حذرت صحيفة ذي اندبندنت البريطانية مما وصفته بخطر انزلاق بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى المهزلة الدامية في سوريا، في ظل ما قالت إنه تضليل السلطات السورية لبعثة المراقبين العرب. وأوضحت ذي إندبندنت في افتتاحيتها أن من بين أبرز الأهداف من وراء إرسال وفد الجامعة العربية إلى سوريا هو الإشراف على ضرورة انسحاب القوات والأسلحة الثقيلة التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من المدن السورية، وضرورة توقف النظام عن قتل المدنين. وقالت إن الأسبوع الأول من زيارة المراقبين إلى سوريا والمقررة لمدة شهر واحد، شهد تصعيدا في التوتر في البلاد، وإن قسوة القوات العسكرية والأمنية السورية بلغت ذروتها ضد عشرات آلاف المتظاهرين البارحة. وفي حين أشارت الصحيفة إلى أن مراقبي الجامعة العربية يعملون تحت قيود قاسية تفرضها السلطات السورية، وإلى أنهم يتحركون برفقة قوات أمنية تابعة للنظام، أوضحت أن القوى العسكرية والأمنية والقناصة التابعة لنظام الأسد صعدت من إطلاقها الرصاص على المتظاهرين. وقالت ذي إندبندنت: إن المحتجين تعرضوا لهجمات بالرصاص من جانب السلطات السورية، حتى أثناء زيارة المراقبين وتواجدهم بين المحتجين في درعا ومناطق متعددة من أنحاء البلاد، متسائلة عن مدى سلامة أعضاء البعثة ومدى استمرارها في عملها من الأصل. وأشارت إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق يتمثل في التصريحات الصادرة عن رئيس مراقبي البعثة الجنرال السوداني المتقاعد مصطفى الدابي والذي وصف الأوضاع في حمص بأنها «مطمئنة» بالرغم مما شهده مراقبون من بعثته بأم أعينهم من إطلاق كثيف للنيران على المتظاهرين وسقوط ضحايا من المدنيين. وقال الكاتب: إن النظام السوري بدأ يعاني أيضا من الناحية الاقتصادية، وإن البلاد بدأت تشهد انهيارا في حجم الإيرادات في قطاعي النفط والسياحة، مضيفا أن تقليص النظام لحجم الإنفاق العام من شأنه إثارة غضب موظفي القطاع العام.ودعت الصحيفة بوضوح إلى ضرورة استبدال رئيس بعثة الجامعة العربية إلى سوريا الجنرال الدابي، وإلى ضرورة استقلال البعثة في عملها الموفدة من أجل إنجازه، وإلا فإنها ستفقد مصداقيتها، وتنتهي مهمتها بالفشل. من ناحية ثانية، قال الكاتب البريطاني شاشانك جوشي إن الضغوط تتزايد على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي بدأ يفقد السيطرة على الثورة الشعبية في أنحاء البلاد، مشيرا إلى الزحف الجماهيري الكبير للمحتجين المعارضين الذي شهدته سوريا بعد صلاة الجمعة الماضية. وأشار جوشي إلى أنه كان يعتقد إلى وقت مضى أن نظام الأسد يمكنه السيطرة على الاحتجاجات الشعبية العارمة الساعية إلى إسقاطه، وإن الأسد نفسه كان يبدو راغبا بالإصلاح، ولكن كل ذلك قد تغير على أرض الواقع هذه الأيام.وقال الكاتب: إن النظام السوري بدأ يعاني أيضا من الناحية الاقتصادية، وإن البلاد بدأت تشهد انهيارا في حجم الإيرادات في قطاعي النفط والسياحة، مضيفا أن تقليص النظام لحجم الإنفاق العام من شأنه إثارة غضب موظفي القطاع العام، وأن لجوء النظام لطباعة أوراق نقدية جديدة ستنعكس في تضخم مدمر للاقتصاد. كما أشار الكاتب إلى تزايد أعداد المنشقين عن الجيش السوري وانضمامهم إلى ما يسمى بالجيش الحر الذي يتبنى الدفاع عن المدنيين المحتجين الثائرين. وأوضح الكاتب أنه في حين يمكن لجامعة الدول العربية فرض عقوبات أقسى على النظام السوري، فإنه لا يوجد من يراقب للجامعة تطبيق تلك العقوبات على أرض الواقع. وأما الولاياتالمتحدة فإنها مشغولة بشأن الانتخابات الرئاسية، وحلف شمال الأطلسي مشغول هو الآخر بمشاكله الخاصة، وتركيا يمكنها فعل الكثير لإسقاط الأسد، ولكنها ربما تخشى أن يستخدم الأسد ورقة الثوار الأكراد ضدها.