع مستمر وإلمام بالأحداث والمتغيرات المجتمعية واحترام عقول المصلين ومخاطبتهم وفق مستوياتهم الثقافية، وتلمس المواضيع التي تهم المجتمع. ومنابر الجمعة بكل أمانة تحتاج إلى إعادة نظر في صياغة ورقي الخطاب المقدم بما يتناسب مع المرحلة التي تمر بها الأمة. ترقيق للقلوب في عصر التقنية وسرعة الاتصال والمتغيرات والانفتاح المجتمعي هل الشباب بحاجة إلى (الوعظ) أم الفكر، ولماذا؟ من خلال معايشتي والتصاقي المباشر بفئة الشباب باختلاف شرائحه وتوجهاته أرى أن الشباب بحاجة ماسة إلى الفكر البناء الذي يحصنهم ويشحذ هممهم للعمل الجاد وفق المنظور الشرعي، ولكن أقولها بكل أمانة لا يمكن أن يستغني الشاب مهما بلغت درجته العلمية والمعرفية عن (الوعظ) لأن في الوعظ تزكية للنفوس وترقيقا للقلوب وتهذيبا للأخلاق ولين الجانب وهذه من أهم مقومات شخصية المسلم. تأهيل الخطباء هل الخطباء الحاليون اكفاء يستطيعون صناعة قالب جديد لمواجهة الفكر، أم هم بحاجة إلى تأهيل علمي ومعرفي إضافة إلى علمهم الشرعي؟ الخطباء يتفاوتون من حيث الكفاءة العلمية والمقدرة التفاعلية المؤثرة ولكن من خلال الواقع المشاهد فإن كثيرا من الخطباء بحاجة إلى تأهيل ولذلك ادعو إلى تكثيف الدورات التدريبية العلمية للخطباء واللقاءات الدورية للإلمام بالمستجدات، بل والتقييم المستمر لتحديد مستوى الخطباء وكذلك تحفيزهم من خلال برامج تشجيعية. الفتاوى المتضاربة ما أسباب أزمة الثقة الحالية بين المجتمع والعلماء والدعاة وكيف تنتهي برأيك؟ ليس هناك أزمة بما تعنيه الكلمة، ولكن يمكن أن يقال وجود عدم توافق وانسجام في بعض الأحيان في المسائل الخلافية والتي تحتمل أكثر من رأي، وكذلك بعض الفتاوى المتضاربة، والحل هو اجتماع كلمة العلماء وترابطهم، وكذلك رجوع الدعاة إلى العلماء في القضايا الكبرى وتأكيد واحترام رأي العلماء وتعزيزه ونشره في المجتمع. 47 كلمة يقال إن لكم (40كلمة) ومحاضرة هذه السنة من رمضان، حدثنا عنها؟ الحمدالله تحقق إلى الآن 47 كلمة ولا يزال في الشهر أيام وليال، وذلك من خلال المشاركة في المناشط العامة والمتنوعة، في المساجد واللقاءات الدعوية والخيرية والاجتماعية ومن خلال جدول مسبق يتم اعداده والتنسيق له قبل شهر رمضان المبارك. فكر هش وضحل من وجهة نظرك كيف نستطيع تحصين الشباب من الأفكار الدخيلة والمتطرفة؟ أفضل طريقة لتحصين الشباب من الفكر الدخيل والمتطرف هي زرع ونشر الفكر الصحيح السليم المعتدل وايضاح الحق بكل الوسائل الممكنة، ومن جرب محاورة الشباب الذين يحملون الأفكار الدخيلة والمتطرفة يجد أن فكرهم هش وضحل وسرعان ما يتهاوى أمام الحق. الأندية الرياضية لو طلب منك عمل مبادرة أو اقتراح لاحتواء الشباب، فماذا سيكون ذلك العمل أو المقترح؟ الحقيقة في ذهني مجموعة مبادرات وحزمة مقترحات لاحتواء الشباب، أهمها تفعيل دور الأندية الرياضية واستثمار مكاناتها الضخمة للقيام برسالتها في المجتمع، فالأندية الرياضية بيئة رائعة وخلاقة لغرس القيم النبيلة وتأكيد الهوية وتحصين الشباب فكرياً واعدادهم بدنياً ونفسياً للانخراط في الأعمال الخيرية والتطوعية. وأتمنى أن أرى الدعاة قريباً أعضاء في مجالس إدارات الأندية. خطوات بطيئة بصفتكم مستشاراً شرعياً لجمعية إيثار للتبرع بالأعضاء كيف ترى واقع التبرع بالأعضاء في المملكة؟ التبرع بالأعضاء عمل عظيم وجليل وصدقة جارية باذن الله، ولكنه يسير بخطوات بطيئة ولا أرى أنه يتناسب ويتوافق مع حجم المعاناة الكبيرة لمرضى الفشل العضوي والذي يتجاوز عددهم (16000مصاب) في بلد سمة أهله التدين وحب الخير وبذل المعروف وتلمس الأجر والثواب. آراء مخالفة الفتاوى القديمة والاشكال الشرعي ساهمت في عدم تقبل البعض للتبرع بالأعضاء، وكيف تواجهون هذا الأمر في اللجنة الشرعية؟ فتوى هيئة كبار العلماء وقرارات المجامع الفقهية واضحة وصريحة بجواز التبرع بالأعضاء وهي بالأكثرية، ولكن قد يتمسك بعض الناس بالآراء الفردية المخالفة، ولكن من خلال المحاورة تتضح الرؤية ويزول الالتباس. تلاحم وترابط بماذا تنصحون المجتمع للحفاظ على كيان هذا البلد في ظل الأحداث والصراعات الحالية؟ الجميع يدرك أن هذه البلاد المباركة مستهدفة وأنظار الحاقدين موجهة إليها، لذلك ينبغي على افراد المجتمع تفويت الفرصة على الحاقدين والطامعين من خلال التلاحم والترابط والتعاضد ونبذ الخلافات بشتى صورها واشكالها، والالتفاف حول القيادة بالمحافظة على أمن واستقرار الوطن ومقدراته، وأن يكون كل فرد في المجتمع رجل أمن وصمام أمان، وأسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يديم علينا الأمن والإيمان في ظل قيادتنا وولاة أمرنا. إهداء خاص قلت في محاضرة رمضانية (ريحانتي اعذريني) إلى من تهديها؟ بالتأكيد أهديها إلى ريحانتي ونبض قلبي ورفيقة دربي زوجتي (أم أحمد). دوحة غناء كلمة أخيرة إلى (آفاق الشريعة) كلمة حق يجب أن تقال: ان «آفاق الشريعة» ملحق متنوع ومتجدد وجذاب كالدوحة الغناء يلبي رغبات القراء من خلال المعلومات القيمة والمفيدة الشرعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتسليط الضوء على ما يستجد من احداث في العالم الإسلامي. فشكراً جزيلاً للقائمين على الملحق وكذلك الشكر موصول للاخوة الكتاب الكرام، وأتمنى لكم مزيداً من التوفيق والنجاح.