دروب الخير وحب الخير وإدخال الفرحة على قلوب الغير والكثير هبة وتشريف من الخالق العظيم، يسخر لها من يشاء من عباده الخيرين، نعم، إنها نعمة عظيمة أن تعايش وتعيش في أماكن ومواقع تتميز بالعطاء بكل أصنافه، وأهمها عطاء تلك النفوس الحريصة على كسب الأجر، وتتميز بحسن التنظيم والتخطيط والتعامل، إنه عطاء الخير اسم يحمل الكثير ويقدم العطاء المتميز في إتاحة الفرصة للأسر التي تنتمي إليه. فلقد عايشتها في ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل، ولمست عن قرب تنظيما وتعاملا وتعاونا واهتماما في كيفية توزيع الزكاة لبعض الأسر المستفيدة من مركز عطاء الخير، وجمعني لقاء ممتع وجميل رغم قصر مدته مع تلك الوجوه الخيرة والغنية بنفوسها وسعيدة بما شاهدته. فقد حصلت كل أسرة لديها بنت على تأهيل وتدريب في مجالات مختلفة، ومنها فتيات التحقن بدبلوم الرعاية الصحية، وتخرجن وحصلن على وظائف في القطاعات الصحية، ومنهن من تدربت على الخياطة وأبدعت، ومنهن من تدربت على فنون ومهارات الطبخ وقدمت ما لذ وطاب، ومنهن من تعلمت أصول الضيافة وتمارسها بكل أمانة وإخلاص، إنهن بنات وسيدات أسر تقدم للمجتمع اجمل صور العطاء من مركز العطاء المتميز. نعم، نحن بحاجة للتواصل والعطاء من الجميع، وأن لايكون التركيز على العطاء المادي؛ لانه لن يقضي على الحاجة ولن يحل المشاكل المتعلقة بالأسر وظروفها الصعبة، إننا جميعا نعيش حياة متقلبة وبحاجة ماسة لأمور أساسية ننميها في حياة كل فرد، وأهمها الثقة بالنفس والاعتماد على ذاتنا والبحث عن نقاط الإبداع والمشاركة في سوق العمل؛ لأن الوطن بحاجة لسواعد أبنائه في كل المجالات وفي كل المواقع. فما أجمل أن أتناول رغيف الخبز من يد ابن بلدي، وأن أرى بنت البلد في أروقة المستشفيات، وفي كل التخصصات، وأن أشاهد ابن البلد يعمر كل بقعة في هذا الوطن، وأن يكون اهتمام الجميع وبكل فئاته؛ لذلك يجب العمل على تنمية الروح التي تشارك وتعمل في كل موقع، وأن يكون لمراكز الخير دور متميز في التدريب والتشجيع والتوظيف، وان يتم دعمها من الجميع وخاصة رجال الاعمال، وأن يتم تخصيص جوائز سنوية لكل إنجاز وتدريب متميز للفتيات والشباب والأمهات؛ لأن تلك الأسر بحاجة ماسة للدعم النفسي والاجتماعي الذي سوف يوفر الحاجة المادية والمشاركة الاجتماعية المتميزة، وكم نحن بحاجة لنواد متخصصة تنمي فكراً متميزاً له رغبة في العطاء والتعاون في جميع المجالات العلمية والثقافية تدفعهم الرغبة والتميز للإنجاز. فهل نرى مشاغل تديرها بنات تلك الأسر، أو مركزا للخدمات والضيافة يكون له الدور الأساسي في كل المناسبات المهمة؟، والتي يمارسها ويشرف عليها فئات غير مدربة ضيعت الفرص على بنت الوطن، فهل نعمل على دعم تلك الاسر بالتدريب والتوظيف وإنشاء المواقع المخصصة، ونمد يدنا لكل مراكز العطاء في بلدنا الحبيب؟؛ لأن مراكز عطاء الخير سوف تبدع وتقدم وتدرب عندما يكون لها عطاء مستمر من كل فرد في المجتمع، فهل يكون لأموالنا وزكواتنا دور متميز في العطاء؟.