وافقت إسرائيل اليوم الثلاثاء على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار في غزة لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع نظرت للمبادرة بتشكك وقالت إن القاهرة لم تستشرها. وتعهد الجناح العسكري لحماس بأن هجماته "ستزداد ضراوة وشدة" لكن إطلاق الصواريخ الفلسطينية تراجع قبيل بدء وقف إطلاق النار في الساعة 0600 بتوقيت جرينتش. وقالت إسرائيل إن صاروخين اطلقا عبر الحدود اثناء الليل دون وقوع إصابات وإنها قصفت 25 موقعا في غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن رجلا (63 عاما) وامرأة (52 عاما) قتلا ليتجاوز عدد القتلى في القطاع 182 معظمهم مدنيون. وفي مقر الجيش الإسرائيلي بتل أبيب قال مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه صوت بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار قبل دقائق من دخوله حيز التنفيذ. ونظر عاموس جلعاد المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية ومبعوث إسرائيل للقاهرة للاتفاق بشكل إيجابي قائلا إن حماس أضعفها القصف الجوي والبحري على غزة. وقال جلعاد لراديو الجيش "انظر إلى الميزان وسترى أن حماس حاولت بكل السبل الممكنة ضرب إسرائيل مع الحاق ضرر كبير ورهيب بشعبها من وجهة نظرهم." وأضاف "المبادرة المصرية تشمل وقف كل أنشطة (الجيش)... تعني هذه المبادرة عند قبولها أن حماس لم تتمكن من تنفيذ نوايها." وفي وقت مبكر اليوم الثلاثاء قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في غزة إن الحركة لم تتلق اقتراحا رسميا بوقف إطلاق النار وكرر موقف الحركة بأنه يجب أولا تلبية المطالب التي قدمتها قبل أن توقف إطلاق النار. ورفضت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس محتوى المبادرة المصرية وقالت "معركتنا مع العدو مستمرة وستزداد ضراوة وشدة." صواريخ في ايلات وفي أسوأ تفجر لأعمال العنف في غزة منذ عامين لم يسقط قتلى في إسرائيل فيما يرجع أساسا إلى النظام الإٍسرائيلي المضاد للصواريخ المعروف باسم القبة الحديدية لكن إطلاق الصواريخ من غزة بشكل متكرر عطل الحياة في إسرائيل وجعل مئات من الناس يفزعون إلى الملاجئ. وفيما يبدو أنها محاولة لتخريب جهود وساطة القاهرة قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن ثلاثة صواريخ أطلقت من مصر على منتجع إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص. وبموجب المبادرة التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية تبدأ "تفاهمات التهدئة" في الساعة 0600 بتوقيت جرينتش على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة. وقضت المبادرة بأن تستقبل مصر وفودا "رفيعة المستوى" من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين. وقالت جامعة الدول العربية في بيان إنها ترحب بالمبادرة المصرية لحماية أرواح الأبرياء. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بالمبادرة ودعا مختلف الأطراف لقبولها مطالبا "بأن تمهد هذه المبادرة لجهد سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة." وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيجري محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة بشأن الوضع اليوم الثلاثاء. وفي واشنطن أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باتفاق وقف إطلاق النار. وأكد أوباما على الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة هجمات حماس "التي لا يمكن تبريرها" وعبر عن قلقه إزاء القتلى الفلسطينيين المدنيين. وقال أوباما في كلمة "تشجعنا أن مصر قدمت مبادرة لتحقيق هدف هذه (الهدنة) التي نأمل أن تستعيد الهدوء الذي ننشده." وقبل ساعات من إعلان المبادرة واصل نشطاء غزة الهجمات الصاروخية على تل أبيب بعد هدوء استمر 24 ساعة بينما واصلت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة ونشرت مشاة ومدرعات على طول الحدود. وقامت إسرائيل بتعبئة آلاف الجنود للتهديد بغزو غزة إذا استمرت الهجمات الصاروخية. وقال جلعاد "لا تزال هناك إمكانية للاستمرار وفقا لسلطة مجلس الوزراء وأن نضع نهاية لها (الصواريخ)." وفي وقت متأخر أمس الإثنين قصفت إسرائيل منزل مروان عيسى وهو قيادي كبير بالجناح العسكري لحماس في مخيم البريج للاجئين. مطالب حماس وتفجر العنف خلال الأسبوع الماضي بعد مقتل ثلاثة طلاب يهود الشهر الماضي في الضفة الغربيةالمحتلة ومقتل صبي فلسطيني في القدس انتقاما لمقتلهم. وقالت إسرائيل أمس الإثنين إن الأشخاص الثلاثة الذين اعتقلوا فيما يتعلق بقتل الصبي الفلسطيني اعترفوا بحرقه حيا. ويقول قادة حماس أن الهدنة يجب أن تتضمن رفع حصار إسرائيل عن قطاع غزة وإعادة الالتزام باتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في حرب غزة التي استمرت ثمانية أيام في عام 2012. وفضلا عن ذلك تريد حماس أن تخفف مصر القيود في معبر رفح بينها وبين قطاع غزة التي فرضت بعد أن عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو تموز الماضي. غير أن المبادرة المصرية لم تورد ذكرا لمعبر رفح أو متى يتم تخفيف أي قيود. واكتفى بقوله أن المعابر ستفتح ويتم تسهيل انتقال الأفراد والبضائع حينما يستقر الوضع الأمني على الأرض. وقالت حماس إن على إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي أثناء البحث عن الطلاب الثلاثة. ومن بين المحتجزين أكثر من 50 شخصا من حماس أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية في تبادل للسجناء في 2011. ولم تورد مبادرة وقف إطلاق النار المقترحة ذكرا للأسرى الفلسطينيين في نصها على أن القضايا الأخرى ومنها القضايا الأمنية ستناقش مع كل الأطراف.