سيول - أ ف ب، رويترز – شيّعت كوريا الشمالية أمس، زعيمها كيم يونغ ايل في مراسم جنازة مهيبة نقل التلفزيون وقائعها لمدة ثلاث ساعات، شهدت عبور موكب الجنازة شوارع العاصمة بييونغيانغ وشوارعها وصولاً الى ضريح كومسوزان، حيث ووري الثرى. ووسط تساقط الثلوج، رافقت عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين بالبكاء وحركات انحناء الرؤوس وتغطية الأفواه وقرع الصدور تعبيراً عن الحزن الشديد وصيحات «أبي أبي»، مرورَ الموكب الجنائزي الذي تقدمته سيارة ليموزين سوداء حملت صورة عملاقة للزعيم الراحل مبتسماً والذي قضى بنوبة قلبية الثلثاء الماضي، وخلفها سيارة نقلت النعش الأسود المغطى بعلم احمر، وسار الى جانبها كيم جونغ اون، نجل كيم جونغ ايل الذي خلفه على رأس البلاد، وجانغ سونغ تيك زوج عمته، الذي يرجح ان يلعب دور «الوصي» على البلاد. وواكب السيارة الى اليسار عدد من كبار العسكريين، بينهم رئيس الاركان ري يونغ هو ووزير القوات المسلحة كيم يونغ شون، ورفعت آليات عسكرية لافتات حمراً كتب عليها «يحيا الرفيق كيم جونغ ايل»، علماً أن أي وفد أجنبي لم يتلقَّ دعوة لحضور الجنازة. وقال معلق التلفزيون الكوري الشمالي» «إنها اكبر خسارة لأمتنا»، ووصف تساقط الثلوج خلال الجنازة بأنه «علامة من السماء، إذ يذّكرنا ذلك بيوم الثلوج الذي شهد ميلاد الزعيم في مخيم سري بجبل بايكدو، وبالمشوار الثوري العظيم الذي اجتازه وسط رياح الثلوج للسهر على راحة الشعب وسعادته». ولم يكن هذا الحدث الخارق الوحيد الذي أحدثه موت الزعيم، إذ سبق ان أورد الإعلام الرسمي ان «الجليد تقعقع مثل الرعد حول مهد كيم المفترض بجبل بايكدو، بينما هلت انوار زرقاء، وجال طائر الكركي الابيض يمسح الثلج عن كتفي تمثال القائد». وختم المذيع التغطية التلفزيونية قائلاً: «سنتغلب على الحزن الكبير اليوم، وسنواصل النصر، اذ معنا الرفيق كيم جونغ اون الزعيم الأعلى لحزبنا وشعبنا». وعنونت صحيفة «رودونغ سينمون»: «الشعب ودع والدنا وقائدنا بحزن كبير»، فيما افادت صحيفة «كوريا جونغ انغ دايلي» الكوريا الجنوبية، بأن مئات من الشاحنات المحملة بزهور عبرت الحدود الصينية-الكورية الشمالية، بعدما امرت بيونغيانغ مواطنيها العاملين في الخارج بالعودة الى كوريا الشمالية لهذه المناسبة. كما حيا البعض في الخارج الزعيم الكوري الشمالي الراحل، خصوصاً في مدينة داندونغ الصينية المحاذية للحدود مع كوريا الشمالية، ونقطة العبور الرئيسية للمبادلات التجارية بين البلدين، إذ توجه مئات من الاشخاص الى قنصلية كوريا الشمالية في المدينة لوضع اكاليل من الزهر. في المقابل، بعث معارضون كوريون شماليون لجأوا الى كوريا الجنوبية، بالونات الى الشمال حملت 200 الف منشور دعت الشعب الى التمرد على النظام الذي يرى محللون أنه يقود 25 مليون شخص في «مسيرة عظيمة الى الخلف». تطور نووي وفيما دخلت كوريا الشمالية فعلياً مرحلة انتقال السلطة الى كيم جونغ اون، رجح الخبير السابق في ملف كوريا الشمالية بالكونغرس الأميركي لاري نيكس، اقتراب الدولة من تركيب رؤوس حربية نووية في صواريخ ذاتية الدفع، وأنها ربما تصبح قادرة على ذلك خلال سنة او سنة ونصف السنة. وأردت وثيقة جديدة اعدها نيكس، الذي تابع موضوع كوريا الشمالية لمدة 43 سنة في لجنة البحوث بالكونغرس، ان بيونغيانغ ربما لا تحتاج الى اكثر من سنة او سنتين فقط لصنع رأس حربي صغير وتركيبه على صاروخ «نودونغ» المتوسط المدى، بمجرد انتاجها كمية كافية من اليورانيوم العالي التخصيب. وتحاول الاستخبارات الأميركية منذ وقت طويل تحديد متى ستستطيع بيونغيانغ امتلاك هذه القدرة، علماً ان وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس قال مطلع 2011 ان كوريا الشمالية أمامها خمس سنوات لصنع صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات يمثل إلى جانب البرنامج النووي للشمال «تهديداً مباشراً» للولايات المتحدة. بدوره، صرح سيغفريد هيكر، الرئيس السابق لمعمل «لوس ألموس» الوطني، بأن «بيونغيانغ ستحتاج إلى إجراء اختبار نووي جديد، سيكون الثالث لها بعد 2006 و2009، كي تعزز ثقتها بإمكان صنعه رأس نووي صغير بنجاح لتركيبه في صاروخ».