هو شاعر وناقد لا يكتب الا القليل، فنجد قصائده رغم قلة ابياته من اكثر القصائد روعة بل وسطوة على قلب المتلقي، لا يحضر من اجل الحضور ولا يحب الحضور من اجل ذلك، اخذ الشعر هواية واوجد لنفسه بيئة شعرية خاصة لا يسكنها سواه.. انه داهم العصيمي.. استضفناه في هذا الحوار.. نرحب بك عبر صفحات “في وهجير”. - أهلا وسهلا بكم وسعيد بلقائكم.
متى كانت بدايتك مع الشعر؟ - الشعر بالنسبة لي هواية قديمة ألجأ إليها عندما يعن لي فضاء المعاني.. احببته صغيراً ولهجت به منتصف العمر وسأبقى محافظاً على سرٍّ بيني وبينه حتى النهاية.
نراك منذ انطلاقتك وانت مقِل بالنشر ومبتعد عن الاضواء؟ - لي مهنتي في الحياة ولي هواياتي والشعر والكتابة من هواياتي التي لا اريد لها ان تطغى على باقي مكوناتي والكتابة ليست غاية بل وسيلة نبيلة لما هو انبل منها.. لذلك لا اتمنى الظهور لمجرد الظهور.
ما السر في قصر ابيات قصائدك؟ - اتعمّد هذا الامر.. واتمنى ان اكون ممن تكون نصوصهم بقلة الذهب لا كثرة النحاس.. لا اعتقد ان العصر بوقعه السريع يتحمّل الاسترسال .. فقد ولى زمن المطوّلات.. تركيز المعنى في اقل عدد من الكلمات يزيد من قوته بل يقرّبه من محاكاة الحكم والامثال الخالدة.
ما مفهوم النقد لديك؟ - النقد لغة بيان أوجّه الحسن والعيب بعد الفحص والدراسة.. وبالنسبة لي النقد هو التمييز عند قراءة النص.. ومن لا يميّز لا يصلح ان يكون ناقداً.. وحين يستشعر الشاعر والكاتب ان النص كالنقد يتتبعه الصيارفة فيعرفون اصيله من زائفه فلابد ان يحترس.. لذلك انا مقتنع بأن النقد هو الحادي الامثل لعيس الشعر والنثر عبر دروب الابداع.
لديك قراءات نقدية لكبار الشعراء البعض منهم من ناقشك أمام الملأ من خلال الشبكات العنكبوتية .. ألا يزعجهم هذا؟ - الشكر لله اولاً ثم للشبكة العنكبوتية التي فتحت آفاق التواصل بين الجميع وقد كان لمنتديات الشعر دور اساسي في تبادل وجهات النظر في كثير من النصوص.. وقد قرأت الكثير من النصوص بحكم تواجدي في ملتقيات الشعر.. شدتني بعض النصوص وقلت فيها بعض الآراء وأؤكد لك ان الكثير من رود الفعل من الشعراء والقراء كانت في مجملها ايجابية.
هل ترى انك وصلت لمرحلة نقد القصيد؟ - النص الشعري له معنى ومبنى.. وبقدر ما يُستكمل هذان الركنان يرتقي أكثر، هناك بعد الوزن والقافية كمبنى بمعنى معبر ومفهوم.. بعد ذلك يكون بعد الذائقة والذي تتفاوت فيه حتى آراء الجمهور والشعراء والنقاد.. لذلك ازعم اني استطيع وغيري كثيرون من تمييز الجودة والخلل في المبنى وصريح المعنى لكننا نتفاوت في تعليل كل ما يمتّ للذائقة ولبواطن المعاني.
حدثنا عن تجربتك بالنقد في الجلسات النقدية بالمنتدى الشعبي لشعراء المنطقة الشرقية وبمسابقة شاعر الدعوة؟ - تجربة جلسات النقد بالمنتدى الشعبي تجربة رائدة وهناك رصد كامل لتفاصيل الجلسات مع الصور منشورة على الشبكة وقد حققت الهدف المنوط بها والدليل ان الكثير من الشعراء الشباب الذين خاضوا غمارها، يُشار لهم بالبنان على الاقل في المنطقة الشرقية.. اتمنى من المعنيين بالشعر الشعبي والنقد الاطلاع عليها والاستفادة من معطياتها.. اما بالنسبة لمسابقة شاعر الدعوة فقد كان للمنتدى الشعبي منهجية مميّزة في جمع النصوص وفرزها وحصر درجات النقاد على مرحلتين وبجداول معدة سلفاً لسبر المعنى والتأكد من جودة المبنى للنص ولمن اراد الاطلاع على ذلك فهو موثق. انقطعت الآن تلك الجلسات ما السبب في ذلك؟ - الجلسات النقدية ابتدأت وانتهت في عهد الادارة السابقة للمنتدى الشعبي وبالطبع كل تجربة مهمة ليس من الضروري ان تكون طوال الوقت وبنفس الادارة بالإمكان إعادة استنساخها من اي طرف متى استمرت القناعة بمعطياتها.
اين المنتدى الآن وما آخر انجازاته؟ - انا منقطع عن المنتدى منذ زمن لكن حسب علمي ان المنتدى مستمر في عمله وهذا هو المراد وكلنا امل ان يحالف التوفيق والسداد القائمين عليه الآن وهم اهل لتلك المهمة.
مَن مِن الشعراء الشباب الذين يراهن عليهم داهم العصيمي؟ - لم تعد كثرة الشعراء مشكلة.. المشكلة في اكتشاف اكثرهم موهبة، ودعم بروزهم حتى يصل للجمهور اجمل ما لديهم.. اراهن على الكثيرين خاصة جيل المنتدى الشعبي الطموح ممن شارك في الجلسات النقدية والامسيات التالية لها بدون ذكر محدّد للاسماء. الهجاء نهج من الشعر القديم.. لن نلغيه رغم قبحه وفتكه أيضا.. دائماً تبرق فيه نشوة الانتصار الأعمى.. بأمانة أشفق على الشاعر الذي يهرق ما بقى من نبل ورقي على مذبح الهجاء. عادت قصائد الهجاء في هذا الصيف مرة اخرى ما هي وجهة نظرك حول تلك القصائد وشعرائها؟ - الهجاء نهج من الشعر قديم.. لن نلغيه رغم قبحه وفتكه ايضاً.. دائماً تبرق فيه نشوة الانتصار الاعمى.. بأمانة اشفق على الشاعر الذي يهرق ما بقي من نبل ورقي على مذبح الهجاء.. مدنية العصر وعفاف الالسن يأبيان مثل هذا الجنوح. اما ما يجري في هذا الصيف فأتمنى أن تئده الحكمة في مهده ! هل فكرت في اصدار ديوان شعري؟ - لم افكر في هذا الامر على الاقل في الوقت الحالي.
ثلاث رسائل لمن توجّهها؟ - في وهجير: التميّز دليل على العمل والإتقان! بنيتم ملحقاً متفوقاً ومرتباً لا يملّ من التمعّن فيه .. نريدكم كل جمعة. فرحان الفرحان: اين انت؟ فما زال هناك متسع لقلمك ان يلهب ظهور المقلدين حدّ العمى والتقليديين حد السطحية. خضير البراق: اصبحت اكثر قناعة من اي وقت مضى بأن ممارساتك القمعية بحق أدعياء الشعر من الاهمية بمكان.
كلمة أخيرة؟ - أشكركم واشكر كل قراء هذا الملحق المميّز.