حذر المؤتمر التاسع للجمعية العلمية السعودية لأمراض الدم الذي انطلقت أنشطته أمس في المنطقة الشرقية عن تزايد مرضى الأمراض الوراثية في المملكة وخصوصا في المنطقة الشرقية. وأوصى المشاركون في المؤتمر إلى إيجاد مراكز متخصصة تتبع لوزارة الصحة لفحصوصات النطف من الناحية الجينية بالنسبة للأبوين الحاملين للمرض تجنبا لزيادة أعداد المصابين بأمراض الدم الوراثية. وكشف رئيس المؤتمر الدكتور زكي نصر الله، أن نسبة مرض خلايا الدم المنجلي في محافظة القطيف لوحدها فقط وصلت إلى 33 في المائة، وفقا لدراسة علمية بينت هذه النسبة قبل اعتماد الفحص قبل الزواج، مشيرا إلى أن فرضية المجتمع تنمو بنسبة ثلاثة في المائة، وهي النسبة التي ينمو فيها المجتمع السعودي الذي يستلزم معه الأمر بلوغ عشرة أعوام لتزداد النسبة للمرض في المواليد الحاملين له 50 في المائة. واعتبر أن الحالة المرضية بهذه الصورة تشكل مأساة للمجتمع، مقترحا أن الحل الأمثل للوقوف في وجه هذه النسب من المرض اعتماد فحص النطف من الناحية الجينية بالنسبة للأبوين الحاملين للمرض، وبالتالي تفادي إنجاب أطفال مصابين تماما وتقليل آلامهم والتخفيف على الآباء الحاملين للمرض. وأكد «أن هذا المشروع يوفر على الدولة مليارات الريالات التي تصرف لخدمة المصابين بهذا المرض، مطالبا بأن يكون هناك مركز يهتم بهذا الأمر والذي لا يكلف الثمن الباهض الذي قد يصرف أضعافه في حالة العناية بأحد المصابين الحاملين للمرض ذاته، آملا أن تتبنى وزارة الصحة واحدا من هذه المراكز التي تحتكرها القطاعات الخاصة في الشرقية والرياض وجدة، حيث لاتقدم خدماته إلا لذوي الدخل العالي ويحرم منه نسبة كبيرة من أفراد المجتمع». واستشهد الدكتور نصرالله بأعداد المصابين بأمراض الدم الوراثية التي تولد كل يوم وتستمر في التزايد نتيجة تزايد نمو المجتمع، ونتيجة عدم تقبل الأطراف غير المتوافقة على الزواج واستمرارهم في الإنجاب من الأبوين غير المتوافقين قبل أن يعتمد الفحص من قبل وزارة الصحة، مشيرا إلى أن الأمر الذي بلغ حده من الإزعاج هو العمل على اتساع قاعدة الحاملين لهذا المرض في المجتمع مما تسبب في شل فعاليته. وفي سياق متصل، أفاد رئيس الجمعية السعودية لأمراض الدم الوراثية الدكتور محمد حسن قاري، أن الجمعية تعمل على وضع المرتكزات الأساسية لعملية مواجهة هذا المرض الفتاك وتنمية الفكر العلمي في مجال التخصص والعمل على تطويرها، موضحا «أن المؤتمر سيقدم العديد من أوراق العمل والبحوث التي تتناول التخثرات الدموية المرضية والنزف الدموي وأمراض سرطان الدم الحاد والمزمن في الأطفال البالغين وما يستجد من علاجها». من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور طارق السالم، أن المؤتمر يتناول موضوعا يشكل أهمية قصوى في صحة الإنسان، وهو أمراض الدم التي هي أكثر انتشارا في العالم بمختلف مسمياتها من الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي ونقص الخميرة، وأخطرها بالطبع مرض سرطان الدم الذي يمثل أمرا مخيفا للمصاب وأسرته نتيجة المضاعفات الجسدية والنفسية وبالأخص لدى الأطفال. وأبان أن نسبة الإحصائيات العلمية تبين أن نسبة من يصاب به من 40 إلى 50 في المائة بين كل مليون طفل، فيما تتراوح نسبته من الأطفال بكل أنواع السرطان ما بين 200 إلى 250 طفلا بين كل مليون طفل. ورأى أنه في ظل هذه النسب المخيفة لايمكن إغفال الجهود المبذولة في مجال العلاج، حيث تصل نسبة الشفاء في حالات الإصابة بالمرض إلى 85 في المائة، وهي نسبة تخفف من وطأة المرض لحد كبير. ونوه الدكتور طارق السالم في كلمته بالجهود التي سيقدمها المؤتمر الذي دعي إليه نخبة من العلماء في مجال أمراض الدم جاءوا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأوروبا والبلدان العربية من أجل تنمية الفكر في مجال التخصص والعمل على تطويرها وتنشيطها وتسهيل مهمة تطوير الأداء العلمي والمهني، وتيسير تبادل الإنتاج والأفكار، والسعي لخلق جانب من البحث العلمي وعقد الندوات والحلقات الدراسية المتصلة بمجالات علمية وطبية.