تشهد الأسواق التجارية في محافظة الأحساء إقبالاً كبيراً، وحركة نشطة وانتعاشاً ملحوظاً هذه الأيام، مع قرب دخول العشر الأواخر في رمضان. وبدأت محلات الخياطة في الأحساء بتغيير معروضاتها، وإبراز الاقمشة المطرزة، والموديلات الجديدة، استعداداً لقرب العيد، وهو ما يزيد من أرباح المحلات، وزادت محلات الخياطة أسعارها بنسبة 30%. وبدأت الغالبية من محال الخياطة الرجالية والمعروفة، في الاعتذار عن استقبال طلبات العيد بمختلف الأعمار، بدعوى عدم القدرة عن الإنجاز؛ لكثرة الطلب، معتبرين هذه الأيام أوقات الذروة في الموسم، كما بدأت عموم المحال سواء منها المعروف أو العادي برفع أسعار الخياطة مع اقترب العيد، في ظل انعدام الرقابة على الأسعار وتوحيد الأسعار. فيما اشتكى عدد من المواطنين من ارتفاع أسعار الخياطة والأقمشة، حيث ارتفعت أسعار تفصيل ثياب العيد في محلات الخياطة الرجالية بالأحساء، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ووصل سعر تفصيل الثوب العادي في بعض محلات الخياطة إلى 400ريال، فيما ارتفع مع التطريز إلى 500 ريال، بينما كان سعر تفصيله العام الماضي وفي نفس المحلات لا يتجاوز 350ريالا. ويقول صالح الرشيد أحد الزبائن: إن هناك تفاوتاً في أسعار الخياطين، فمنهم من يستغل هذه الأيام ليرفع السعر، وبعضهم يظل كما هو على سعره السابق، وهذا حاصل بالفعل، حيث وجدت الفرق بين محل وآخر مع أن القماش المختار هو نفسه، بزيادة -تقريباً- 30 ريالاً. وأضاف خالد الرميح: «باتت الأسعار مكلفة جداً، مقارنة بأسعار الأعوام السابقة، التي تزيد كل عام بمبررات مختلفة من التجار» وبرر ابراهيم السويلم «عامل في أحد المحلات» ارتفاع أسعار التفصيل هذا العام بزيادة أسعار الأقمشة وأدوات الخياطة من بكرات وغيرها، فيما اتهم محمد العتيبي محلات الخياطة بالاحساء باستغلال الزبائن خاصة في الفترة الأخيرة من رمضان، حيث ما أن يجد الزبون محلا يقبل تفصيل الثياب حتى يفاجأ بمضاعفة الأسعار وسط تبريرات أصحاب المحلات برفع الأسعار بضغط العمل وارتفاع أسعار الأقمشة. وقال الخياط نبيل سالم: إن الطلب على القماش القطني الأبيض هو الأكثر، خاصة أنه يمتص الحرارة بعكس القماش من نوع ''السلك''، كما أن الشباب يفضلون تفصيل ثياب ''الكبك'' والتطريز الخفيف التي تعتذر بعض المحال عن تفصيلها لاستغراقها وقتا طويلا، مشيراً إلى أن عملية تصحيح أوضاع العمالة قللت من عدد الخياطين، مما اضطر بعض الخياطين إلى التوقف عن استقبال طلبات التفصيل للزبائن خلال الأيام القادمة؛ وذلك لضيق الوقت وقلة عدد العاملين في المشغل. وأضاف محمد الصالح: إنه تفاجأ بارتفاع الأسعار حيث قال كنت فيما مضى أفصل الثوب بما لا يتعدى 200 ريال، والآن دفعت ما يقارب 400ريال بنفس المحل، وناشد الجهات المعنية بضبط الاسواق التجارية، ومراعاة المواطنين في ذلك وخاصة اصحاب الدخل المحدود. وقد اتجه عدد من المحلات إلى إيقاف استقبال طلبات تفصيل ثياب العيد، نتيجة لشدة الإقبال، حيث تجاوزت الطلبات الطاقة الاستيعابية لإنجازها قبل عيد الفطر. ويرى المواطن يحيى المسلم أن على الراغبين في تفصيل ثياب العيد، البدء في تفصيلها منذ شهر شعبان، حتى لا يقعون في فخ ارتفاع الأسعار بشهر رمضان، موضحاً أن سبب ارتفاع الأسعار هو ضعف الرقابة، حيث تعودوا على الارتفاعات المبالغ فيها بكافة السلع الرمضانية سواء غذائية أو مستلزمات منزلية أو ملابس، لافتاً إلى ضرورة تكاتف المجتمع قبل الاكتفاء بالرقابة غير الفعالة.