قال خبير كبير سابق في ملف كوريا الشمالية بالكونجرس الامريكي انه يرجح أن تكون هذه الدولة أصبحت أقرب مما يتردد لتركيب رؤوس حربية نووية في صواريخ ذاتية الدفع وانها ربما تصبح قادرة على ذلك في غضون عام أو عامين. وذكر الخبير لاري نيكس الذي تابع موضوع كوريا الشمالية لمدة 43 عاما في لجنة الابحاث بالكونجرس - وهي لجنة لا تتبع أي حزب - في وثيقة جديدة ان كوريا الشمالية ربما لن تحتاج سوى لعام واحد أو عامين فقط لصنع رأس حربي صغير وتركيبه على صاروخ نودونج متوسط المدى الذي تمتلكه بمجرد أن تنتج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب وهو المادة التي تمثل الوقود الصلب في الرأس النووي. ومن شأن امتلاك كوريا الشمالية صواريخ مزودة برؤوس نووية زعزعة الاستقرار في منطقة شرق اسيا وظهور سياسة جديدة وتحديات عسكرية أمام الولاياتالمتحدة وحلفائها. وتحاول المخابرات الامريكية منذ وقت طويل تحديد متى ستتمكن بيونغ يانغ من امتلاك هذه القدرة. ويضع الجدول الزمني الذي وضعه نيكس اذا كان صحيحا عاملا جديدا يجب ان يأخذه في الاعتبار خبراء الاستراتيجية. وكان وزير الدفاع الامريكي السابق روبرت جيتس قد قال في يناير ان كوريا الشمالية أمامها خمس سنوات لتتمكن من تصنيع صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات يمثل الى جانب البرنامج النووي لكوريا الشمالية //تهديدا مباشرا// للولايات المتحدة. وأجرت كوريا الشمالية عددا قليلا نسبيا من الاختبارات على الصواريخ في السنوات القليلة الماضية ما يشير الى أنها مازالت تعمل على اتقان التكنولوجيا المطلوبة حتى أنها تعاونت مع ايران لتحقيق هذا الغرض. وسلط الضوء من جديد على البرنامج النووي والقدرات الصاروخية لكوريا الشمالية في وقت تنتقل فيه السلطة في البلاد الى كيم جونغ اون ابن الزعيم الراحل كيم جونغ ايل الذي توفي يوم 17 ديسمبر . وقال نيكس وخبراء مثل سيجفريد هيكر الرئيس السابق لمعمل لوس الموس الوطني في مقابلات مع رويترز ان بيونغ يانغ ربما تكون قد تمكنت من انتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع رأس نووي أو أنها اقتربت من هذا. وأضاف هيكر ان الشمال سيحتاج الى اجراء اختبار نووي اخر سيكون الثالث له حتى تصبح لديه الثقة في القدرة على صنع رأس نووي صغير بنجاح لتركيبه في صاروخ. وقال في رسالة بالبريد الالكتروني في اشارة الى امتلاك صاروخ مزود برأس نووي //اذا نجح الاختبار فقد يتمكنون من امتلاك القدرة في غضون عامين.// وأجرت بيونغ يانغ اختبارين نووين كان أحدهما في أكتوبر من عام 2006 والثاني في يونيو 2009 . من ناحية ثانية اصطف مئات الالاف من الكوريين الشماليين على جانبى الطريق عند تشييع جنازة زعيمهم الراحل كيم جونغ إيل وسط تساقط الثلوج امس الاربعاء فيما كان جثمان الزعيم الراحل يمر محمولا على عربة عسكرية وسط الحشود في شوارع بيونغ يانغ . وأظهرت محطات التلفزيون الرسمية المشيعين وهم يبكون ويضربون على صدورهم ويسيطر عليهم مشاعر حزن عميق على رحيل زعيمهم. وانحنت الحشود بينما كان موكب الجنازة يمر. وسار كيم جونغ إيل أصغر أبناء كيم وخليفته المختار إلى جانب العربة التي كانت تحمل جثمان والده أثناء عبورها ساحة عامة مغطاة بالثلوج خارج قصر كومسوسان التذكاري حيث سيوارى جثمانه الثرى في نعش من الزجاج محاط بورود حمراء وبيضاء. ورافق كيم الابن الذي يعتقد أنه في أواخر العشرينيات مسئولين عسكريين وحزبيين كبار من بينهم عمه جانغ سونغ تايك. وذكر محللون أنهم يعتقدون أن الرجل الذي يعتبر نائب كيم جونغ إيل سيكون الوصي على العرش عندما يبدأ كيم «الخليفة» غير المحنك حكمه. وراقب الجنود باهتمام الموكب الذي قادته سيارة تحمل صورة ضخمة لكيم جونغ إيل وهو يبتسم وهو يتجه نحو وسط العاصمة. وكانت السلطات تتحفظ على جثمان كيم في العاصمة بيونغ يانغ منذ وفاته في السابع عشر من ديسمبر إثر إصابته بأزمة قلبية عن عمر ناهز 69 عاما. وقد تولى قيادة تلك الدولة الشيوعية التي يحيطها إطار من السرية على مدار 17 عاما.