يروي الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان الرئيس الامريكي جورج بوش اتصل به منفعلا، كيف لا تضع فرنسا جهدها في خدمة الرب، في تخليص البشرية من يأجوج ومأجوج، وتكلم كثيرا بلا انقطاع عن حرب هرمجدون، ويقول شيراك، لقد ادركت ان جورج بوش يدمج بين السياسة والاسطورة، وان هناك خللا ما في تفكيره السياسي، فكيف لنا ان نوافقه على ابادة حضارة انسانية انطلاقا من هذه الافكار، وطلب من مستشاريه البحث عن هذه المعلومات، وكيف وصلت الرئيس الامريكي واثرت عليه. في الثمانينيات وكما يروي لي د. عبدالغفور السامرائي، استاذ عراقي متخصص بالعلوم النفسية انهم طلبوا ومجموعة على عجل للذهاب الى الاتحاد السوفيتي، وذلك للدخول في دورة متقدمة بعلوم الباراسيكولوجي، وهو العلم الخفي الذي اقام السوفيت حوله ستارا حديديا، وبدأت رحلة البحث في الاديان والاساطير بغية التحكم بالعالم او التفسير الاستباقي للاحداث، وقد بدأت الحروب في الدراسات الخاصة بالاسطورة وكيف يتم توظيفها سياسيا، فيما راح الامريكان يجمعون اساتذه تاريخ الحضارات، وكان اغلبهم من اليهود، وخرجوا بموضوعات يأجوج ومأجوج وهرمجدون، وكان لذلك سوابق في التاريخية الصهيونية التي سيطرت على التاريخ والفكر الاوروبي وجعلت ثمة اندماجات نهاية بين اليهودية والنصرانية، توجت في طروحات مارتن لوثر كنج والبروتستانتية، وقد حكمت هذه المعادلات الفكر والابحاث والاكاديميات والسياسة الغربية منذ ذلك الحين. ويذكر السامرائي انهم وبعد عودتهم من موسكو عملوا على بناء معهد خاص يتبع المخابرات العراقية متخصص بالباراسيكولوجي، وقد ضموا اليه كل من يعمل في اعمال التنجيم والسحر والشعوذة وقراءة الكف والطالع، وجرى اختبار العديدين منهم، وقد قاموا بدراسات استخبارية حول ظاهرة انتشار المنجمين وعلاقتهم بالامن والسياسة، واكتشفوا ان كثيرا منهم كان يخدم الجانب الامني والسياسي وعلى صلة بهما، وقد برزت لبنان ومصر والمغرب على القائمة كأبرز الدول التي يشغلها المنجمون، وكانت المعلومات تفيد بأن هناك صراعا غير عادي على المنجمين من قبل الاستخبارات الدولية والاقليمية، وان الاستخبارات الفرنسية جندت فتاة لبنانية اشتهرت بقراءة المستقبل وقد اطلقت نبوءة التغيير في ايران وانه سيحكمها رجل عادل ذو لحية بيضاء. والفرس على مدار التاريخ مولعون بالاساطير وتحضير الارواح، وبعد انتهاء حربهم مع العراق عام 1988 بتجرع السم، اقاموا مركزا يتبع الاستخبارات الايرانية، معنيا بدراسة عادات وثقافات وسيكولوجية الشعوب المحيطة بهم، وكيفية التأثير فيهم، وقد سيطر الحرس الثوري على هذا المعهد، الذي بدأ بالتعاون مع بعض الباحثين لدراسة الشخصية العربية، وتمكن الايرانيون خلال سنوات من استقطاب باحثين عرب يعملون في مراكز ابحاث تمول من ايران لمعرفة الابعاد النفسية والشخصية لأي قضية واشكالية عربية، فيما اخذوا باجتذاب بعض العرب لتلقي دورات متخصصة في هذا المعهد، الواقع قرب محطة مترو طهران. ويضم المعهد مركز بحوث متخصصا بدراسة الانسان وكيفية اكتشاف نقاط ضعفه مع دراسة مستفيضة لماضيه بكل ما مر عليه من افراح واحزان تعتمد على معلومات استخبارية تأتي من اجهزة مخابرات مختصة، وكذلك مدى الحرمان الذي عانى منه، وما المحطات المؤلمة التي مرت عليه. هذا المركز متخصص في دراسة الانسان العراقي والافغاني كأساس لعمله مع وجود بعض المختصين في دراسة الانسان من اعراق واجناس اخرى، ويضم المركز في هيأته خبراء روسا وصينيين ومختصا امريكيا يعمل مع الحرس الثوري يدعى (ستيفن رامزي) واسمه الايراني (امير). يستقبل المجمع في كل دورة ما يقارب (300) عنصر من فرق الموت الطائفية تحت اسم وراية مليشيات العصائب، هذه المجاميع يتم ارسالها من العراق بترشيح وتزكية من قائد مليشيات العصائب بواقع 300 عنصر لكل مجموعة وكل مجموعة يتم تدريبها لمدة ثلاثة اشهر متتالية بمنهاج مكثف. وبعد ان تنتهي الفترة المذكورة يقوم مراقبون مختصون ومربون اكفاء بتقسيم هؤلاء الى اربع مجاميع، المجموعة الاولى التي تحصل على درجات عالية فى التدريب يتم ادخال عناصرها فى دورات عقائدية اولا ثم عسكرية ويتم ارسالهم الى مكتب (القرار كاه) المرتبط بالخامنئي ليحصلوا على مباركة الولي الفقيه ويطلق عليهم تسمية (انصار الامام الحجة) والمجموعة الثانية وهم اقل كفاءة من الاولى يتم تأهليهم ليكونوا قيادات للعصائب في العراق وسوريا، والمجموعة الثالثة هم القلة ولا يصلحون للقتال ذي الشدة العالية، هؤلاء يتم تأهيلهم للقيام بأعمال الاسناد وعمليات التخريب كزرع العبوات والخطف والتسليب وتلغيم السيارات في العراق وسوريا. والمجموعة الرابعة متخصصة بالاعلام والحرب النفسية ومهمتها خلط القيم السياسية بالاسطورة، وزعزعة المعتقدات وهز الصورة، والحديث المبالغ به عن عودة الامام المهدي، لدرجة ان هناك منافسة حادة بين السياسيين ورجال الدين حول من يدعي ظهوره ورؤيته، لدرجة ان الرئيس احمدي نجاد وفي قاعة الاممالمتحدة قال انه يرى هالة من نور تظلل القاعة انها انوار الامام المهدي، ونعرف كيف دب الصراع بين رجال الدين ورحيم مشائي صهر نجاد ونائبه وبين رجال الدين عندما ادعى مشائي رؤية الامام والتواصل معه. والملفت للانتباه ان كثيرين من المنجمين وقارئي الطالع بدأوا في التقريب بين الاطلاقات الايرانية وبين توقعاتهم الفلكية، في خطة مدروسة مدفوعة الثمن مسبقا، فعالمة الفلك المصرية جوى عياد قالت في 30/12/2013 ان توقعاتها المؤكدة للعام 2014 تشير الى ظهور الامام المهدي، وفي 14/6/2014 قالت ان انتصارات تنظيم الدولة الاسلامية داعش في العراق ستعجل من ظهور الامام المهدي، ووصفت داعش بأنهم جيش السفياني الساعي الى تمزيق وحدة الامة، لأنهم اصحاب الرايات السوداء، اما الفلكي احمد شاهين والملقب ب نوستراداموس العرب، فقد اكد ان العام الذي سيظهر فيه المهدي المنتظر سيكون عام 2015، ونزول المسيح عيسي عليه السلام سيكون عام 2017، أما ظهور دجال القرنة ببابل فكان في عام 2007. وفي هذا السياق يقول علي الكوراني العاملي (ان المسألة عند الغربيين ليست اعتقادهم بعودة المسيح أو بالمهدي، ولا اعتقادهم بصحة تنبؤات نوستر آداموس أو غيره من المنجمين، بل اعتقادهم بخطر البعث الإسلامي الذي يهدد تسلطهم على شعوب المسلمين! ولذا تراهم يتلقفون أي مادة إعلامية ليقرعوا بها أجراس الخطر في مسامع شعوبهم، ليغرروا بشعوبهم ويحصلوا على تأييدها لخططهم الاستعمارية التي ينفذونها فعلاً، أو مستقبلاً، لضرب هذا البلد أو ذاك، والمسألة عند اليهود أن يصعِّدوا مخاوف الغربيين من خطر المسلمين، ويقولوا لهم إنه المستهدف لحضارتكم، وإنما إسرائيل خط دفاعكم الأول). في الادبيات الاسلامية والشيعية فان ظهور الامام يمهد له بظهور ابنه احمد الحسن، وبحسب قناة (المنقذ العالمي) فانها تؤكد ظهور احمد الحسن وتربط بينه وبين ظهور خليفة المسلمين ابوبكر البغدادي وجيشه وراياته السود، وكأن المخرج ضبط كل الامور من مشعوذين ومخابرات ومأجورين لتحقيق الهدف الاخير للفيلم الايراني الامريكي، وكل المطلوب كما تشير الباحثة العراقية عشتار، سوى حرب ضروس طاحنة بين المهدي والخليفة، بين السنة والشيعة، من أجل السلطة على أن تستمر للسنوات الألفين القادمة.