أفادت تقارير سورية بأن وفد مراقبي الجامعة العربية وصل الثلاثاء إلى مدينة حمص، وذلك وسط أنباء عن مقتل 60 شخصًا في المدينة منذ الاثنين. من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دبابات النظام التي تحاصر المدينة منذ فترة طويلة انسحبت إلى داخل المراكز الحكومية، وأكد أن انتشارها مجددًا في أحياء المدينة لن يحتاج لأكثر من خمس دقائق. ورأى المرصد أن هذا التحرُّك يؤكد استمرار النظام في مكره ومحاولاته الالتفاف على بعثة الجامعة العربية بهدف تأكيد رواياته الكاذبة. وقال ناشطون من المدينة لوكالة الأنباء الألمانية إن الهدوء ساد حي بابا عمرو الذي كان قد شهد مقتل ستة أشخاص في وقت سابق من يوم امس. وذكرت قناة «الدنيا» الموالية للنظام السوري أن الوفد توجّه فور وصول المحافظة لمقابلة المحافظ. الى ذلك، تظاهر اكثر من ثلاثين الف شخص يوم الثلاثاء ضد نظام الرئيس بشار الاسد في حي الخالدية في حمص التي زارها وفد مراقبي الجامعة العربية.. في الوقت الذي كان يتجه 70 ألف محتج لوسط حمص واطلقت قوات الامن الغاز لوقفهم. وقال المرصد لوكالة فرانس برس ان «اكثر من ثلاثين الف مواطن تجمّعوا بحي الخالدية في اعتصام في حي الخالدية الواقع وسط مدينة حمص». واضاف ان الاعتصام نظم بدعوة من ناشطين «لفضح ممارسات وجرائم النظام تزامنًا مع زيارة وفد للمراقبين العرب» الى المدينة. وتابع ان متظاهرين عدة توجّهوا من حيي الحمرا والقصور الى الخالدية. ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دبابات النظام التي تحاصر المدينة منذ فترة طويلة انسحبت إلى داخل المراكز الحكومية، وأكد أن انتشارها مجددًا في أحياء المدينة لن يحتاج لأكثر من خمس دقائق.وتحدّث عن «تظاهرة حاشدة وكبيرة في حي باب الدريب (...) التحم المتظاهرون فيها مع تظاهرة أخرى خرجت في حي جب الجندلي المجاور». كما اشار الى تظاهرات في «احياء كرم الشامي وحي الميدان». واوضح رئيس المرصد رامي عبدالرحمن ان «وفد المراقبين دخل الى بابا عمرو يرافقه اشخاص من الحكومة لكنه لم يلتق بأحد من سكان» الحي المتمرد. من جهة اخرى، قال المصدر نفسه ان «منطقة كفرعايا القريبة من حي بابا عمرو شهدت اطلاق نار نفذه عناصر من الامن على الاهالي الذين خرجوا لتشييع» قتلى سقطوا امس. وعرض ناشطون على الإنترنت مقاطع فيديو توضح محاولات الجنود الاختفاء وراء الأشجار حتى تمرّ السيارات التي تقل المراقبين في المدينة. قتل واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مواطن سوري وإصابة اثنين آخرين بنيران قوات الأمن يوم الثلاثاء حافظة إدلب، شمالي البلاد. وقال المرصد: «قتل مواطن من مدينة اللاذقية وأصيب اثنان بجراح اثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية في قرية عين البيضا التابعة لمدينة جسر الشغور في حافظة ادلب على مواطنين متوارين عن الأنظار واعتقلت ثلاثة آخرين». ويمثل بدء مهمة المراقبة أول تدخل دولي على الارض في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة قبل تسعة أشهر. وسارعت الحكومة السورية الى قمع الاحتجاجات التي استلهمت انتفاضات أطاحت بحكام في أنحاء أخرى من العالم العربي. وبدأت بعثة المراقبة التي يقودها الفريق أول الركن مصطفى الدابي وهو سوداني الجنسية بوصول 50 مراقبًا الى دمشق الثلاثاء. وستنقسم الدفعة الاولى من المراقبين الى خمس فرق يتكوّن كل منها من عشر مراقبين. وسيصل نحو مئة مراقب آخرين الى سوريا لاحقًا. وقال الدابي ان الفرق ستستخدم وسائل تنقل تابعة للحكومة مما يرجّح أن يؤجج ذلك اتهامات من نشطاء معارضين للاسد بأن بعثة المراقبة ستتعرّض للخداع والاعاقة من البداية. ويصرُّ مراقبو الجامعة العربية على أن البعثة ستبقي على عنصر المفاجأة وستتمكّن من الذهاب الى أي مكان تختاره دون اخطار. ويهدف المراقبون الى معرفة ما اذا كانت الحكومة السورية ملتزمة بخطة سلام تلزمها بسحب القوات من المدن والافراج عن سجناء وبدء حوار مع معارضيها. ولم تظهر بادرة من الاسد حتى الآن على تنفيذ الاتفاق.