العنوان من الأمثال الشهيرة في وسط الجزيرة العربية التي تشير إلى أنه لا عبرة بمظهر الخيل أو بمدح الآخرين أو ذمهم لها وإنما العبرة بجريها في الميدان حين تبرز من بين الخيل المتسابقة وتحوز قصب السبق بسبب جدارتها واستحقاقها ولاشيء غير ذلك، هذا المثل نجده مناسباً للاستشهاد بعد تفشي ظاهرة المسابقات الشعرية في السنوات الأخيرة التي نمت معها ظاهرة أخرى وهي ظاهرة سخط وتبرم الشعراء حين يخرجون من المسابقة خالي الوفاض أو في مراكز متأخرة فيحاول كل منهم أن يرمي فشله بعيداً عن ذاته لأنه يرى نفسه الأفضل في كل الأحوال!! ثم يقوم بصب جام غضبهم على لجان التحكيم فمنهم من يشكك في نزاهتها ومنهم من يطعن في معرفتها ومنهم من يتهم إدارة المسابقة والمشرفين عليها رغم أنه لم يدخر جهداً حتى في التصويت الذي استنزف جيوب الأسر والقبائل والدول!! في حين أنه كان قبل ذلك يثني على عظمة المسابقة وهدفها النبيل ومنظميها الرائعين ولجنة تحكيمها المتميزة!! متناسياً المثل الشعبي الآخر «السابقة ما ينجزع منها». أمر عجيب من هؤلاء فكونهم يتقدمون لمسابقة قد عرفوا نظامها ولجان تحكيمها سلفاً فهذا أمر جميل للغاية يعطيهم تصوراً كاملاً في الإقدام أو الإحجام فإذا أقدموا فعليهم الرضا والقبول بالنتيجة مهما كانت فهذا مبدأ أخلاقي يفترض الالتزام به، أما من يعتقد أنه الأفضل فليسترح في بيته وليهنأ بثقته في نفسه واعتداده بذاته، والمشكلة أن هناك شعراء كباراً دفعهم طمعهم بالجائزة إلى المقامرة بتاريخهم الشعري ظناً أنهم سينالون المراكز الأولى اعتماداً على هذا التاريخ وعلى طريقة الشاعر العربي : وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن لم يستطع صولة البزل السناعيس ولكن المسابقات جميعاً تعتمد على تقييم المشاركة وليس على تقييم التاريخ أو المكانة ولذا فقد فشل عدد غير قليل من الشعراء المعروفين في صعود منصة التتويج في حين فاز بذلك شعراء غير معروفين إعلامياً بل كانت هذه المسابقات سبباً في شهرتهم وصعود نجمهم لأنهم اعتمدوا على أنفسهم وكدحوا قرائحهم لاستجلاب أجمل الأبيات بغض النظر عن مسألة التصويت حيث تمثلوا قول الشاعر مزيد السريحي : يوم المراجل كل علمٍ يزله اللي يبي الشيخة ما هوب يعلن إعلان يفعل وفعله يا صعب شاهدٍ له الخيل قرّح وأجرد الخد ميدان والخيل القرّح: التي اكتمل نموها وسرعتها وقوتها ، والخد الأجرد: الأرض المستوية فهو يضرب للتنافس الشريف وحيازة قصب السبق بجدارة واستحقاق، فلا ينبغي على أي شاعر مهما كان حين يرضى بدخول مسابقة ما بشروطها المعلنة ولجنتها المعروفة أن يتذمر أو يبكي على أطلال الخيبة عند إعلان النتائج فإن كان يعتقد أنه الأول أو الأفضل أو إن المسابقة لا تليق به فلماذا يشارك من البداية؟! وأخيراً يقول الشاعر محمد بن فطيس المري والذي برز من خلال إحدى المسابقات والذي لا يختلف اثنان على جدارته واستحقاقه في الفوز بها: مْضمرين أبكار الأفكار شعّار وكلٍ يحضّر بكرته في وعدها واللي تردت لا يدوّر لها أعذار معذورةٍ ما دام قد ذا جهدها واللي تعوص وتضرب الحاجز يسار تشل فالدنة وترجع بلدها