دعونا في البداية نعترف .. ان فرض القانون والنظام والمحاسبة في مجتمعاتنا الخليجية تطبق على الضعيف والفقير والدرويش وكل من يسبح في هذا الفلك .. وتسقط عن الغني والقوي والنافذ ومن يسبحون في بحر الواو .. هذه القاعدة في كل مجالات الحياة .. إلا ما ندر !! ** تلك حقيقة لا جدال فيها .. نعم تقلصت مع الألفية الثالثة .. لكنها مازالت قابعة على قلوبنا .. لم يستطع أصحاب الشأن تحريك ساكن تجاهها ..!! والمجال الرياضي .. مضمار خصب جدا لتكريس تلك القاعدة في مجتمعاتنا الخليجية .. خصوصا أن أصحاب النفوذ والمكانة الاجتماعية في مأمن من هشاشة العقوبات التي تطال أنديتهم .. فما بالك بوصولها لشخوصهم ..!! تلك المتناقضات نخرت في الجسد الرياضي الخليجي كثيرا .. بل جعلته مريضا رغم المكابرة وتزييف الحقائق التي بدأت تتكشف أكثر وأكثر نتيجة تراجع الكرة الخليجية في الميادين القارية والعالمية رغم مشروعية تلك المطالب .. إلا أننا ندفن رؤوسنا في الرمال .. عندما نتحدث عن النظام والقانون الذي يجب أن يسري على الجميع .. حتى تعود العربة للسكة بالنسبة للكرة السعودية على وجه الخصوص والخليجية على وجه العموم ويأمل الجميع .. ان تساهم نكبة الكرة الخليجية في نهائيات كأس آسيا بالدوحة الأخيرة في تصحيح الأوضاع .. بعدم التركيز على الهوامش والغوص فيها لإظهار - للملأ - أنها سبب الكارثة .. وغض الطرف عن القضايا الكبرى والأسباب الحقيقية وراء التدهور .. ومنها تطبيق النظام والقانون على الأندية الضعيفة .. ومسئولي الأندية الذين لا يمتلكون النفوذ .. وترك من يسبح في فلك النفوذ والمكانة الرفيعة يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب ..!! الجميع يطالب باحتراف اللاعبين خارجيا لتقليد اليابان وكوريا واستراليا .. والجميع يطالب بإرسال المواهب الصغيرة لأكاديميات عالمية .. والجميع يطالب باحتراف حقيقي في دول الخليج .. لا احتراف وهمي يسهر فيه اللاعب والنجم للفجر .. وعلى عينك يا تاجر ..!! ورغم مشروعية تلك المطالب .. إلا أننا ندفن رؤوسنا في الرمال .. عندما نتحدث عن النظام والقانون الذي يجب أن يسري على الجميع .. حتى تعود العربة للسكة بالنسبة للكرة السعودية على وجه الخصوص والخليجية على وجه العموم ..!! ليس مطلوبا منا أن نعود للوراء في المطالبة بتطبيق النظام والقانون على الجميع .. حتى لا تحدث الفوضى في الوسط الرياضي .. ويسبح الجميع بين مؤيد ومعارض في بحر التناقضات بين حادثة وأخرى .. يكون فيها الفعل من جنس العمل .. والعقوبة مختلفة بين الحادثتين المتشابهتين فعلا وسلوكا ولفظا ومعنى .. !! نعم تلك المتناقضات .. هي من تثير الشارع الرياضي .. وتجعله يفقد الثقة في مسئوليه .. بل ويشطح إلى أبعد من ذلك في تفسير الأمور وتأويلها .. وكم هو مهم أن تدرك اللجان دورها الكبير في إقفال مثل هذه التأويلات .. طبعا إذا تعاملت مع الجميع سواسية ..!! زمن المجاملات ولى .. وزمن اللف على القانون والنظام ولى أيضا .. فما عادت الكرة في الخليج تحتمل زرع الأشواك في طريقها .. خصوصا أن المسافة بينها وبين كرة شرق القارة اتسعت بما فيه الكفاية .. والسير على نفس المنوال السابق .. يعني إعلان وفاتها بالكامل .. لأننا سنجد الهند وفيتنام وتايلاند وغيرها قد تقدموا علينا .. ومن يستغرب من هذه المعادلة فلينظر إلى «الكرة» من كل الزوايا .. !!