يبلغ عرض مضيق هرمز حوالي (60 ) كيلو مترا. وهو أهم ممر مائي في العالم. ومن خلاله يمر نصف إنتاج العالم من النفط. و بمعدل يصل إلى( 15) ناقلة نفط عملاقة. و معظم الناس يعتقد أن عرض المضيق هو ( 10) كيلو مترات فقط. ولكن المقصود بالعشرة كيلو مترات هي القناة الملاحية. وتشكل القناة الملاحية ممرين للسفن الداخلة والسفن الخارجة مع وجود ( 3) كيلو مترات فاصلة بين الخطين. ولضمان السلامة البحرية فإن الدولة المسئولة عن ذلك هي سلطنة عمان. ويوجد رادار الرصد الملاحي على جزيرة قريبة من شبه جزيرة مسندم. وكانت أول تجربة لي مع مضيق هرمز في عام 1983م. والملاحة فيه دقيقة جدا. لأن السفن تغير من مسارها الملاحي أكثر من مرة. والسفن تدخل المياه الإقليمية القريبة من عمان وإيران. وهناك اتفاقيات بهذا الشأن. ومن أكثر التجارب الملاحية الخطيرة هو تصادم الغواصة ألأمريكية (هارتفورد) والسفينة الحربية الأمريكية (نيو أورليانز). ورغم أن السفينتين كانتا تقومان بعمليات مناورة معقدة في الساعة الواحدة من صباح يوم 20 مارس 2009م. إلا أن هذا يوضح مدى صعوبة الملاحة في المضيق. وفي وقتنا الحالي لا تمر عدة سنوات إلا وتعلن أو تهدد إيران بإغلاق المضيق ولكنها لا تفعل أو تتراجع. إلا أن الوضع الحالي لا يسمح بالتهديد وخاصة أن الوضع متأزم. ومعلوم أن المحللين الاستراتيجيين العسكريين يعرفون عدم قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز بصورة فعلية. ولكن من المعلوم أن إغلاق المضيق بشكل صوري ممكن أن يتم من خلال إعلان إيران أنها قد زرعت حقول ألغام. وفي هذه الحالة فإن القوات البحرية والسفن تأخذ التهديد على أنه حقيقة. إلا أنه لا يعتقد أحد أن تقوم إيران بذلك. فهذا ليس من صالحها أن لا تفعل شيء وتقول إنها فعلته. أما إغلاق المضيق بصورة عسكرية حقيقية فهو شيء لا تستطيع إيران عمله. والمعلوم أن إيران قد اشتبكت مع أمريكا في معركة قريبة من مضيق هرمز وخسرت الكثير. وعندها أعلنت أنها قامت بتركيب صواريخ مضادة للسفن على شواطئها من نوع (سلك وورم). إلا أن الصواريخ تحتاج إلى حماية لم تكن إيران قادرة عليها. وكذلك استغرب الكثير من القادة العسكريين من تهديد إيران الأخير. لأنه وقبل حوالي( 20) عاما قامت البحرية الأمريكية بمناورة كانت حاملة الطائرات (نمتز) سفينة القيادة في الخليج العربي. وتم في المناورة عملية إقلاع وهبوط على الحاملة وهي تسير بسرعة عقدتين فقط (4 كم). وهذا كان إشارة لإيران بأنها تستطيع التحرك لمدة ثلاث ساعات دون الحاجة لتغيير مسارها في أضيق جزء ملاحي (10 كم) في مضيق هرمز. والمعلوم أن إيران لا تمتلك الطوربيدات التكتيكية اللازمة أو الصواريخ المضادة للطائرات. وكذلك ينقصها الرادار المحمول جوًا. أما بالنسبة للغواصات فهي غير مؤهلة لأي مناورة تحت الماء. وأخيرا فإن أي إعلان صريح رسمي لإغلاق المضيق سيكون انتحارا سياسيا وعسكريا لإيران. [email protected]