وضع استشاري أمراض الدم الوراثية برنامجا خاصا للقضاء على أمراض الدم الوراثية من خلال عمليات الإنجاب بالمساعدة، ويهدف لإنجاب أطفال غير مصابين بمرض خلايا الدم المنجلي ولا يحملون المرض عندما يكون الأبوان حاملين للمرض. إحدى حملات فحص ما قبل الزواج وانتقد الدكتور زكي نصر الله افتقاد المنطقة لمراكز متخصصة في الكشف المبكر عن هذه الأمراض، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تنفق مبالغ طائلة سنوياً للعناية بالمصابين بالمرض، وكان الأولى تخصيص بعضها لإنشاء مراكز الكشف. وأوضح نصر الله في تصريح ل «اليوم» أن العملية تستدعي تلقيح البويضة بالحيوان الذكري خارجياً حيث يتم سحب البويضة بواسطة إبرة عن طريق الاشعة بالموجات فوق الصوتية وعند التأكد من خلوها من المرض يتم إعادتها للرحم في اليوم الثاني أو الثالث من الإخصاب بعد أن يكون الجنين قد انقسم إلى انقسامات متعددة من الخلايا، مضيفا بأن العملية مضمونة بنسبة 99 بالمائة في إنجاب أطفال أصحاء غير مصابين بالمرض. واستشهد الدكتور نصر الله بأعداد المصابين بأمراض الدم الوراثية التي تولد كل يوم وتستمر في التزايد نتيجة تزايد نمو المجتمع، ونتيجة عدم تقبل الأطراف غير المتوافقة على الزواج واستمرارهم في الإنجاب من الأبوين غير المتوافقين قبل أن يعتمد الفحص من قبل وزارة الصحة، مشيرا إلى أن الأمر الذي بلغ حده من الإزعاج هو العمل على اتساع قاعدة الحاملين لهذا المرض في المجتمع مما تسبب في شل فعاليته. واعتبر الدكتور نصر الله أن برنامجه المقترح يعد الوسيلة العلمية الوحيدة لتمكين المجتمع من التخلص من مرض خلايا الدم المنجلي، بل هو الطريق الوحيد للتخلص من المورثات (الصبغة) المسببة للمرض وضمان أجيال خالية من المرض ، حيث إن البرامج الأخرى ومنها برنامج الفحص قبل الزواج لا يخلص المجتمع من المورثات (الصبغة) المسببة للمرض، بل ربما يؤدي إلى زيادة وجود المورثات في المجتمع. وكشف نصر الله أن المنطقة الشرقية من أكثر المناطق إصابة بالمرض مؤكدا أن المصابين بخلايا الدم المنجلي يزداد في المنطقة الشرقية سنويا 1100 مريض رغم برنامج الفحص قبل الزواج. وطالب نصر الله بانشاء مراكز خاصة بالبرنامج تابعة لوزارة الصحة في المنطقة الشرقية محتسبا التكلفة المالية التي تصرفها الوزارة سنويا لعلاج المرضى المصابين مشيرا إلى تكلفة العلاج التقديرية 30000 ريال سنويا لكل مريض، وان افترضنا أن المرضى معدل أعمارهم الحالية 40 سنة للمصابين بالمرض، فإن تكلفة وزارة الصحة 1200000 ريال، وبذلك تكون تكلفة وزارة الصحة فقط للمرضى المصابين بالشرقية هي مليار و320 الف مليون ريال مضيفا بأن البرنامج يمكن أن يوفر ضعف هذا المبلغ إذا تم تطويره مستقبلا ليضم إليه مرضى الثلاسيميا، وأشار نصر الله الى أن الأهالي المصابين بالمرض تقبلوا الخضوع للبرنامج مضيفا بأن البعض يلجأ لمراكز علاج خاصة تقوم بالعملية بتكلفة مالية عالية وعند وجود مراكز حكومية سيتم القضاء على المرض خلال سنوات من خلال تطبيقه.