تجري هذه الأيام حمى انتخابات الدورة الرابعة لاختيار أعضاء مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين في ظل نهضة عمرانية وإعمار ضخمة بكل المقاييس وتذكرنا بما يسمى طفرة مشابهة للتي جرت بنهاية السبعينيات الميلادية من القرن المنصرم. وقد اطلعت على مقالة أستاذنا الدكتور مهندس/ عبد الرحمن بن عبد العزيز الربيعة التي نشرت في العدد رقم 14073 من جريدة اليوم الصادرة بتاريخ 1 صفر 1433 ه بعنوان «انتخابات الهيئة والشفافية»، إذ أتفق معه فيما ذهب إليه في التحفظ على مشروعية قرار لجنة الانتخابات الحالية في فرض شرط تسجيل الناخبين المسبق، وهي وإن كانت فكرة جديدة إلا أن اعتراض الكثير عليها يثير الشك في قبولها! وايضا هناك مطلب آخر أضيفه هنا وهو رغبة الكثير من المرشحين والناخبين في تمديد فترة التسجيل أسبوعا إضافيا أو أكثر، وهو لم يلق قبولا من اللجنة آنفة الذكر أيضا. الدكتور الربيعة غني عن التعريف وكانت فترة الدورة التي ترأس خلالها الهيئة مثار جدل بين مؤيد ومنتقد وإن رجحت الأولى، ومن محاسنه أنه فعّل أنشطة الهيئة في مناطق المملكة خصوصا المنطقة الشرقية التي ينتمي إليها وهي مركز ثقل المهندسين السعوديين، إذ علمنا بأن هناك ما لا يقل عن 3000 مهندس سعودي يعملون بشركة أرامكو السعودية. كما أسس بعدا اقليميا ودوليا للهيئة. كما أن هناك انجازاته ومآثره غير المعروفة التي لا يسع المجال لذكرها. أرى ضرورة مشاركة أعضاء هيئة التدريس في الكليات الهندسية بجامعات المملكة في عضوية وأنشطة الهيئة السعودية للمهندسين بشكل مكثف وعلى كافة المستويات.وتلافيا لضعف العمل الهندسي المؤسسي ولبعض الممارسات الخاطئة التي قد لا تكون مقصودة من إدارة الهيئة السعودية للمهندسين الحالية، فانني أرى ضرورة مشاركة أعضاء هيئة التدريس في الكليات الهندسية بجامعات المملكة في عضوية وأنشطة الهيئة السعودية للمهندسين بشكل مكثف وعلى كافة المستويات ( معيد، محاضر، أستاذ مساعد، أستاذ مشارك، أستاذ) للتفاعل والتكامل مع زملائهم من مهندسين ممارسين وأرباب العمل الهندسي من أصحاب المكاتب الهندسية ومقاولين وموردين، حيث إن الأكاديميين يمكنهم أن يضيفوا الى ثقافة وبيئة العمل في الهيئة السعودية للمهندسين ما يؤدي الى تحسين أداء الهيئة لأن الأكاديميين يمارسون عملهم باستقلالية ويؤمنون بايجاد موازنة بين مصالح المهندسين وأرباب العمل بالحلول الوسط المبنية على دراسات علمية لرؤى وأهداف وقضايا تخدم مصلحة المهندس والهيئة. كما يشركون الآخرين في بلورة قراراتهم من خلال إبداء الرأي وحرية التصويت. وهناك علاقة مفصلية بين كليات الهندسة في الجامعات السعودية والهيئة السعودية للمهندسين، ففي الوقت الذي تقوم فيه المؤسسات العلمية بأعداد المهندسين بالعلوم والمهارات والمعارف للدخول في سوق العمل، نجد أن الهيئة تقوم بارشاده من خلال الدورات والورش التدريبية وعقد المؤتمرات واللقاءات مع المهندسين في القطاعات الأخرى التي من شأنها تحسين الأداء وبناء قنوات تواصل تنموية وعملية، ولعل من المفيد اطلاع القارئ على أهداف وخدمات الهيئة السعودية للمهندسين لزيارة الموقع الالكتروني : www.Saudieng.org.