ليس لدي شك في أن خوارج العراق والشام صنيعة إسرائيل ومن ورائها أمريكا الداعم اللوجستي، والأيام كفيلة بإثبات هذا الفرض أو تخطئته. فالمجاهد الحقيقي يرفع راية الجهاد لنشر الإسلام ونصرة المسلمين، أما خوارج هذا العصر فقد وجهوا رجالهم وسهامهم لقتل السنة المجاهدين، في حين سلم منهم النصيرية السفاحون واليهود الغاصبون!! تتابعت سيناريوهات عديدة منذ أزمة الشام حتى هذه اللحظة، ولم نجد من يدافع عن السنة المضطهدين في سوريا سوى السعودية وبعض الدول الشريفة ودعاء المسلمين، بينما تتطاير الخطابات الإعلامية (الفارغة) من كل حدب وصوب للدفاع عن السوريين، حتى أن كثرتها سببت عكس المرجو منها وهو إقناع العالم بأن أصحاب هذه الخطابات والاجتماعات يهمهم حل الأزمة السورية. لكن الحقيقة باتت واضحة، فدعم المجاهدين في سوريا يقوي المسلمين ويضعف النظام السوري وحزب الله وهذا يسبب تهديدا مباشرا وغير مباشر لإسرائيل على المديين القصير والبعيد. وبينما يحاول بعض الدول العربية والإسلامية دعم المقاومة المشروعة نجد في الطرف الآخر دولا تدعم النظام السوري سرا وعلانية بحجج واهية منها: أن الثورات العربية سوف تمتد إليهم، أيضاً لا يخفى على أحد الدعمان الروسي والصيني للنظام السوري والدعم منقطع النظير من إيران. وفي غياب الوعي العربي تقام الاجتماعات الحقيقية في تل أبيب وأمريكا وغيرهما، لتقييم الموقف الحقيقي بعيدا عن العواطف، ومن ثم تُرسم الخطط الاستراتيجية الكفيلة بتغيير مسار الأحداث، ليصب في مصلحة إسرائيل أمنياً واستراتيجياً، وأيضاً لتغطية الأزمات الاقتصادية الأمريكية بايجاد الفوضى الشرق أوسطية باختلاق العداوات «الإعلامية» مع إيران وحزب الله في لبنان. بينما في الخفاء توجد مصالح مشتركة في المنطقة، من بينها الإبقاء على النظام السوري، ليظل شوكة في خاصرة دول الخليج والشرق الأوسط، وبزرع خلايا وتنظيمات جديدة وتزيينها بالصفة الإسلامية والجهادية. وفي هذه المرحلة تدعم إسرائيل ومعها المتشددون لتضاف إلى قائمة المحن الشرق أوسطية فتنة طائفية جديدة عن طريق تنشيط الفئة الإسلامية المتطرفة في موقع الحدث المناسب لإسرائيل وأمريكا. فكما دعمت القاعدة في أفغانستان، ثم دمرتها بعد انتهاء مهامها وتسليم الحكم لكرزاي، فها هي تدعم تواجد الخلايا التكفيرية التفجيرية في اليمن وتكتفي بالفرجة، وتغض الطرف عن الحوثيين. أما الأهم في المرحلة الحالية الحرجة فهو دعمهم الخوارج في العراق والشام بالسكوت عن تواجدهم حتى أصبح لهم وجود ودولة وعلم وآبار نفط ودخل وصحيفة رسمية ..الخ. والسؤال: لماذا لم ترسل أمريكا وحلفاؤها الغربيون قوة عسكرية تتصدى للدواعش كما فعلت في أفغانستانوالعراق عندما أرادت تطبيق خارطة طريق جديدة بداية بإزالة الحكم السني في العراق وتسليمه لحليفتهم إيران، زاعمين - آنذاك - وجود أسلحة كيميائية ونووية لدى «صدام». وفي خضم هذه الأحداث الحالكة والفتن المدلهمات قامت إسرائيل باختلاق ذريعة لشن حرب على غزة، وهذا من خططها المكشوفة عند شعورها بالحاجة لتشتيت انتباه العالم الإسلامي والمجتمع الدولي لتغطية تبعات قيام دولة الخوارج «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وإعلان خليفة المسلمين بزعمهم. وبذلك تكتمل عناصر المؤامرة الجديدة وتنضج الفتنة ليقع فيها شباب المسلمين المغرر بهم، ويستمر مسلسل التفجيرات واستهداف الآمنين، بينما تنعم إسرائيل بالقوة والأمان بعد أن ضمنت استمرار المارد (المسلم) في سباته العميق، وكذلك تستفيد أمريكا من بيع السلاح واستمرار ولاء الحلفاء الشرقيين. انشغل المسلمون في بداية شهر رمضان وقُبيله بأخبار داعش، ثم توجهت الأنظار إلى الحرب الاسرائيلية على غزة، وبذلك نجحت الخطة واستطاعت التخفيف على الدواعش. وكذلك تشغيل آلة القتل مجدداً لتزيد أعداد الشهداء الفلسطينيين بمباركة من أمريكا وأقطاب المجتمع الدولي وعلى رأسهم العميل بان كي مون، وما زاد الطين بلة سكوت بعض الدول العربية والإسلامية وتنديد غير فاعل من البقية!!.