يشهد الشارع الرياضي في المنطقة الشرقية حالة استنفار قصوى قبل 24 ساعة فقط من مباراة الاتفاق والقادسية في انطلاقة مباريات الفريقين بالدور الثاني من دوري زين السعودي للمحترفين، حيث أخفى مدربا الفريقين ملامح التشكيلة الأساسية والخطط الفنية التي سيخوضان بها اللقاء القادم والذي يُعدُّ بمثابة النقاط الست على أعتبار أن الفوز على المنافس أو الجار يعطي دفعة معنوية كما حصل مع الاتفاق في بداية دوري هذا الموسم، حيث أثر الفوز الذي حققه على القادسية في بداية المشوار إيجابيًا وجعل الفريق ينافس بقوة على حصد مركز متقدّم في دوري الموسم الحالي. وبالعودة السريعة للتاريخ فإن الاتفاق يتفوّق في المواجهات بينهما على الأقل في العشر السنوات الأخيرة، حيث فاز الاتفاق في تسع مواجهات والقادسية في ست مواجهات، وهذا يعني أن التفوّق الاتفاقي على القادسية ليس مطلقاً بل إن القادسية حقق انتصارات هامة على الاتفاق. وكانت أكبر النتائج في مباريات الفريقين فوز الاتفاق على القادسية 5-1 في العام 2007 فيما كان أكبر فوز قدساوي على الاتفاق في العام 2003 بالفوز بنتيجة 4-1 ولكن الاتفاق ردّ بقسوة أشد في الموسم نفسه، وفاز بأربعة أهداف نظيفة. ويعدُّ اللاعب يوسف السالم اللاعب الأكثر تسجيلًا في مواجهات الفريقين في السنوات الخمس الاخيرة وتحديدًا منذ العام 2006، حيث سجّل هدفي الفوز اللذين فاز بهما القادسية على الاتفاق ولم تتوقف أهدافه في غالبية مباريات الديربي حتى أنه كان صاحب هدف الفوز الاتفاقي في مواجهة الدور الأول بين الفريقين في دوري هذا الموسم وهذا ما يجعله أكثر اللاعبين تفاؤلًا بالتسجيل. ومع أن القادسية سيفتقد اليوم هدافه الأبرز الحاج بوقاش إلا أن اللاعب طلال الشمالي متحفز للعودة القوية وهزّ الشباك الاتفاقية بعد أن كان صاحب هدف الحسم الثاني في شباك النصر في الجولة الماضية، وسيضطر ماريانو الى إشراكه في خط المقدّمة الى جانب أوتشية في ظل غياب بوقاش. ويمتاز الاتفاق بوفرة لاعبي الخبرة في كافة خطوط الفريق، فيما يمتاز القادسية بكثرة اللاعبين الصاعدين والذين يسيرون بقوة نحو النجومية وهذا يعني أن المباراة ستكون بين الخبرة الاتفاقية والحماسة القدساوية. ويشترك الفريقان في الخشية من أن يكون طاقم التحكيم أقل من قوة وحساسية المباراة ويرتكب أخطاء فادحة ومؤثرة خصوصًا من الجانب القدساوي الذي تعرّض في المباريات الاربع الأخيرة سواء في بطولة الدوري أو الكأس لأخطاء فادحة أثرت على مسيرته بل وأخرجه من بطولة كأس سمو ولي العهد، فيما لم يكن طلب الاتفاقيين حكامًا أجانب لمباراتهم الأخيرة ضد الهلال تجربة ناجحة مع التحكيم بعد أن الغى الطاقم الاجنبي هدفًا صحيحًا للفريق. ونال الاتفاق راحة كبيرة قبل المباراة مقارنة بالقادسية الذي خاض الأحد الماضي مباراة قوية ضد نجران. من جانبه يرى المشرف العام على كرة القدم بالقادسية عبدالعزيز الموسى أهمية بالغة لنقاط المباراة على اعتبار أن فريقه يبحث عن التقدُّم للمنطقة الدافئة مؤكدًا أن الفريق الاتفاقي قوي ولكن هذا لا يجعلهم يرفعون الراية البيضاء. وأكد أن التفوُّق الاتفاقي تاريخيًا اصبح من الماضي وحتى لا تأخذ المباراة أكبر من أهميتها فهي لا تساوي أكثر من ثلاث نقاط في رصيد الفائز والقادسية يعيش حاليًا مرحلة بناء بدأها مع انطلاقة الموسم بالإعداد القوي وليس بهدف الفوز في مباراة واحدة سواء على الاتفاق أو غيره، بل إن الهدف أبعد من الفوز على الاتفاق والذي إن تحقق فلن يضيف في رصيد الفريق سوى ثلاث نقاط. أما مدير الكرة بنادي الاتفاق خالد الحوار فيرى وجود أهمية بالغة للفوز بالنقاط الثلاث والتقدُّم بقوة في المنافسة على لقب الدوري أو مركز متقدّم مؤكدًا أن احترامهم للقادسية كحال أي فريق آخر سيمكّنهم من الفوز كما حصل في الدور الأول.