سنتان وتمرُّ بنا ذكرى انعقاد مسابقة شعرية راقية كانت الاولى على مستوى المسابقات التي سمت بموضوعها واستبعدت التصويت، اشرف عليها المنتدى الشعبي لشعراء المنطقة الشرقية فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ودعّمها ملتقي شباب الخبر، وتمّت تغطية المسابقة من قبل عدد من القنوات وبراعٍ الكتروني مميّز.. تقدّم العديد من الشعراء للمسابقة لتتم مرحلة الفرز الاولى للنصوص، والتي تمخّضت عن 44 نصًا شعريًا تلتها مرحلة الفرز الثانية ليتأهل 18 نصًا شعريًا للمرحلة النهائية للمسابقة. تمّ التنافس بين الشعراء المتأهلين على مدى ثلاث حلقات ليتم تكريم الفائزين الخمسة الاوائل. لجنة النقد والتقييم استعرضت النصوص ال44 خالية من اسماء الشعراء وتمّ تدقيقها على اساس نقدي تحليلي بحت اعتمد على تماشي النصوص مع شروط المسابقة، وبالطبع على جودة النص من ناحية الوزن واختيار البحر ومناسبة القافية والامساك بها، والجرس الموسيقي ووحدة الموضوع ووضوح رسائله والنفس الشعري والصور البلاغية في النص والخلو من الركاكة (التحلي بالسلاسة) وقوة التأثير, هذا النهج في التقييم استمر حتى المرحلة النهائية ولم تعتمد اللجنة المشرفة التصويت كآلية لفرز القصائد لقناعتها بأن ذلك فيه ظلم للشعراء وللنصوص المقدّمة، وهو ما ميّز المسابقة وعزز مصداقيتها. ما زلت أعتقد أنه بالإمكان أخذ زمام المبادرة في تقديم مسابقات تليق بالشعر في بلد الشعربالطبع كانت هناك نصوص مشاركة قوية تحتوي على موهبة عالية كان لها نصيب من الامتاع ونصوص اخرى مرضية وجيدة, وبالطبع كان هناك القليل من النصوص التي كانت اقل من المتوقع ولم تجارِ النصوص الاخرى. وذكر في حينه ان المسابقة تعتبر بداية لافتة لأنظار المتابعين لما يمكن ان يقوم به المنتدى الشعبي من ادارة ناجحة لمثل هذا النوع من المسابقات التي تحتاج لكثير من الخبرة والمهارة في الاعلان والفرز للنصوص والتنظيم. الآن وبعد هذا الاستعراض للمسابقة كتجربة رائدة يكون التساؤل المباح عن عدم تكرار هذه التجربة أو البناء عليها او حتى استنساخها في بلد يطير منه الشعراء زرافات ووحدانًا لبرامج الشعر خارجه. سؤال موجّه للجمعية وللمنتدى الشعبي ولملتقى شباب الخبر ولكل القائمين على الشعر في المنطقة. ما زلت اعتقد انه بالامكان اخذ زمام المبادرة في تقديم مسابقات تليق بالشعر في بلد الشعر. امنية ان تكون مسابقة «شاعر الدعوة» بثوبها الجديد جزءًا من منظومة ترتقي بالشعر وتمتع المتابع له. الخاتمة «شاعر الدعوة» محمد الدهيمي في ثلاثة أبيات: متى تعمر صلاة الفجر بالراكع وبالسجّاد متى نصمت فكر والنطق تسبيحه وتهليله متى نجعل من الدين لمنازلنا عمد واوتاد متى نسلم من الشيطان وحيله ومحابيله متى والله مدري لكن الدنيا صلف وجهاد جهاد النفس والشيطان والوقت وغرابيله