سارع الفلسطينيون إلى المتاجر والبنوك فيما بدأ اليوم الخميس سريان هدنة لأغراض إنسانية مدتها خمس ساعات وافقت عليها إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد ساعات من قول الجيش الإسرائيلي إنه صد مسلحين فلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل من غزة عبر أنفاق. وقال الجيش الإسرائيلي انه صد هجوما لأكثر من عشرة مسلحين فلسطينيين تسللوا عبر الأنفاق من غزة قرب بلدة إسرائيلية وأن مسلحا على الأقل قتل بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية المجموعة. وطلبت الأممالمتحدة هدنة مدتها خمس ساعات في القتال المستمر منذ عشرة أيام للسماح لسكان غزة بجمع الامدادات وإصلاح البنية التحتية التي تضررت بسبب الحرب على غزة التي قتل خلالها ما لا يقل عن 224 شخصا بسبب الهجمات الإسرائيلية. ويقول مسؤولو صحة في غزة إن معظم القتلى مدنيون. وفي إسرائيل قتل مدني في هجوم بصاروخ من بين أكثر من 1300 صاروخ فلسطيني يقول الجيش إنها أطلقت على إسرائيل وأصيب أكثر من عشرة أشخاص بسبب الهجمات المتكررة التي جعلت الهرع إلى الملاجيء عادة لمئات الالاف من الاسرائيليين. ولم ترد تقارير فورية عن انتهاك للهدنة الانسانية. وقال الجيش الإسرائيلي - الذي قال مسؤولون حكوميون إنه على استعداد لتوسيع نطاق هجماته الجوية والبحرية إلى عمليات برية محتملة - إنه سيرد "بصرامة وحسم" إذا نفذ المسلحون في غزة هجمات خلال الهدنة. وفي مدينة غزة اصطف مئات الفلسطينيين خارج البنوك لصرف رواتبهم التي تم تحويلها مباشرة إلى حساباتهم بينما ذهب آخرون للتسوق لشراء المواد الغذائية. وعادت حركة المرور إلى الطرق شبه المجهورة في غزة منذ بدء الصراع. وقال زكريا أحمد (35 عاما) "جئنا هنا لنتقاضى رواتبنا. الحمد لله على الهدوء ونأمل أن يستمر... نأمل ان تستطيع مصر تحقيق هدنة جيدة ونأمل أن يتوقف القتل وان تفتح المعابر الحدودية (على حدود غزة)." وبعد الاشتباك الذي وقع صباح اليوم بعد محاولة التسلل وقبل بدء الهدنة دوت صافرات الانذار في إسرائيل بما في ذلك منطقة تل أبيب لتحذر من إطلاق قادم للصواريخ. وقال الجيش ان نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ اعترض صاروخا على الأقل بينما سقط آخر في بلدة قرب تل أبيب. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر. وقبل الهدنة أيضا قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن طائرات إسرائيلية قصفت منزلا في رفح بجنوب غزة مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء إن الولاياتالمتحدة تدعم جهود مصر للتوصل لهدنة لانهاء أسوأ اندلاع للعنف الإسرائيلي الفلسطيني خلال عامين. وقال أوباما ان مسؤولين أمريكيين سيستغلون كل مواردهم الدبلوماسية على مدى الساعات الأربع والعشرين المقبلة في مسعى للتوصل لاتفاق. واقترحت مصر خطة وقف دائم لإطلاق النار يوم الثلاثاء وافقت عليها إسرائيل بينما رفضتها حماس التي قالت انه تم تجاهل شروطها. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مصر تواصل مساعيها للتوصل لهدنة وأن مسؤولين إسرائيليين كبارا سيجرون محادثات في القاهرة اليوم الخميس بشأن وقف إطلاق النار. ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعقيب على الأمر. وتدرج الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حماس على قوائم المنظمات الإرهابية بسبب رفض الحركة الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة بين إسرائيل والفلسطينيين. وتريد حماس من إسرائيل ومصر التي تواجه حكومتها المدعومة من الجيش خلافات مع الحركة الإسلامية انهاء القيود المفروضة على الحدود التي عمقت الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها 1.8 مليون شخص يسكنون القطاع وتسببت في انكماش السيولة لدى الحركة التي لم تعد قادرة على دفع رواتب موظفيها منذ شهور. وأمس الاربعاء قال شهود وأشرف القدرة من وزارة الصحة في غزة إن زورقا إسرائيليا قصف القطاع الساحلي المطل على البحر المتوسط فقتل أربعة أطفال - اثنان في العاشرة والآخران تسعة و11 عاما - من أسرة واحدة وأصاب صبيا آخر بجروح خطيرة. وقال الجيش الإسرائيلي ان الخسائر البشرية من المدنيين لم تكن مقصودة وإنها "مأساوية" وقال انه يحقق فيما حدث. وقال في بيان "بناء على النتائج الأولية فان الهدف من الضربة كان نشطاء من حركة حماس الإرهابية." وقتل إسرائيلي بسبب القصف من غزة منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي يوم الثامن من يوليو تموز في الصراع الذي تفجر إلى حد بعيد بسبب مقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة ومقتل صبي فلسطيني في الثاني من الشهر الجاري فيما يشتبه أنها جريمة ثأر. ومن المقرر أن توجه إسرائيل في وقت لاحق اليوم الخميس اتهامات لثلاثة إسرائيليين يشتبه في انهم قتلوا الفتى الفلسطيني البالغ من العمر 16 عاما في القدس.